للقضية وجوه أخرى

للقضية وجوه أخرى
غزة - دنيا الوطن
بقلم/ اياد العبادلة
1- "المتسلّقون"

تربيت على المفهوم الثوري الحقيقي ,وتجرعت كأس حب الوطن منذ نعومة أظفاري في مدرسة الثورة الحقيقية التي نشأت فيها وناظر المدرسة جدي الذي أمضى من عمره إثنى عشر عاما في سجون الاحتلال بعد اعتقاله في الضربة الأولى التي تلقتها حركة فتح في قطاع غزة عام 1968 ,وخرج منها "معلول اليدين" من آثار التعذيب الذي تعرض له خلال سنوات الاعتقال ناهيكم عن اشاعة موته ونعيه في اجتماع المجلس الوطني بالشهيد آنذاك.

المد الثوري انتشر ليشملنا كأحفاده ومع بداية الانتفاضة الأولي نهاية عام 1987 شاركنا برشق الحجارة واشعال الاطارات الى ان انتهى بنا المطاف كأشبال شاركوا في اعادة بناء الشبيبة في العام 1994 من خلال العمل الطلابي لحركة الشبيبة الطلابية آنذاك .

خضنا العمل النضالي ضمن الاطار العام للشبيبة الطلابية بناءا على المفاهيم الثورية التي تجرعنا كأسها وترعرعنا على حب الوطن فيها والمسؤولية الموكلة لنا في تحرير الأرض من الاحتلال الاسرائيلي واستعادة أراضينا المحتلة بكافة أشكال النضال الثوري .

ومع كل مرحلة من مراحل التقدم في العمل الثوري كانت تتكشف لنا خيوط الوجه الحقيقي للقضية وأن من يقودنا يدفع بنا لنزرع أسس العمل الثوري دون أن نعرف ان حصاده و مغزاه الحقيقي كان يتمثل في طموحات شخصية التي اتضحت مع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية الى الأراضي الفلسطينية ,لينكشف القناع الوطني الزائف ويظهر الوجه الحقيقي الطامح في البريستيج والكماليات بعد حصوله على كتاب موقع من الرئيس الراحل ياسر عرفات بدرجة ""A . C .

في تللك الفترة لم نكن نعي تماما ما كان يصبو له مسؤولينا ,وكنا نعتقد أن لديهم رؤية حقيقية للثورة والنهوض بالعمل الثوري وتطوير أشكال العمل النضالي ,دون أن يتبادر إلى أذهاننا أننا كنا أدوات يستخدموننا من اجل الوصول لتحقيق غاياتهم الحقيقية ,عبر الأساليب والطرق التي خططوا لها من اجل تحقيق أهدافهم الخاصة.

خلال العمل الطلابي واطلاعي على عدد من انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية بقطاع غزة ومشاركتي لاجتماعات الأخوة اكتشفت أن للقضية وجوه أخرى يبحث عنها الطامعين في التقرب من دوائر رسم السياسات ومراكز صنع القرارات ,وشاهدت كيف يصنعون المكائد ويستبعدون النشطاء الفاعلين و البارزين المخلصين الحقيقيين من أجل أن تخلو لهم ساحات المعارك الانتخابية ,ويحصدون الأصوات بناءا على وعودات وهمية لم أعتقد نفذ ولو جزء ضئيل منها.

وما أن تنتهي الانتخابات وينجح المتسلقين ,أول ما كانوا يبادرون له اغلاق رقم الهاتف المتعارف عليه واستبداله بهاتف آخر ,ويستبدلون آلام وعذابات من كانوا السبب في نجاحهم الى أمسيات واجتماعات خاصة بدوائر رسم السياسات وصنع القرار من اجل تسلق باقي درجات السلم الوظيفي وتحقيق الأطماع الشخصية.

علمتنا الثورة الفلسطينية أن العمل العسكري يزرع والعمل السياسي يحصد ,وعندما بحثنا عن زرعنا لنحصده فوجئنا بان الأرض صحراء خالية ,فهل قتل الزارعون ؟, أم سقطوا ضحايا داخل جدران الخزان؟.

انتظروني في مقالي القادم مع وجه آخر للقضية وتجربة أخرى.

التعليقات