تحليل .."الفدائي" في كأس اسيا 2015.. بين الحقيقة والأمل

تحليل .."الفدائي" في كأس اسيا 2015.. بين الحقيقة والأمل
خاص – دنيا الوطن – احمد العشي
شرف كبير لفلسطين أن يكون لها اسما في المحافل الدولية عندما يُشارك منتخبها الفدائي لأول مرة في تاريخه في نهائيات كأس أمم آسيا 2015 لكرة القدم المُقررة في أستراليا في الفترة من 9 إلى 31 يناير الجاري.

لكن هناك تساؤلات كثيرة حولة مقدرة المنتخب بقيادة المدرب أحمد الحسن على تقديم أداء ملفت وربما التأهل للدور الثاني للبطولة، كونها المرة الأولى التي يُشارك في مثل هذه البطولة الكبيرة.

كذلك قدرته على مواجهة أعتى منتخبات القارة الآسيوية مثل منتخب اليابان حامل اللقب وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب، والذي يقع معه في نفس المجموعة التي تضم العراق الفائز بلقب نسخة العام 2007 والأردن المتأهل لملحق كأس العالم 2014.

لذلك التقى موقع "دنيا الوطن" مع الناقد الصحفي الرياضي خالد أبو زاهر، للحديث عن المنتخب والمشاركة وإحتمالات تحقيق نتائج طيبة.

بداية الحديث والتحليل كانت حول أهم نقاط القوة والضعف والمستوى الحقيقي للفدائي، حيث أكد الناقد أبو زاهر، على أن المنتخب الفلسطيني لديه عدد من نقاط القوة وتشديدة على أن أكثرها فعالية هي الروح القتالية التي يتمتع بها كل فلسطيني بشكل عام ولاعبي المنتخب بشكل خاص.

وأكد أبو زاهر على أن كل منتخب من منتخبات العالم لديه من عناصر التفوق ما يختلف عن الآخر لا سيما من النواحي الفنية والتكتيكية، إلا أن منتخب فلسطين يُقاتل بروح وطنية عالية تجعل من سلاحه الأقوى في مواجهة أي تكتيك آخر.

واعتبر أبو زاهر الروح القتالية الطريق الأهم والأوسع والأقوى في أي مواجهة بشكل كونها عنصر مهم لتحقيق الفوز على قاعدة الانتماء الحقيقي للوطن.

أما عن نقاط الضعف، فقد قال أبو زاهر:" أقوى منتخبات العالم لها نقاط ضعف منها المعروف ومنها غير الملموس، وأن منتخب فلسطين مثله مثل كل المنتخبات لديه نقاط ضعف لا سيما في الجانب الفني، ولكنه رفض الحديث فيها كونها متعلقة بمهمة المدير الفني وأن التوقيت لا سيمح بذكرها الآن دعماً ومساندة للمنتخب الوطني الذي سيواجه اليابان يوم 12 من الشهر الجاري.

وفيما يتعلق بالمستوى الفني، فقد أكد أبو زاهر على أن المستوى الفني للمنتخب يتمثل في أمرين، الأول المتعلق بمرحلة الإعداد من حيث التوقيت، لا سيما وأن انطلاق الاستعدادات لم تكن مُبكرة وليست متأخرة في نفس الوقت، وأن استقالة المدرب السابق جمال محمود خلال شهر يوليو الماضي تسبب في خلل في عملية الانطلاق في الاستعداد، إلى جانب تأخر اتحاد كرة القدم في الإعلان عن هوية المدرب الجديد".

وأضاف :" أما بالنسبة للتفاصيل فمرحلة الاعداد تتمثل في الإعداد البدني والفني والفني وان طة الإعداد مرتبطة بالمدرب وتوقيت تعيينه، إلى جانب عملية اختيار اللاعبين لمرحلة الإعداد من جهة والقائمة النهائية من جهة أخرى، وهو ما لم يكن متوفراً بشكل طبيعي ومنطقي للمدرب أحمد الحسن الذي تم تعيينه في منتصف شهر أكتوبر الماضي.

واعتبر أبو زاهر، أن المنتخب خاض 8 مباريات دولية بعهد فوزه بكأس التحدي، اثنتان منها بقيادة المدرب السابق جمال محمود، ومثلهما بقيادة المدرب المؤقت صائب جندية، وأربعة مباريات بقيادة أحمد الحسن المدير الفني الجديد.

وأشار أبو زاهر إلى أن حجم المشاركة في بطولة كأس آسيا كان يتطلب عدد أكبر من المباريات الدولية التجريبية، معتبراً أن المباريات الثمانية غير كافية لا سيما وأنها لم تكن تحت قيادة مدرب واحد ليعرف كل التفاصيل.

