نواف الموسوي الجيش اللبناني اليوم لا يجد إلى جانبه إلاّ شعبه ومقاومته

رام الله - دنيا الوطن-محمد درويش 
القى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب في البرلمان اللبناني  السيد نواف الموسوي  كلمة خلال احتفال تأبيني في بلدة العباسية  في جنوب لبنان ، قال فيها:

إننا في هذا البلد لا زلنا بحاجة إلى التكافل الإجتماعي كآلية ذاتية لمواجهة التحديات التي لا يمكن أن تنهض بها دولة غير قادرة بإمكاناتها الإيفاء بمتطلبات التنمية إن لم يكن بالحاجات الأساسية للمواطن، وصار لزاماً على الأهل في كل مجتمع أن ينهضوا بمبادرات ذاتية تجمع جهدهم معاً من أجل أن يحققوا ما يصبون إليه لا أن يكتوفوا بالإنتظار من مؤسسات تعيش حالة من الضعف والغيبة بفعل الشلل المتمادي.

إن الروح التي نهضت بالمقاومة هي التي تعتمد على الذات ومستعدة لتقديم التضحيات ولا تنتظر المؤسسات الرسمية لكي تقوم بعملها، فلو أن المقاومة انتظرت قرارات دولية ومعونات خارجية أو دولة قادرة على التحرير لما كنّا حققنا ما حققناه حتى الآن، ولكن هذه الروح المبادرة والمضحّية التي تصل إلى حد التصدّق بالدّم على أمة تتطلع إلى التحرير والحرية هي التي تجعلنا اليوم نقف في هذا الموقف لنعزي بالفقيد الراحل الذي نجتمع بذكراه والذي كانت روحه مقاومة في مبادرتها وتضحيتها وفي احتضانها للمقاومين الذين كانوا يجدون عنده حضناً دافئاً وملاذاً آمناً.

إن المقاومة حققت ما حققته بفعل الإحتضان الشعبي والإستعداد للتضحية، وهي كما عودتنا على تقديم التضحيات والثبات وعدم التراجع هي اليوم صلبة وراسخة ومصمّمة على التقدم إلى الأمام وواثقة بقدرتها على إلحاق الهزيمة بالعدو أكثر من أي وقت مضى، وكما في كل مواجهة تصدى فيها المقاومون للمعتدي الإسرائيلي وغيره وكانت اليد العليا للمقاومين، وهكذا كانت وستكون دائماً.

إن لبنان قد تعرّض لاعتدائين موصوفين هما في الحقيقة من طبيعة واحدة، وبينهما تنسيق ميداني وسياسي، فالمقاومة تعرضت لاعتداء من قبل العدو "الصهيوني" نال من شبانٍ في مستوى القيادة العملانية والجهاد الميداني، وكذلك الجيش اللبناني من قبل المجموعات التكفيرية، وما حصل لا يحمل في طيّاته التزامن العفوي التلقائي بقدر ما أنه يرمز إلى طبيعة الصراع الذي نخوضه نحن كلبنانيين أكنّا شعباً أو جيشاً أو مقاومة، فنحن نخوض معركة مفروضة علينا في سوريا ولبنان، ولم يعد يحق لأي أحد كان أن يلتبس بشأن المعركة في سوريا، فهي ليست صراعاً بين ثوار ونظام أو بين معارضة وسلطة، بل إن ما يجري فيها هو حرب يشنّها أعداء المقاومة الذين باتوا واضحين والمتمثلين بالإسرائيليين وحلفائهم التكفيريين، وذلك بهدف إسقاطها من موقع المقاومة، ففي الجولان وعلى مرأى من الأمم المتحدة والجهات جميعاً يجري تنسيق ميداني بين المجموعات التكفيرية والعدو "الصهيوني"، فإذا قصّرت المجموعات التكفيرية تقدّم العدو ليواجه المقاومة وجهاً لوجه، وهذا ما حصل في القنيطرة.

في المقابل فإن الجيش اللبناني حين يقف على تلال لبنان للدفاع عنه يكون عرضة أيضاً لهجوم من المجموعات التكفيرية، ولذلك فإن اللبنانيين مدعوون جميعهم لتجاوز إنقساماتهم السياسية واختلافهم في الرؤى والتقييم، إذ أن العدوان الذي يتعرضون له لا يطال فئة دون غيرها، فهو إن طال المقاومة في الجولان فإنه يطال اللبنانيين جميعاً، وإذا طال الجيش اللبناني فإن هذا الجيش هو تعبير عن اللبنانيين جميعاً أيضاً، ولذلك توجب المسؤولية الوطنية اليوم أن نقف جميعاً من أي موقع كنّا متحدين وراء الجيش والمقاومة في الحرب المفروضة عليهما من جانب العدوين "الصهيوني" والتكفيري، فلبنان لم يعد يحتمل إنقساماً يضعفه، بل هو بحاجة إلى رصّ كل قواه في مواجهة أعدائه.

 ونسأل لماذا التأخير في تزويد الجيش اللبناني بما يحتاجه من سلاح ملائم ومن ذخيرة كافية وهو يتعرض لما يتعرض له، فالزعم بأن ثمّة تعقيدات بيروقراطية تحول دون ذلك يفنّدها أن الدول الغربية إذا شاءت إيصال الذخائر والسلاح إلى الذين يقاتلون التكفيريين فهي تفعل من دون المرور بالبيروقراطية وهذا ما شهدناه في العراق أو في أفغانستان.

إن الجيش اللبناني اليوم لا يجد إلى جانبه إلاّ شعبه ومقاومته التي تقف معه في مواجهة العدوان التكفيري، ولذلك فإننا ندعو الجميع إلى أن يكونوا في موقف واحد، ونحن قادرون على تحقيق الإنتصارات على العدوين معاً، فقد هزمنا العدو التكفيري في كل موقعة تواجهنا فيها معاً، وكذلك كتب لنا النصر في مواجهة العدو "الصهيوني"، وهذا النصر سترونه قريباً وسيفرح المؤمنون لنصر الله

التعليقات