غزة بين وقف المرتبات ووقف التنفس

غزة بين وقف المرتبات ووقف التنفس
غزة بين وقف المرتبات ووقف التنفس
بقلم:أ.د.كامل خالد الشامي
باحث وكاتب

قبل عدة أيام ذهب الموظفون لقبض مرتباتهم أولا عن طريق الصراف الآلي واكتشف البعض أن مرتباتهم أوقفت فوقف عندهم التنفس وتم نقلهم بالإسعافات إلي المستشفيات للعلاج إلي هنا والمشكلة تتفاقم بين من كانوا يقطعون المرتبات في السابق وبين من يقطع المرتبات حاليا, تراشق واتهامات وفضح ما كان مستورا.

الأمر صعب للغاية في السابق وحاليا والبديل للمرتب في عزة هو الانزلاق دفعة واحدة إلي الفقر والجوع , ولا يوجد بدائل أخري , فغزة مغلقة بالقوة ومنكفئة علي ما هو مظلم, والقطاع الخاص يلفظ أنفاسه الأخيرة والقطاع العام معطل,فالمس بالمرتبات يعني نهاية الأسر والانضمام إلي القائمة المرعبة من الفقراء والي طوابير الإغاثة التي لا نهاية لها.

ولا بد هنا من وقفة إنسانية وتفكير عميق لا يطول ولا يطيح بمرتبات أخري, يؤدي إلي انهيار أسر لا تعرف في الحقيقة لماذا فقد رب الأسرة مرتبة فما ذنب الأطفال وكبار السن وربات البيوت؟

من يقود الصراع الداخلي هم قادة وموجودين مع أسرهم في أماكن آمنه والفرق بينهم وبين من قطعت مرتباتهم مثل الفرق بين الليل والنهار, ولكن بعض الناس تغلب عليهم العاطفة في تصرفاتهم أو حب الاستطلاع فيتحولوا مع أسرهم إلي ضحايا.

غزة تتحول مع الوقت إلي بركان قابل للانفجار في أي لحظة, والمؤشرات علي الأرض تزداد لمعانا وبريقا يوما بعد يوم : تأخر إعادة الأعمار, إطباق الحصار, فشل حكومة التوافق في الإمساك بزمام الأمور في عزة, عدم رغبة المانحين في دفع ما وعدوا به,التناحر بين القصيلين الكبيرين, عدم صرف المرتبات لموظفي حكومة حماس وعدم الحصول علي أموال المقاصة, إفلاس الكثير من المؤسسات الخدمية مثل المستشفيات والجامعات وغيرها.

المشكلات تتفاقم ولا تنقص والناس أصبحوا يفقدون الثقة بالكل , وأصبحوا يوجهون اتهامات إلي شركة الكهرباء ويتهمون العاملين في المعابر ويتهمون ويتهمون لأنهم لا يروا ضوءا في نهاية النفق.
فهل نحن علي أبواب مرحلة جديدة من الصراع؟ وهل سينفجر الوضع مرة أحري؟
[email protected]

التعليقات