واعتبر أبو زاهر أن عدم خوض المنتخب لأي مباراة دولية قبل ثلاثة أسابيع على انطلاق البطولة يُعتبر أمراً غير منطقي أو طبيعي، حيث أكد أن أخر مباراة دولية خاضها المنتخب كانت أمام الصين يوم 21 نوفمبر، أي قبل 21 يوماً من أول مباراة في البطولة أمام اليابان، وأن ذلك سيكون له انعكاسات على اللياقة البدنية والنفسية للاعبين، مؤكداً على أن لياقة المباريات تختلف عن لياقة التدريبات التي لا يتخللها مباريات، معتبراً المباراة التي خاضها أمام فريق ماليزي بإشراكه جميع لاعبي القائمة غير مفيد من أي ناحية من النواحي.

وفي سياق متصل أكد الناقد الصحفي الرياضي خالد أبو زاهر، أن معالجة نقاط الضعف تحتاج إلى وقت وأن فترة التصحيح انقضت دون الاستفادة منها لسببين، الاول لتغيير الجهاز الفني بشكل طارئ بعد استقالة الأردني جمال محمود قبل خمسة أشهر على انطلاق البطولة، وتعيين صائب جندية بشكل مؤقت حتى منتصف أكتوبر الذي شهد تعيين أحمد الحسن قبل ثلاثة أشهر على موعد البطولة، وهي فترة غير كافية لأي مدرب في العالم أن يُعد منتخباً بشكل يليق بحجم بطولة كأس آسيا.

وقال بأن المدرب الجديد لم يكن يملك الوقت للعمل بشكل خاص، ما جعله يسير على نهج سلفه المدرب جمال محمود، مستخدماً نفس أدواته التي فاز بها بلقب كأس التحدي، موضحاً أن لكل معركة أدوات تتناسب وطبيعة المشاركة.

واستطرد قائلا :" كأس التحدي بدأ وانتهى بالادوات نفسها، ولكن حجم المشاركة في كأس امم اسيا 2015 تحتاج إلى أدوات إضافية لم تتوفر لأحمد الحسن، على حد تعبيره.

وأضاف أبو زاهر :" كان من المفترض على اتحاد كرة القدم أن يُشدد على ضمان مشاركة جميع اللاعبين المحترفين بالخارج ولاعبي الشتات في كأس التحدي مع المنتخب".

وفي سياق متصل وعندما سئل عن تشكلية المنتخب في كأس آسيا، أكد أبو زاهر على أن معالم تشكيلة الفدائي باتت واضحة من خلال المباريات الثماني الودية الأخيرة، مؤكداً أنها لن تخرج كثيراً عما كانت في كأس التحدي، موضحاً أن أسماء اللاعبين الذين سيكونون ضمن التشكيلة من مهمة المدير الفني بقيادة أحمد الحسن حيث قال:" لايجوز التحدث عن أسماء اللاعبين لأن ذلك ليس له أهمية بعد الوصول إلى نقطة الصفر".

ومن جهة أخرى وفيما يتعلق بتوقعاته لنتائج المنتخب في البطولة، قال أبو زاهر :"المشاركة الأولى للمنتخب ستكون خاضعة لاحتمالين الأول مرتبط بعامل الخبرة كونها المرة الأولى التي يُشارك فيها الفدائي في مثل هذا المحفل، والثاني أن يكون الفدائي عنصر المفاجئة لمنتخبات مجموعته على الأقل حيث أن إمكانية الخروج عن النص وتحقيق الفوز أو التعادل مع اليابان حامل لقب أخر بطولة وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز، فإن هذا ما يتمناه كل فلسطيني لانه سينعكس على طبيعة اللقاءين الاخرين مع العراق و الاردن و العكس صحيح".

وأردف قائلا :" إذا لم يظهر المنتخب بالشكل المطلوب في المباراة الأولى أمام اليابان فإنه لن يكون قادراً على مواصلة المشوار".

وأضاف :" الخوف من المباراة الأولى اذا تعرض المنتخب لهزيمة ثقيلة، ولكن نتمنى الفوز أو التعادل لكن في اسوأ الاحتمالات عند الخسارة نتمنى ألا تكون النتيجة كبيرة وقاسية".

وأكد أبو زاهر، على أن اليابان ذاهب إلى استراليا للحفاظ على لقبه وليس أمامه مجال للتهاون مع أي منتخب كان.

وفي سؤالنا حول عدم مشاركة أي لاعب من قطاع غزة في تشكيلة المنتخب، قال أبو زاهر :" لا أنظر إلى هذه القضية إلا من زاوية واحدة وهي أن كل لاعب يُشارك في القائمة يمثل الشعب الفلسطيني بأكمله، كما وأنظر إلى هذه القضية من زاوية خاصة وهي أن البطولات المقامة في غزة لم تحظ باهتمام أو رعاية من قبل رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب بدليل عدم وجود أي لاعب من بطولة الدوري في غزة في التشكيلة".

وأضاف :" نحن هنا نُغَلِب المصلحة العامة على ما دونها ونقف خلف المنتخب بكل قوة وعزيمة وإصرار، رافعين شعار لا صوت يعلو فوق صوت فلسطين و كلنا خلف الفدائي موحدين".

 

التعليقات