العلامة الحسيني:قضية اللاجئين الإيرانيين في العراق" ليبرتي" بعيدا عن السياسة مسؤولية من؟

رام الله - دنيا الوطن
تسائل العلامة الحسيني في بيان صحفي عن قضية اللاجئين الإيرانيين في العراق" ليبرتي" ومن يتحمل تلك المسؤولية 

نص البيان:
لسنا نريد سبر أغوار قضية سکان مخيم اللاجئين الإيرانيين في العراق بمخيم" ليبرتي" من الناحية السياسية، خصوصا وانها سياسية بإمتياز و تم تناولها من جوانب عدة و على مختلف الاصعدة، لأن الطروحات السياسية عن ليبرتي قد کثرت و تشعبت غير ان المميز و الملفت للنظر في القضية، ان أوضاع السکان ليست لم تتحسن وانما إزدادت و تزداد سوءا خاصة مع استمرار الحصار عليهم، ومن هذا المنطلق فإننا نروم في مقالنا هذا تسليط الاضواء على قضية ليبرتي من الناحية الاخلاقية و الانسانية و بعيدا عن السياسة.

الحديث عن قضية ليبرتي، قضية تشبه من حيث المظلومية و هضم الحقوق و الاعتداء و التطاول عليهم و السعي لإبادتهم بمختلف الطرق، قضية فلسطين، فالظلم و التجاهل و الغبن مستمر بحق الشعب العربي الفلسطيني و ليس هناك لحد الان من حسم واضح و حدي للقضية الفلسطينية بل ان الامور تسير في سياق لايبعث على الإطمئنان، ومن يتمعن في قضية ليبرتي، يجد کما هائلا من الظلم و التجاوز و الانتهاکات المستمرة لحقوق السکان على الرغم من انهم محميون بموجب القوانين الدولية.
هؤلاء السکان، وبعد الاحتلال الامريکي للعراق، قاموا بتسليم أسلحتهم في مقابل وعود أمريکية بضمان أمنهم و حمايتهم، کما أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين و التي هي أرفع جهة دولية تعني بشؤون اللاجئين، قد إعترفت بهؤلاء السکان کلاجئين واجرت مقابلات مع أعداد کبيرة منهم، والاهم من ذلك، أن منظمة مجاهدي خلق التي ينتمون إليها، قد نجحت و بعد خوضها غمار مواجهة قضائية حامية الوطيس في المحاکم الدولية و الامريکية، نجحت في الخروج من قائمة الارهاب التي تم
إدراجها فيها ظلما و زيفا لغايات و أهداف لانود الخوض فيها في هذا المجال الضيق، وبطبيعة الحال فإن خروج المنظمة من القائمة الى جانب الاعتراف الدولي بکونهم لاجئين قد أکسبهم المزيد من الحصانة و القوة و المناعة کما کان يفترض، لکن وعندما ندقق على ماهو جاري على أرض الواقع معهم، فإننا نجد عالما آخرا مغايرا لذلك الذي يجب أن يکون.

ليس هناك من شئ أسوء من الظلم، وان معاناة الانسان تزداد عندما يجد ان هناك من يسلبه حقوقه علنا و يريد عبر اساليب التهديد و الوعيد و القتل و الحصار إجباره على الاعتراف بأنه لايمتلك حقوقا، وان هذا هو في الحقيقة جانب من الذي يجري مع سکان ليبرتي، ذلك ان اللاجئ السياسي المعترف به دوليا يمتلك حقوقا متباينة طبقا للقوانين الدولية ذات العلاقة، ومنها حق الطبابة و تلقي العلاج و الدواء على سبيل المثال لا الحصر، لکن سکان ليبرتي، وعوضا عن توفير المزيد من الاجواء المناسبة لهم، فإن الحصار الطبي اللانساني يشتد عليهم أکثر من أي وقت مضى الى الحد الذي نجد فيه أن 23 من السکان قد قضوا نحبهم بسبب آثار و تداعيات الحصار الطبي، بالاضافة الى مقتل 116 آخرين بسبب 9 هجمات عسکرية و صاروخية عليهم و هم أفراد عزل، والانکى من ذلك ان التهديدات مازالت محدقة بالسکان سواء من ناحية الحصار الجائر المفروض عليهم او من ناحية إحتمال شن هجمات جديدة عليهم بعد أن وردت تقارير جديدة تؤکد بأن هناك تحرکات مريبة حول مخيم ليبرتي تشبه تلك التي جرت قبل هجوم الاول من أيلول 2013، على معسکر أشرف، وان السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: من المسؤول قانونيا و اخلاقيا عن هذه المأساة الانسانية؟ وأين هي تعهدات الولايات المتحدة الامريکية و إلتزامات الامم المتحدة و قوانين المفوضية
العليا لشؤون اللاجئين؟ بل أين العالم الاسلامي من إستمرار هذا الظلم الفاحش بحق أفراد أبرياء عزل واين الاخلاق و العادات و التقاليد و الشيم العربية الاصيلة من کل هذا الظلم الجاري؟

الاسئلة ساردة الذکر و أسئلة أخرى کثيرة تطرح نفسها بقوة عى بساط البحث وخصوصا أمام منظمة الامم المتحدة و الولايات المتحدة الامريکية بإعتبارهما الجهتان اللتان تعهدتا و إلتزمتا بالحفاظ على حقوق السکان و ضمان أمنهم و حمايتهم و توفير الظروف الملائمة و المناسبة التي تتفق مع أوضاعهم کلاجئين سياسيين، وهي قطعا مهمة ذات طابع أممي خصوصا بعد أن إزداد الامعان في تجاهل و هضم حقوقهم. قضية اللاجئين الإيرانيين في العراق" ليبرتي"، بالاضافة الى کونها قضية ذات طابع انساني، فإنها أيضا قضية حرية و حياة حرة کريمة، وان هؤلاء السکان هم رمز للحرية و الاباء و الصمود و المقاومة و النضال الانساني بأنصع صوره ولهذا فإن الدفاع عنهم و تإييدهم هو أيضا واجب کل انسان حر و شريف مؤمن بالحرية و العزة و الکرامة، وان اولئك الذين يظلمون هؤلاء الاحرار عليهم أن يعلموا جيدا بأنهم سيدفعون ذات يوم مهما طال الزمان ثمن هذا الظلم الذي يرتکبونه بحق هؤلاء الاحرار.

التعليقات