(قصص من سجون غزة) .. "دنيا الوطن" تحاور أكبر تجار المخدرات وتكشف كيف تحولت حياته بلحظات ؟

(قصص من سجون غزة) .. "دنيا الوطن" تحاور أكبر تجار المخدرات وتكشف كيف تحولت حياته بلحظات ؟
رام الله - دنيا الوطن - سماهر البطش
قضى حياته لاهيا عابثا غير مبالي، يتفنن بتجارة المخدرات وتوزيعها، ليعتبر أكبر مروجي المخدرات على مستوى القطاع، عاش مترفا متلهفا على المال الحرام، وابتزاز الآخرين لنهب ما يملكون للحصول على مبتغاه .  

" ع – ن " شاب يبلغ من العمر 39 عاما، متزوج ولديه من الأبناء خمسة، جلس بلحيته الطويلة وبعيون دامعة يسرد حكايته من داخل سجن أنصار مع تجارة المخدرات والسرقة والنصب " لدنيا الوطن " قائلا :"كنت موظفا ووضعي المادي ميسور، وأمتلك أموال طائلة كوني أكبر تاجر مخدرات في قطاع غزة، وكنت الموزع الأساسي لكل التجار، وكانت زوجتي تعترض طريقي دائما ،وتخالفني الرأي باعتبارها من عائلة ملتزمة، الأمر الذي سبب بيننا مشاكل جمة وطلبت على أثرها الطلاق " . 

سيطر الشيطان على كافة حواسه بشكل غير طبيعي، حيث أصبح أداة تتشكل للفعل الإجرامي بكل أنواعه ،بل سخر نفسه للعبث بحياة الآخرين ليودى بهم إلى الهاوية . وتابع : " مرت الأيام وحياتي تزداد ترفا، وأصبحت من ذوى رجال الأعمال، حيث كنت مخصص شقة لاستقبال الزبائن، وتلفون خاص أيضا لتلك الأعمال، وجندت أشخاص ذو خبرة بتلك المجال ،للاستيراد وتوريد المخدرات من والى مصر عبر الحدود " كرس حياته لإغواء الشباب ،ليسلكون نفس طريقه الوعر، ليكون خلية كبيرة من المدمنين الذين فقدو عقولهم أسوة الإدمان، وفى حال عدم امتلاكهم لأجرة الحشيش أو الاترامال يبتزهم بأخذ أى شئ من ممتلكاتهم الشخصية، بغض النظر عن مصدرها .  

وواصل حديثه : " كثير من الزبائن كانوا يريدون بعض الأترامال، ولكن لا يوجد معهم الأجرة فكنت اكتب عليهم وصول يوقعون عليها على ان عليهم الدفع لا حقا وفى حال عدم تسديد الأجرة أقوم بخطفهم في مكان خال، واسترد أموالى من ذويهم " .  

فجأة وفى احدى الأيام اشتعل فتيل المشاكل بينه وبين زوجته، التي غادرت بيته وذهبت عند بيت أهلها، و جلس وحيدا مشغول البال على فقدان زوجته وأولاد، ومنعه من رؤيتهم على الاطلاق .

في احدى الأيام نظر الى نفسه فوجد حاله مبدد ،لا يحتمله انسان عاقل، فراوده تفكير ان يبتعد عن طريق المخدرات والمساومة ببيعها بالرغم انه لم يتذوق طعمها قط . 

وأردف قائلا : " تركت التجارة لمدة سنة ،ولكن اهتز وضعي المادي، وبدأ الشيطان يحتل مكانته القديمة ليوسوس لي بالعودة لممارسة تجارة المخدرات من جديد، بالإضافة الى تناولها بكثرة ،حيث أصبحت مدمنا بشتى أنواعها مضيفا " رجعت بكل قوة وتاجرت ودمرت العديد من الشباب، سواء في حياتهم الاجتماعية و النفسية غير مبالى بالمشاكل التي تحصل معهم ". 

 بعد عدة أيام كان فرح إحدى اقاربه، وكان بحوزته كمية من الأترامال، وباع عدد من أفراد العائلة والجيران، مما شاهده احدى افراد الشرطة الذى كان مدعوا على الفرح ، والقى القبض عليه مباشرة وبحوزته كمية كبيرة من المخدرات ".

 أضاف النزيل : " تغيرت حياتي وانقلبت رأسا على عقب بعد أن حللت في مركز التأهيل والاصلاح " أنصار "حيث شعرت بأنى ولدت من جديد ،بل كانت بالنسبة لي خلوة بيني وبين ربي، ورجعت بها الى الله و أصحبت حياتي في السجن مختلفة جدا ،وحفظت أربعة أجزاء من القران الكريم واجتزت دورة الأحكام بتقدير جيد، لدرجة أنني تمنيت أنى وجدت في تلك المكان من بداية عمرى ."  

صعد على سلم الحياة السليمة وسلك طريقا فائضا بالمشاعر اللطيفة تجاه زوجته وأولاده التي كان يفتقدهم منذ سنوات، ليسمعوا عن سيرته العطرة داخل السجن وسلوكه الحسن ومواظبته على الصلوات والفرائض ،لتعود المياه الى مجاريها وتقوم زوجته بزيارته وتقلع عن الطلاق واعدا اياها بتعويضها عن كل ما مضى.

التعليقات