عن وحدة الأحزاب العربية المرشحة لخوض إنتخابات الكينيست القادمة، بقائمة واحدة

عن وحدة الأحزاب العربية المرشحة لخوض إنتخابات الكينيست القادمة، بقائمة واحدة
رام الله - دنيا الوطن
لا أظن أن موضوع نسبة الحسم هو الأساس أظن أن الموضوع يكمن بعدم الاقبال لا على التصويت ولا على العمل بالدعاية الانتخابية بشكل فردي من قبل كوادر الأحزاب المختلفة.

 بدءا ذي بدء علي من تنحية الناشطة الموقرة عايدة توما من كل موضوع نقاشي هذا, فأنا أحترمها على الصعيد الشخصي ولا أرى سوى أنها ورقة تين لهذه القائمة. 

هذه القائمة هي قائمة تشبه موقف أدم وحواء حينما اكتشفا أنهما عاريان فاجتمعا رغم أن العقوبات الربانية كانت مخيفة ورغم التهم المتبادلة أحدهما ضد الأخر.

بهذه وضعية لا اقبال للتصويت ولا حماسة لدى أيا من الكوادر لأي عمل انتخابي تناحري بينهما جميعهم أرغموا على الوحدة.

 مضحك أن يقولوا أن القومي اجتمع مع الشيوعي والأخواني . فالقومي والأخواني أصلا هما يترشحان "للكنيست" عبارة تلمودية يهودية اسرائيلية ويقفان ليقسما لدولة يهودية بعبارات عبرية من تحتهما الشمعدان الذي هو رمز تلمودي استخدمته الصهيونية لتعبر عن قومية مفقودة.

 لذا الأخواني والقومي بوجودهما وترشحهما للبرلمان الاسرائيلي هو المفارقة بعينها. فتبقى وحدتهما مع ابن شعبهما الشيوعي أمر مفروغ ومفهوم ضمنا وأصلا مذموم أنهما كانا يتناحران معه من ذي قبل. أما الشيوعي فليس خافيا على أحد أن الكادر الصلب من الشيوعيين بعيدين عن الرضا لا عن القائمة ولا عن الوحدة.

 رئيس القائمة هو شخص فشل فشلا ذريعا بمستقبل شبابنا حيث تبوأ على منصب من قبل لجنة المتابعة واستمر على مدى سنوات يطمأن بكل وسيلة أن نسبة التجنيد للخدمة المدنية هو شكلي وأن الدولة خاسرة والمشروع فاشل حتى استيقظنا على معطيات أخرى على الأرض تؤكد تسرب رهيب لخدمة مدنية من قبل الفتيات من عائلات مستورة ومن قبل شباب يأس من خطابه الذي كان يملأه عن قومية دون أي تفسير علمي واقعي قريب منهم كشباب وصبايا.

أولائك الشباب والصبايا وجدوا بأطر أخرى وبشخصيات أخرى من تتحدث مع عقولهم وتفهم واقعهم وتشعر بهمومهم وتطلعاتهم وتهتم بكرامتهم من باب الجدية وليس من باب الشعارات التافهة الفارغة من أي مضمون, وأولائك الشباب والصبايا صنعوا المعجزات من اسقاط برافر معا متحدين معا بغض النظر عن المناطقية الطائفية الحزبية العشائرية.

 وحتى تمردوا على أحزابهم وأطرهم الشبابية ونسقوا فيما بينهم, وأبدعوا بوقوفهم لجانب الأسرى قضية شبه منسية وحتى لا تحترم من أهلها, ولم يقصروا بحق عاصمتهم المنسية القدس فكانت لهم صولات وجولات بشوارع القدس بمواجهة بطش الشرطة الاسرائيلية ومحاولات المستوطنين الاستيلاء على المسجد الأقصى تمهيدا لدحر كل ما هو فلسطيني بضمنه مسيحي من عاصمة السلام. 

ليس خافيا على أحد أن أيضا كادر التجمع قد شهد انشقاقا من قبل خيرة العاملين بالميدان لصالح حركة كفاح التي أعادت البوصلة لقضية الأسرى وفلسطين والقدس والأهم من هذا رتبت أوراق اللعبة بكل ما يتعلق من الدعم الخارجي الذي ينال قسطا منه تقريبا كل من في القائمة حتى "الشيوعيين جبهويين" .. الرجعية العربية تلاقت مع ميزانيات الدولة بدعم أولائك لمحاولات أخيرة لتأكيد مقولة نتنياهو أن المليون عربي الوحيد بالمنطقة الذي يتمتع بديموقراطية هو بالدولة اليهودية على غرار قيام (دولة اسلامية داعش) بالمنطقة تبرر وجود دولة يهودية بالمنطقة. التشريعات العنصرية كانت دائما وكانت مطبقة على الأرض حتى بغياب تشريعات لذا ليست هي محفزا "للوحدة". 

