فيديو مؤلم وصور .. غزة : ذوو إعاقة خلف القضبان وبلدة خارج إطار الزمن والحضارة

فيديو مؤلم وصور .. غزة : ذوو إعاقة خلف القضبان وبلدة خارج إطار الزمن والحضارة
غزة - دنيا الوطن - من أمنية أبو الخير
"سوسن" فتاة من بلدة المغراقة في وسط قطاع غزة  تبلغ من العمر الجسدي 29عاما ، ولكن عمرها العقلي لا يتعدى الثلاثة سنوات ، عندما تراها للوهلة الأولى وهي تقبع خلف قضبان سجنها الصغير ، بملابسها الرثة ، وحركاتها غير الموزونة ، وكلماتها التي تشبه الطلاسم مع نظراتها المرتبكة ، ستخاف منها معتقدا أنها شخص مؤذي ومخيف .  

لكن عندما تفتح ذلك السجن الصغير ، لتجلس مع تلك الفتاة المسكينة ، ستكتشف أن سوسن تعاني فقط من تخلف عقلي ، فكل عشر سنوات من عمرها الجسدي تساوي سنة واحدة عقلية ، هي طفلة بجسد امرأة ، لكن جهل الأهل وفقرهم دفعهم إلى زجها في هذا السجن خوفا عليها وتخلصا منها .  

عندما سالت " دنيا الوطن " والدة سوسن أم هاني "د" عن سبب وضعها في القفص أجابتنا أنهم عائلة فقيرة جدا ، لا تملك المال لوضعها في جميعه أو مؤسسة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ، فهذه المؤسسات تتواجد في غزة وتحتاج إلى مواصلات ورسوم ، حتى الطبيب توقفت من سنوات عن إرسال سوسن له بسبب عدم توفر المال لديهم .  



 وأضافت "د" " ولا حد بصرف علينا ولا ببعتلنا احتياجاتها كمعاقة ولا الشؤون الاجتماعية ولا الوكالة ولا حدا ، حتى أنا كنت بعرفش أتعامل معها ، لما اخدتها للدكتور بس يكتبلي هالروشيته ويطلعني " .  


وأكملت أم هاني "لو تركناها ممكن تطلع من البيت ، وتمشي وتروح أماكن بعيدة وممكن تتعرض للتحرش أو للاغتصاب ، خصوصا من قبل الشباب المدمن على حبوب الترامادول ، وهي مختلة عقليا ولا تستطيع الدفاع عن نفسها ولا الصراخ وطلب المساعدة ".  

عندما تجولت دنيا الوطن في المنطقة ، تبين أن حالة سوسن ليست الوحيدة ، فتقريبا كل بيت في هذه المنطقة يحتوي على شخص ذو إعاقة أو اثنين ويصل الموضوع إلى ثلاثة من نفس العائلة ، وجميع الحالات التي التقيناها تعاني عائلاتهم من الفقر والجهل والإهمال الحكومي والمؤسساتي ، فتجد المختلين يمشون بالشوارع من دون عناية أو محبوسين في أقفاص وغرف صغيرة .

الطفلة هالة الرضاوين من نفس المنطقة ، تعاني أيضا من تخلف عقلي ، فعمرها الآن 12 عاما ولكن عمرها العقلي لا يتجاوز العامان ، لا تتلقى أي دعم أو اهتمام من أية مؤسسة أو منظمة أو حكومة ، تبقى في الشارع طوال اليوم ، تتعرض للسخرية من الأطفال الآخرين ، فتدخل للبيت باكية .  

والدة هالة لم تتحملها فتركتها لجدتها المسنة وغادرت ، جدتها تقول " هالة طفلة صغيرة وطاقتها كبيرة ، تحتاج لان تفرغ هذه الطاقة لهذا تتعرض للضرب دائما من الجميع حتى تسكت وتهدأ ، هذا الأمر حولها إلى طفلة عنيفة ، ومن الخوف من الضرب أصبحت تستيقظ في الليل مفزوعة عدت مرات" .  
المعاقة "هالة"

 دنيا الوطن دخلت المكان وتجولت به .. وجدت تقصيراً كبيراً من قبل المؤسسات الحكومية وتلك الأهلية التي تحصل على دعم غربي مهول عدا عن التقصير من قبل المؤسسة الدينية التي تُعتبر مؤثرة في قطاع غزة .. وستفتح دنيا الوطن الباب ليتحمّل الجميع المسؤولية التي ربما نسوها .. أو بالتأكيد تناسوها ..! 

مؤسسة شمس هي المؤسسة الوحيدة في قطاع غزة التي تعتني بالمختلين عقليا  لكن تم إغلاقها منذ ستة أشهر من قبل الحكومة في قطاع غزة نظرا لخلافات على ملكية الأرض . 

التقت دنيا الوطن بالأستاذ ارسلان الأغا مدير مؤسسة شمس ليوضح لنا أن مؤسسته كانت تحتوي على 160 طفل متأخر عقليا ، بالإضافة إلى أنها تخدم 800 طفل في منازلهم حيث ترسل لهم مدرسات متخصصات لتعليم الطفل ووالدته وفق برنامج أمريكي  متقدم ، وتوظف 50 موظفا .  

وأضاف الأغا  " الجمعية تقدم خدماتها من العام 1975 م أي منذ أكثر من 40  والأرض التي نقيم عليها المؤسسة هي منحة من ملجئ الأمل للأيتام ، ومنذ أربع سنوات ونحن نقدم إيجار للحكومة بدل الأرض ولكن الملجئ أصر على إغلاق المؤسسة وإخراج الأطفال والموظفين والأثاث إلى الشارع " . 


 





















التعليقات