التاريخ والمستقبل يمتزجان في مخيم "الأرض إلنا" في الفارعة

رام الله - دنيا الوطن
اختتمت مؤسسة صوتنا فلسطين حملة "الأرض إلنا"، اليوم، بمخيم شبابي في مركز صلاح خلف الرياضي (سجن الفارعة سابقاً)، قضاء طوباس. حيث شارك قرابة خمسون متطوع ومتطوعة في المخيم الذي نظمته المؤسسة على مدى يومين، بتنسيق من مكتب المؤسسة في مدينة جنين وبالتعاون مع الجمعية الخيرية لرعاية وتمكين الشباب "تطوير".

وتم اخيار المكان لخصوصيته السياسية والتاريخية الفلسطينية، فبالرغم من الألم الذي نقش على جدران الزنازين هنا، إلا أن متطوعي مؤسسة صوتنا فلسطين اختاروا أن ينظروا للمستقبل ويضعوا مبادراتهم واقتراحاتهم لفعاليات المؤسسة لهذا العام. "أدركت عندما رأيت اسم والدي محفوراً على جدار الزنزانة مدى الألم والتعذيب الذي مر به على مدى الأربعة سنوات التي قضاها أسيرا لدى الاحتلال الإسرائيلي في سجن الفارعة" هذا ما عبرت عنه تقوى عدنان نزال الطالبة في جامعة القدس المفتوحة في جنين، وأضافت إن "إقامة المخيم في هذا السجن السابق والذي يشكل أحد الأمثلة على تضحية أباءنا، يعطي دافع لدى الشباب لتنمية الروح الوطنية والمقاومة الشعبية والعمل على بناء دولة مستقلة قادرة على إنهاء المعاناة التي يمر بها شعبنا".

وتخلل المخيم العديد من الفعاليات والنشاطات الرياضية والنقاشات السياسية والتاريخية، وتم تشكيل مجموعات عمل لمناقشة عدد من المواضيع، منها الضغط والمناصرة وتنمية روح التطوع لدى شبابنا الفلسطيني والتخطيط لمبادرات شبابية لدعم هذه الروح التطوعية والمشاركة في المقاومة الشعبية. كما وقدم عز الدين المصري، مسؤول التدريبات الشبابية في المؤسسة، ورشة "سياسة كافيه" ناقش فيها مع المتطوعين موضوع تدويل الصراع وأهميته كأداة في التحرك الدبلوماسي السياسي للضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال.

وكتأكيد على فلسطينية الأرض واحتراماً لتضحيات شهداءنا وأسرانا، قام المتطوعون بزراعة أشجار زيتون في محيط المركز. وفي ختام المخيم الشبابي، شكر سامر مخلوف المدير التنفيذي لمؤسسة صوتنا فلسطين المتطوعين والمشرفين على جهودهم وتفاعلهم الدائم، وتم توزيع شهادات تقدير لدور المتطوعين في حملة ومخيم "الأرض إلنا". "ان المؤسسة تعطي اهتماماً كبيراً لدور متطوعيها في وضع الخطط والفعاليات والمبادرات التي تنفذها، فهذه البرامج تهدف الى تأهيلهم ليصبحوا قادة فاعلين في المجتمع، قادرين على خلق التغيير والمساهمة في إنهاء الاحتلال وبناء الدولة" أوضح مخلوف، والذي تربطه علاقة بهذا السجن الذي كان قد اعتقل فيه إبان الانتفاضة الأولى.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الفعالية هي اخر فعاليات حملة "الأرض... إلنا..." التي أطلقتها مؤسسة صوتنا فلسطين في شهر أيلول 2014. وارتكزت الحملة على تفعيل دور الشباب في المقاومة الشعبية من خلال تنفيذ أنشطة تساند الجهود السياسية والدبلوماسية التي تخوضها القيادة الفلسطينية على جميع المستويات، وخصوصاً في الأمم المتحدة، والهادفة لإنهاء الاحتلال، وتحقيق حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 بعاصمتها القدس الشريف.