قصة الناشطة اليمنية الجنوبية هنادي العمودي المرشحة الثانية لنيل جائزة نوبل للسلام بعد توكل كرمان

قصة الناشطة اليمنية الجنوبية هنادي العمودي المرشحة الثانية لنيل جائزة نوبل للسلام بعد توكل كرمان
بقلم : رائد الجحافي
 كاتب يمني

تلقينا خلال الاسابيع الماضية عدداً من الرسائل والاستبيانات من قبل العديد من منضمات حقوق الانسان جميعها تستفسر عن الناشطة الجنوبية (هنادي العمودي) هذه الفتاة المكافحة التي تعمل ليل نهار في سبيل الانتصار لقضايا الجنوب والجنوبيين، تبحر بثقافاتها العديدة في فضاء الجنوب ولأجل الجنوب، لهذا نود ان نتوقف قليلاً ولو لمرة واحدة عند هذه الثائرة لنحاول ايجاز ما عرفناه عنها من خلال متابعتنا لإنتاجها وإبداعها المتواصل الغزير، ولطالما نالت بعض النساء جوائز عالمية لا تستحقها لمجرد تزكية من هنا او هناك او قل لأغراض سياسية بحتة، لكننا نتجاهل كثيراً مثل هؤلاء اللاتي ينتمين إلينا الى الجنوب، وتستحق اكثر من ما استحقته الآخرين.

هنادي العمودي، اسم لمع مؤخراً في مجال السياسة وبرز في ميادين الثورة الجنوبية، لكن صاحبته لم يكن ظهورها حديث العهد بل كانت من اوائل الثائرات الجنوبيات اللاتي خرجن الى ساحات وميادين الشرف للمطالبة برحيل الاحتلال اليمن لكنه ظلت طيلة السنوات الماضية تتخفى وراء لقب (سلطانة الجنوب) هذا اللقب الذي اتخذت منه دلالة للتعريف بها كاد ان يطغي على اسمها الحقيقي بعد ان باتت حتى الصحافة تدونها بهذا الاسم (سلطانة) ولكن ايقنت الناشطة هنادي العمودي ان التخفي وراء الالقاب امر لا حاجة له ولا فائدة منه قررت مؤخراً الظهور باسمها الحقيقي.

هنادي العمودي، ناشطة حقوقية وسياسية وثائرة ميدانية، طالبة الادارة والاقتصاد التي لم تتوظف بعد مثلها مثل الالاف من الجنوبيين الذين اكملوا تعليمهم ولم يتمكنوا من الحصول على وظائف لتوفير لقمة العيش، اذا ما شرعنا نكتب عنها فأننا لا نستطع الوصول الى نهاية بسبب مشاركاتها المتنوعة ميدانياً وسياسياً وحقوقياً.

هنادي العمودي، الفتاة الثائرة المقاومة التي تؤمن بفكر المقاومة تؤمن بأنه لا كرامة إلا باستقلال الجنوب استقلالاً مباشراً واضحاً دونما أي رتوش او الاعيب.

هنادي العمودي، الكاتبة المقتدرة التي تترجم افكارها النابعة من عقلها السليم وتقدمها على شكل قالب توعوي اعتدنا واعتاد الالاف مطالعته كل يوم من على صفحتها الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لها ايضا مشاركاتها القوية والرائعة في كتابة المقالات السياسية التي تخدم ثورة الجنوب هذا بالإضافة الى اعتبارها ناشطة اعلامية تجيد فن التعاطي الصحافي المهني مع كل الاحداث والوقائع التي يشهدها الجنوب، وتلاقي مقالاتها وأخبارها قبولاً واسعاً لدى الكثير من الصحف والمواقع المحلية والعربية والعالمية.

هنادي العمودي، فتاة متعددة الإبداع غزيرة الثقافة فهي الأديبة التي تجيد كتابة القصة القصيرة وتمتهن فن الحبك القصصي الشيق، تكتب القصة القصيرة المعبرة عن واقعنا الملموس وتناقش من خلال قصصها ما نعايشه في مجتمعنا الجنوبي والعربي من قضايا ومشاكل اجتماعية وسياسية وحقوقية، والى جانب القصة القصيرة تجيد كتابة القصيدة والنصوص النثرية بصور بلاغية قوية، تستخدم في كتابتها الادبية اللغة السلسة المفهومة.

هنادي العمودي، الثائرة الجنوبية التي كانت من اوائل الحرائر الجنوبيات اللاتي خرجن الى الميادين لرفض الاحتلال اليمني والمطالبة بتحرير الجنوب، اذ تؤمن هنادي بأمر واحد لا ثالث له، ان الجنوب واقع تحت الاحتلال وانه لا حل لهذا الواقع إلا برحيل الاحتلال واعلان استقلال الجنوب، وتظهر اكثر تمسكاً بهذا الفكر الممانع والمقاوم.

هنادي العمودي، الشابة المقاومة التي قرأت فلسفة ارسطو وأفلاطون وأعجبت بكتاب طبائع الاستبداد، وتاريخ حركات التحرر العالمية فأدركت ابجديات فكر المقاومة، لتتعمق ايضا في دراسة عمق المشاكل العربية والإسلامية وتأثير العولمة على المجتمعات الاسلامية والعربية وسياسات ومخططات واشنطن تجاه الشرق الأوسط وماهية اسرائيل كـ(قومية) وإسرائيل الكيان الاستعماري، وكونت في رأسها خلاصة عن اطماع ونوايا الغرب، فأضحى عقلها مشبع بمفاهيم المقاومة، تؤمن انه لا خير من امريكا، وانه لابد لنا كشباب ان نواجه الفكر الغربي لكن بصورة اخرى بعيدة عن النمطية التي تدعي الحرب على الكفار فترتكب المجازر البشعة وتتحول الى اداة لذبح قيم الانسانية، فهي ترفض التعصب والتطرف بأي شكل وتحت أي مبرر كان.

هنادي العمودي، الناشطة الحقوقية التي نالت مؤخراً عضوية منضمة العفو الدولية، لا تحب الظهور والأضواء، دأبت على العمل وممارسة نشاطها الحقوقي في الدفاع عن قضايا حقوق الانسان في الجنوب وذلك من خلال محاولتها ابراز المظالم والانتهاكات التي تطال ابناء الجنوب وغيرهم ورفع تقارير بذلك الى العديد من المنضمات الدولية، وكانت ولا تزال تسعى لتأسيس منضمة حقوقية تعني بمثل هذه القضايا من خلال شروعها بتأسيس منضمة "الشبكة الجنوبية لمعلومات حقوق الانسان جسور"، بالإضافة الى عضويتها في المرصد الجنوبي لحقوق الانسان.

رسالة:

ندعو كافة أبناء الجنوب منهم بالدرجة الاولى قادة الحراك الجنوبي ورؤساء تحرير الصحف والمواقع الالكترونية والصحافيين والحقوقيين الى مساندة ودعم هذه الناشطة وتقديمها للرأي العام والعالم وهذا اقل واجب يجب تقديمه تجاه مبدعة جنوبية تستحق الكثير..

التعليقات