رد حزب الله وانتخابات فتح وتغيير قيادة حماس

رد حزب الله وانتخابات فتح وتغيير قيادة حماس
كتب غازي مرتجى
حادثة القنيطرة التي أدت لاستشهاد عسكري ايراني كبير وقياديين من حزب الله بحجم عماد مغنية ونجل مغنية ذاته لن تتوقف عند حدها الحالي .. وإلا سيُعتبر ذلك سقوطاً مدوياً لحزب الله .

باعتقادي ان "نصر الله" الذي يُعطي الأمر الثاني لتنفيذ اي عملية رد ضد اسرائيل بعد الأمر الإيراني الأول لن يكون من السهل عليه اصداره , فالتفكير برد نوعي بعد سنوات ثلاثة من الانخراط بالوحل السوري والابتعاد عن التراب اللبناني والتخطيط الاستراتيجي للعدو الدائم .. سيُصّعب المهمة على قائد حزب الله بل ربما يجعلها من المستحيلات .

على الجانب السوري سيؤثر رد حزب الله على استقرار اوضاع النظام التي أعاد هيبته في العام الأخير بفضل تدخل الحزب بكامل قوته مع حليفه الاستراتيجي نظام "الاسد" , وما تهديدات عدد من القادة الاسرائيليين ان اي "حماقة" يرتكبها حزب الله ستؤدي الى سقوط الأسد فوراً إلا لعلمهم أنّ سقوط نظام الاسد يعني بدء انتهاء "حزب الله" .

أما على المستوى الايراني فرد حزب الله سيُعجّل من قرار الكونجرس الأمريكي "المؤجل" بما يخص المفاعل النووي الايراني وسيفتح جبهة قتال جديدة مع اسرائيل قد تؤدي الى اندلاع حرب شاملة تطال ايران خاصة مع التغيرات الدراماتيكية التي تحل على الاقليم من جديد بتفكك توازنات بعد صعود الملك سلمان لسدة الحكم في السعودية والتقارب القطري السعودي مع الابتعاد الاماراتي عن المحور .. ولو جزئياً .

على المستوى اللبناني فيما لو رد حزب الله سيخوض حربه منفرداً عكس "تموز" الفائتة التي وقف بجانبه فيها كل أطياف الدولة متعددة الأفكار والمرجعيات .

يبقى انّ قوة حزب الله في فتح جبهتين احداها في الجانب السوري والأخرى مع اسرائيل ستنهكه ولن يتمكّن من الصمود طويلاً خاصة وأنّ حلفاءه في غزة لن يكونوا بجواره هذه المرة بعد العدوان الأخير الذي لم يُبق لهم مجالا للمناورة ولم يذر صاروخاً للمشاكسة .. !

اقدام حزب الله على الرد سيورطه في حرب قد تكون غير محسوبة النتائج وعدم اقدامه على الرد سيودي به في بوتقة النظام السوري صاحب العبارة الاشهر .. "في الزمان والمكان المناسبين" .

حادثة القنيطرة لها ما بعدها , وتنصيب الملك سلمان ملكاً للمملكة العربية السعودية له ما بعد بعده ايضاً وفي الـ 2015 سنشهد تحالفات تنهار وأخرى تنشأ قد تكون أغرب من الخيال .. لكن واقعيتها تتمثّل بأن السياسة لا دين ولا مبدأ لها .

"مصر" و "القضية الفلسطينية" في عين العاصفة , ولمن يعتبر انتخابات المؤتمر السابع لحركة فتح حدثاً محلياً فليذهب الى مدينته ليمكث فيها انتظاراً للانتخابات التشريعية , فانتخابات المؤتمر السابع لفتح ستُحدد ملامح المرحلة المقبلة وقد تكون "المركزية القادمة" سبباً في انتشال حركة فتح أو أداة جديدة في دفنها .. 
وعلى جانب حماس لن تبقى كما هي عليه الاوضاع بانتظار الحركة تغييراً ما .. فستُقدم هي على تغيير مكتبها السياسي وقيادتها الممثلة لها لتستطيع عقد تحالفات جديدة تمنع التركيبة الحالية لقيادة حماس عقدها .. 
أما في مصر فالاستقرار الحالي لن يستمر اذا ما تغيرّت التحالفات التي حافظت على النظام المصري العسكري وقادته الى السلطة وقد نكون امام احداث دراماتيكية اذا ما استمرّ انهيار الاقتصاد بالوتيرة المخيفة الحالية ولم ينشله مشروع قناة السويس الجديد ..!

التعليقات