أسماء: أول مُدرّبة سياقة وتطمح لإدارة مدرسة

أسماء: أول مُدرّبة سياقة وتطمح لإدارة مدرسة
رام الله - دنيا الوطن
واكبت الحلقة الثانية والعشرون من سلسلة "أصوات من طوباس"، التي تنفذها وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، حكاية أسماء أحمد الطالب أول مدربة للسياقة في المحافظة.

تقول: درست الترجمة، ولم تكن رغبتي وأحلامي، فقد كنت أطمح منذ الصغر بتعلم القانون. ولكن بعد التخرج، بدأت أفكر في مهنة بديلة، فحصلت على رخصة قيادة في سن مبكر، وتأثرت بتشجيع والدي، الذي بدأ بتعليمي السياقة في الطفولة، وشجعني على عدم الخوف من المركبات، فأتقنت القيادة  في عمر الثانية عشرة، قبل أن أحصل على رخصة في السابعة عشرة.

وبحسب أسماء، فإن والدها أسس مدرسة لتعليم السياقة عام 2008، ثم بدأت بدورة طويلة وشاقة لعام كامل، بسبع عشرة مادة، تدمج بين الشأن النظري والعملي، لتنتقل إلى مُدربة.

فوارق ومواقف

تضيف: تشعر الفتيات براحة أكبر حين تدربها سيدة مثلها، وحين لا تتوفر المُدربة، تضطر شريحة من النساء لاصطحاب قريب لها، وقد تسمع العديد من التعليقات الناقدة. كما أن المرأة تحتاج لتدريب أكبر من الرجال، وتعليمها القيادة ليس بالأمر الهين، ومعظم المدربين يفضلون التعامل مع الشبان والرجال.

واستنادا للطالب، التي أبصرت النور عام 1984 في قرية تياسير، فإن أبرز ما تحتاجه المرأة المدربة الثقة بالنفس، والجرأة، والصبر، وعدم الالتفات كثيراً إلى ما قد تسمعه من نقد وتعليقات سلبية.

تزيد: لا أنسى الكثير من المواقف الطريفة التي حدثت معي، حين تبدأ بعض الفتيات خلال التدريب بالصراخ، ويفقدن أعصابهن، ويأسرهن الخوف من المقود، والمصادفة أن أول من تخرج عندي كان شاباً. ولدي  متدربات يجتزن الفحص الرسمي من أول مرة، ومن يقعن في الخوف يكررن الفحص مرتين وثلاثة وربما أكثر؛ لأن المسألة نفسية.

صورة نمطية

ووفق الطالب، فإن نظرة المجتمع تلاحق النساء حتى في المركبات، فإن وقعت أي مخالفة أو تجاوز مروري، يُلقى اللوم على المرأة، وتتعالى الأصوات ضد الجهة التي منحتها الرخصة، حتى لو كانت هي التي من وقع الخطأ ضدها.

تتابع: تعرضت لبعض المواقف الصعبة، بسبب متدربات يسيطر عليهن الخوف، ويعمدن لاستعمال الكابح الفجائي. أما الفئة الأكثر صعوبة في التعامل معها، فهن المعلمات اللواتي يجدن تقبل تلقي التعليمات والنصائح والدروس من غيرهن، وممن هن أكبر بقليل من طالباتهن.

ومما تقوله أسماء، فإن الأفضلية في اجتياز الامتحان النظري تكون للنساء، كما أنهن أكثر قدرة على إتقان الرجوع إلى الخلف، ولا يحتجن لشرح طويل حتى تصل الفكرة إليهن.

توالي: هناك أيضاً من المتدربات يعتبرن رسوبهن في الفحص من مسؤوليتي، وتصلنا أحيانا طلبات للتوسط لبعضهن؛ لاجتياز الامتحان من أول مرة. ومما لا أنساه أن سيدة ستينية جاءت للتدريب، بعد أن أخفقت في مدرسة أخرى عدة مرات، واعتذرت منها.

تجلس في أحلام أسماء الحصول على رخصة لقيادة سيارة شحن، وأن تكون المدير المهني لمدرسة والدها، لكنها تتمنى لو أن القدر أمهل والدها قليلاً ليراها مدربة، فقد توفي قبل حصولها على رخصة تدريب.

تقليد

تضيف: تأثر صغاري كرم وكريم ( 7 و5 سنوات) بعملي، فمعظم ألعابهم سيارات، ودائماً يتجادلون لمعرفة من هو صاحب الأولوية، ويعرفون دلالات بعض إشارات المرور، ويطلباني مُحكّمة بينهم في حال اختلفا. كما يقلداني بإرشاداتي للمتدربات.

تنهي: أن تقود المرأة سيارتها بنفسها أفضل من استخدامها المركبات العامة، أو السفر وحيدة مع سائق لا تعرفه، كما أنه تستطيع أن تساعد أسرتها في حال غاب زوجها،ولا أفهم استمرار النظرة السلبية لمن يقدن سيارة، كما لا أفهم تبرير البعض لمنع المرأة من قيادة المركبات.

"عين على الأغوار"

بدورة، ذكر منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار عبد الباسط خلف، أن الوزارة تعد وبالشراكة مع جمعية طوباس الخيرية ومؤسسة الأشبال والزهرات لإطلاق "عين على الأغوار" عبر مبادرة "صحافيات صغيرات" التي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع "طوباس الخيرية"، ونفذت خلالها مخيمين صيفيين ضما أكثر من 30 زهرة.

وأضاف: يهدف البرنامج الجديد، إلى تأسيس وتدريب وتفعيل مجموعات من الصحافيين والصحافيات الصغار، يتولون نقل معاناة المحافظة، والتعبير عن أحلامهم وواقعهم، عبر الصورة والكلمة بالمرحلة الأولى، ثم ينتقلون للإعلام المسموع والمرئي.

وأشار خلف إلى أن الصغار سيتلون بعد تدريبهم، مهمة الكتابة عن واقعهم، والتعبير عن حالهم الصعب، وما يتسبب به الاحتلال من معاناة لهم، جراء حرمانهم من عيش طفولتهم وتشويه أحلامهم، بجوار تسليط الضوء على شظف العيش وقسوة الحياة، جراء نقص الخدمات الأساسية في تجمعاتهم، وفي مقدمتها الصحة والتعليم، وغياب أي شكل من أشكال الرفاه، ليصار إلى نقل ذلك كله إلى وسائل الإعلام.

التعليقات