البداري وديروط والغنايم ،بين نار الثأر وكفن العفة

البداري وديروط والغنايم ،بين نار الثأر وكفن العفة
رام الله - دنيا الوطن -  أحمد الحاوى
نار الثأر وكفن العفة هو واقع ملموس يعيشه أبناء مدن وقري محافظة اسيوط نظرا لطبيعة المكان الجغرافي والعادات والتقاليد المتوارثة منذ سنوات عده، فقد بسببها أبناء القري والمدن والنجوع أعز ما يملكون، هي أرواحهم التي تسفك كل يوم بسبب قلة الوازع الديني عند من يحمل السﻻح ويطلق الرصاص علي أفرادا قد
يكونوا في غالبية اﻻحيان ﻻذنب لهم سوي انهم يمثلون عائﻻتهم وقد يكونوا نافعين لهم لمراكزهم المرموقه في بعض مؤسسات الدولة مما الحق اﻻذي بهم سواءً كانوا سكنون هذه القري والمدن التي تتبع عائﻻتهم ام ﻻ ،فرأينا اغتيال وقتل أعضاء لمجلس الشعب وضباطا للشرطة وقضاة وكانت كل جريرتهم انهم يحملون اسم عائﻻتهم، ولحساسية ما أسطر فيه يمنعني حيائي في أن أذكر اي اسم ممن رحلو عن دنيانا هذة من هؤﻻء اﻻفاضل الذين قدموا ﻻوطانهم الكثير ،ويبقي الثوب اﻻبيض رمز العفه
والسماح وهو تقديم ((الكفن )) هو الوحيد الذي نمسك بتﻻبيبه حقا للدماء التي سألت بغزارة منذ أحداث ثورة 25 يناير والتي فقدنا فيها أعز الرجال لعائلاتهم ، أن احتلال مركز البداري صدارة المشهد المأساوي في حوادث الثأر بين مراكز المحافظة يجعلنا ننظر بعمق في حل هذة المشكلة التي تجددت مؤخراً بين عائﻻت لن ولم يكونوا في طرف صراع من قبل ، ومن خﻻل ما نشهد فإن ظاهرة انتشار السلاح واختفاء دور الكبير بين العائﻻت واحتﻻل الشباب المتهور للمشهد الحالي هو السبب الرئيسي في انفﻻت اﻻخلاق واذكاء نار الفتنه في عنجهية نراها جميعاً ، لهذا.

انتشرت ظاهرة الأخذ بالثأر فى مراكز محافظة أسيوط، خاصة مراكز “البدارى وديروط والغنايم”، والتى تتصف بعصبية أهلها، حيث أكدت المصادر الأمنية من واقع وقائع الثأر أن حوادث الثأر بلغت منذ ثورة “25 يناير” حتى الآن “1031″ قتيلاً و”3077″ جريحًا فى تلك الحوادث التى شهدتها مراكز أسيوط، وأكثر هذه الحوادث نتيجة خلافات على الأراضى الزراعية التى لا تستحق سيل الدماء، وأخطر وقائع الثأر كانت بين عائلات قرية العقال البحرى والعقال القبلى بمركز البدارى وقرية المندرة والشراقوة والحوطا الشرقية والعوامر بديروط وقرية العزيزية والموازن
والدير بمركز الغنايم.

وصرح اللواء طارق حسن نصر مدير أمن أسيوط أن حوادث الثأر انتشرت بصوره أجهدت كل الأجهزة الأمنية بصعيد مصر، خاصة محافظة أسيوط “قلب صعيد مصر”، وأن حوادث الثأر التى حصرتها الأجهزة الأمنية عقب ثورة “25 يناير” حتى الآن أسفرت عن “1031″ قتيلاً و”3077″ جريحًا، وتنحصر نسبة “70%” من تلك الحوادث فى مراكز “البدارى والغنايم وديروط”؛ نظرًا لكون أهلها وعائلاتها تتمتع بالعصبيات والقبليات.

وأوضح مدير أمن أسيوط أن السبب الرئيسى فى تلك الحوادث انتشار الأسلحة، خاصة فى الفترة التى شهدت انفلاتًا أمنيًّا عقب ثورة “25 يناير”، والذى ساعد تلك العائلات على الأخذ بالثأر، لكن الجهود الأمنية لرجال الشرطة بأسيوط مستمرة فى الحملات الأمنية لمداهمة تجار الأسلحة والصادر ضدهم أحكام قضائية فى قضايا الثأر؛ للحد من تلك الظاهرة التى أربكت المواطنين.

*وأشار الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط إلى أن ظاهرة الأخذ بالثأر التى انتشرت فى مراكز الإقليم لأسباب عديدة من أبرزها “غياب المتابعات الأمنية، عدم الحسم السريع للجهات القضائية فى إصدار الأحكام فى قضايا الثأرغم اتساع دائرتها فى الآونة الأخيرة”.

وأكد العجمى أن مشايخ الأوقاف وأئمة المساجد لا يستطيعون مواجهة وحل هذه المشكلة بدون ترابط وتنسيق مع الجهات المعنية، ومنها “مديرية الأمن، لجان المصالحات الشعبية بالمدن والمراكز، الهيئات القضائية خاصة محكمة الجنايات”؛
وذلك لتشكيل لجنة من الثلاث جهات للقاء رموز العائلات التى تشهد وقائع ثأر لحلها إما بدفع الدية أو بحمل الكفن كما هو متعارف عليه بين المواطنين.

وفى سياق متصل قال مجدى عسكر أستاذ علم الاجتماع بجامعة أسيوط إن ظاهرة الثأر التى انتشرت فى الصعيد لها أبعاد ذات صلة بالانفلات الأمنى الذى دفع أصحاب الثأر للأخذ من خصومهم بالقتل، وهذا عامل اجتماعى، أما العوامل النفسية التى
لها تأثير على الأشخاص المدانين بقضايا الثأر فهي الوسط المعيشى بين العائلات مع بعضها؛ لما يشهده من كيد وسمعة بين المواطنين وإحساس ذوى القتيل بأنه إذا لم يأخذ حقه ويترك واقعة الثأر للقصاص من المجنى عليه يعتبرهذا ضعفًا وإهانة للعائلة بين باقى العائلات.

ويبقي أخيرا الثوب اﻻبيض رمز العفه والتسامح ((الكفن ))هو الحاقن للدماء.

التعليقات