إمبراطورية إيران

إمبراطورية إيران
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

عندما اعلن مسئول إيراني كبير قبل أسابيع ان نفوذ ايران يمتد من اليمن مرورا بالعراق وسوريا وصلا إلى لبنان لم يهول ولم يكذب فهذه هي الحقيقة بل هي جزء من الحقيقة .

وفي حينها ثارت ثائرة بعض العرب واستنكروا وشتموا ايران وهاجمها بعض الإعلاميين العرب .. لقولها الحقيقة فقط وأما ان يكون النفوذ الإيراني بهذا الحجم فهو غير مزعج للعرب المهم ان لا تصدمهم ايران بالحقيقة المرة وان لاتقلق منامهم .

وانضمت أمريكا بالامس الى سياسة العرب في دفن الرؤوس بالرمال عندما أعلن البيت الابيض انه لاعلاقة للحوثيين بايران رغم ان ايران أعلنت بنفسها بشكل واضح وصريح عن تبعية الحوثيين لايران كما ان الحوثيين لا ينكرون ذلك .

ومن حق إيران ان تؤسس إمبراطوريتها كيفما تشاء وان تهمين على العالم العربي شرقا وغربا ما دام زعيم أي دولة عربية أغلق نوافذ بيته ولا يرى ما حل بجيرانه .

ويبدو ان العرب عملوا بنصيحة وزير الخارجية الامريكي كولن باول عندما زار دمشق بعد سقوط بغداد في عام 2003 وقال لبشار الاسد :" انظر من النافذة لترى ما حل بجيرانك في العراق ".

وكانت رسالة كولن باول للاسد تحذيرية من ان يعمل ضد سياسة امريكا في المنطقة ولكن الأسد لم ياخذ بالنصيحة الأمريكية فأصبح حال سوريا ما نراه الآن .

العرب يستنكرون كعادتهم التدخل الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن والخ ولايفعلون شيئا بمبادرة عربية ذاتية لحماية الوطن العربي من المآسي ولو انهم شكلوا قوة عسكرية  واقتصادية عربية لوضع حد للحروب الأهلية وانهيارات الأنظمة لوضع حد للتدخلات الخارجية كلها بما فيها ايران لما وصل الحال العربي لدرجة من الهوان لامثيل لها في التاريخ .

فلماذا يغضب بعض العرب من النفوذ الايراني وينشرح صدرهم لتصريح المتحدث باسم البيت الابيض عندما قال انه لاعلاقة للحوثيين بايران رغم ان التصريح الأمريكي يعتبر بمثابة ضوء اخضر للحوثيين للاستيلاء على السلطة بالكامل مع إعطاء العرب حقنة مسكن لااكثر .

فالاقتصاد المصري في حالة سيئة وكذلك التونسي ولا يتقدم العرب بالمساعدة بالقدر الكافي وحالة ليبيا محزنة جدا وكذلك العراق وسوريا ومع هذا الا يستحق كل ما يجري عقد قمة عربية تاريخية لإنقاذ هذه الدول بتوجهات عربية ذاتية بعيدا عن حسابات الدول الكبرى .

حادثة بسيطة نرى منها حجم القوة والنفوذ الإيراني فقد وجهت ايران تحذيرا للدولة الاسلامية " داعش" بان لا تقترب مسافة 40 كيلومترا من الحدود الإيرانية مع العراق وفعلا لم تقترب داعش وهددت ايران بالتدخل العسكري لو اقتربت داعش مسافة 40 كيلومترا من حدودها مع العراق .

منذ فترة تحدث المفكر المصري عبد الحليم قنديل عدة مرات على شاشة فضائيات مصرية وقارن بين مصر مبارك وايران فقال:" لقد أضرت المعونة الأمريكية بمصر ضررا فادحا واعاقت أي تطور مصري في حين نرى ان ايران المحاصرة منذ عام 1979 أصبحت قوة كبرى في المنطقة والحصار جعل ايران تفكر دائما بتطوير صناعتها المدنية والعسكرية حتى تحقق لها ذلك ".

لقد اصبح مسالة استيلاء الحوثيون على مقاليد السلطة في اليمن بالكامل مسالة وقت لااكثر وستنضم الى النادي الايراني في المنطقة العربية بينما العالم العربي ينهار بشكل متسارع ولايستطيع العرب وقف مسلسل الانهيار ما لم تعقد قمة عربية استثنائية وتاريخية لمعالجة كل الأوضاع المنهارة في بعض الدول العربية اقتصاديا وعسكريا لانقاذ الوضع العربي من حالة انهيار قد تتسع يوما بعد يوم .

 


التعليقات