الشباب هو قائمة كل حزب والشباب المتطوع هو أهم لأي حزب  بوضع فيه كادر الميداني للتجمع أعلن انشقاقه وكادر المتطوعين من الشيوعين يعبر عن سخطه وابتعاده ناهيك عن استقالة كاتبة السطور منذ زمن ليس يسر وانضمامها لصفوف حركة كفاح أسوة بتجمعيين وأبناء بلد وأسرى من الداخل محررين من فتح وجبهة شعبية وشخصيا أخرى. 

والحركة الاسلامية بوضع حرج فلا هي داعش ولا الأخوان بالعالم العربي بوضع يحسد عليه. بهذا وضع لا حل لهم سوى تجميع الموارد المالية على أمل أن تنتج عملا على الأرض وتجلب أصواتا للصناديق.

 بغياب أي طرح اقتصادي حقيقي يصبو لتطلعات شبابنا ومستقبلهم. فلا حديث عن نهب البنوك وعن الأسعار الباهظة وعن غياب مسطحات بناء وشراء بيوت. 

نعود لبعض شخصيات من القائمة وأخص هنا شخصية بعينها. على مدى أكثر من ستين عاما فشلت اسرائيل تماما من زرع قيادة عميلة جذابة اعلاميا أو جماهيريا فكانوا أعضاء المباي أشخاصا باهتين قوتهم اما بعشيرتهم أو بالتسهيلات التي تعطيها الدولة لمن يتبعهم أو بما كان الشاباك يروج له عن اشاعات مغرضة ضد القيادات الوطنية أنهم ذوي مشاكل وهمهم نفسهم ولا يهتمون لمشاكل الناس الحياتية التي تعطيها الدولة كتسهيلات لأتباع أولائك الباهتين.

اليوم نحن بعصر الاعلام وبعصر صنع قيادات, كيفية الكلام وكيفية اختيار العبارات ولغة الجسد وما الى ذلك. فأضحى موضوع خلق "قيادة جذابة" ليس بالأمر المستحيل مثال لا الحصر جميعنا شاهدنا سعد الحريري يخطب بلغة عربية ركيكة وبعد أشهر بالولايات المتحدة عاد ليخطب خطابان بلغة فصحى وثقة بالنفس رهيبة. 

لذا أخشى ما أخشاه أن قد نكون بحالة استنساخ اعلامية مخيفة على شعبنا. مقلق للغاية أنه برغم غياب الحكم العسكري منذ عدّة قرون الا أنه فعلا ما زال البديل حزب العمل المباي وأنه ما زال الحديث دائرا عن عرب حزب العمل والتصويت العربي لحزب العمل. مضحك مبكي أن خادمي حزب العمل مستاؤون أنهم رُمي بالقمامة مقابل زهير بهلول الذي بالسابق كان اما مصوتا لميرتس أو لأحزاب أخرى .

 دائما مضحك عندما "خائنا لشعبه" بنظر المحتل, يزعل عندما يتم رميه. على أية حال ليس هو موضوعنا لكن الأساس أنه رغم "الوحدة" فهي ليست قادرة على منع وضعية أصوات عربية لحزب مؤسس الدولة التي حلت على شعبنا نكبته ،مما يؤكد أنها ليست قوية كفاية لتقنعهم بالخوف والعزوف عن تمسكهم بالحائط الواقف. العمل هو قبل وبعد الانتحابات لخلق سقف مطالب للداخل الفلسطيني عن تطلعاته وأماله وما يراه من هذه الدولة التي ترى داعش منقذتها بالمنطقة وتدعمها لوجستيا. 

وبظل وضعية فيها منظمة التحرير ترى فلسطين لا تتعدى حدود ال 67 ولا ترى باللاجئين سوى حق عودة دون رؤية عودة. ولا ترى بنا الا مخزونا بداخل اسرائيل لتمرير تلك الرؤية الضيقة من خلال مخزون أصوات. حركة كفاح فعلا تطرح بدائل وروؤية أفضل لهذا الوضع الذي يبدأ بمقولة أن الكنيست ليست العنوان.

التعليقات