فرق التسول تنطلق من محطات السكك الحديدية

رام الله - دنيا الوطن
فرق التسول تنطلق من محطات السكك الحديدية بطنطا ومحلة روح وباقى محطات الدلتا فى جماعات مخصصة لكل قطار بحماية احد البلطجية .

فى ظل حالة الانفلات الامنى والانهيار الاخلاقى والسلوكى وارتفاع الاسعار وارتفاع تكاليف المعيشة ومعاناة المواطنين لتوفير ابسط مقومات الحياة لهم ولاسرهم.


 وبالاضافة الى انتشار حالة الفوضى وتنامى وتزايد العشوائيات التى افرزت فرق من اللصوص والبلطجية والمجرمين والمتسولين بحث المتسولين عن كيفية تنمية اعمالهم وتنظيمها لمواجهة تلك الازمات التى مرت بالبلاد فعصفت بهم وبارازقهم ابان الثلاث سنوات الماضية على اثر قيام ثورة 25 يناير التى احتموا فى ميادينها واستغلوا تلك الاحدات لاشباع احتياجاتهم من الاطعمة وتعاطى الممنوعات وخلافة وغيرها من ايادى الثوار ومن اطراف النزاع السياسى الداعمين والمعارضين فكان فريق من المتسولين يقف مع هذا وفريق اخر يقف مع ذاك وكان لهم اكبر الاثر فى اذكاء روح التمرد والثورة نظرا للمبالغ الطائلة التى كانت تدفع لهم للقيام باعمال بلطجة او للتظاهر او حتى للقتل.


 فهم فى الميادين فى حالة من العمل المستمر والدائب والذى لا ينقطع وكان املهم ان تستمر تلك الاحداث عشرات السنين فقد شاركوا المواطنين حياتهم وعرفوهم واصبح لهم دورا يقوموا بة ولكن بعد انحسار الاحداث وعلى وجة الخصوص بعد احداث 30/6 وعودة حركة الانضباط النسبى للشارع واختفاء بما يعرف بالثوار او المتظاهرين شعر المتسولين بالارض تنهار من تحت اقدامهم فقد عادوا من جديد الى سيرتهم الاولى و عملهم بعد ان كانوا قد اوشكوا على ان يكون لهم دور فى المرحلة المقبلة من تاريخ البلاد ولكن دائما ما تاتى الرياح بما لاتشتهى السفن .




ولذا بدات تنظيمات المتسولين تقوم بتوزيع الادوار وتحديد مناطق نفوذ لكل جماعة او فريق فعلى محطة روح التى تقع فى ملتقى العديد من خطوط السكك الحديدية بمحافظة الغربية تشاهد فى تمام السابعة صباحا العشرات من المتسولين وهم مجتمعين منهم الرجال والشباب والنساء والشيوخ والاطفال وهم يرتدون الاثمال البالية والملابس الممزقة وقد تخصص بعضهم فى تضميد راس احد الاولاد بالميكركروم الذى يشبة منظر الدماء لجذب انظار ركاب القطارات ويتم تخصيص سيدة لكى تقوم بحملة او بتسنيدة لكى يمثل الطفل المريض والذى هو فى اشد الحاجة للمساعدة وتقوم السيدة باخذ التعليمات من زعيم هذة المجموعة وهو رجل قوى ذو ملامح صارمة وتنطلق لتستقل القطار المخصص لها هى والطفل ثم يقوم زعيم المجموعة بتخصيص احد الشباب الاقوياء ليتابعهم فى القطار عن بعد ويتاكد من قيامهم بالعمل الموكول اليهم على اكمل وجة تنفيذا لتعليمات الرئيس ويكون هذا الشاب بائع مناديل او بائع شاى او شرابات او خلافة من الاعمال ومعة هاتف محمول بة رقم السيدة التى تحمل الطفل او تدعمة فى عملية التسول حتى يمكنة من التدخل سريعا فى حالة الاعتداء على السيدة او الطفل او حتى القبض عليهم فمهمتة الرئيسية حمايتهم من اى اعتداء اى كان.



 وعلى نفس القطار يمكن زرع احد العناصر المبتور احدى ساقية بعد ان يتم ذلك بمعرفة المخصصين لاعدادة وهكذا يبدء هذا الفريق عملة كما يتم توزيع باقى المجموعة على القطارات المتجهة الى المنصورة والى الاسكندرية والى القاهرة بعد ان يتم زرع عناصر المتسولين فيها بعد اعطائهم التعليمات المشددة بكيفية القيام بالعمل على اكمل وجة فينطلق ذو الساق المبتورة او من فقد بصرة او من هو مصاب بعلة مرضية وتعلو راسة الضمادات الحمراء لمباشرة مهام الاعمال الموكولة اليهم وعلى الجانب الاخر وفى تمام الساعة الثانية ظهرا يتجمع العشرات من المتسولين على محطة طنطا بمحافظة الغربية والتى تعتبر المركز الرئيسى للاشعاع ولافراز المجموعات المتخصصة فى التسول.



 ويتم توزيع الادوار عليهم بعد ان تجرى لكل منهم اصابة فى العين او الوجة او الزراع كما يتم تكليف بعض السيدات بالتسول بواسطة طفل رضيع واخرى بادعاء مرض ابنها او زوجها ولا يمنع ان يكون المتسول رجل طاعن فى السن ذو ثياب رثة بالية اشعث اغبريطلق لحيتة بعد ان يلوثها بالاتربة وبالغبار كل تلك الوسائل والاشكال يتم صناعتها قبل اسقلال القطار فى الاتجاة المخصص لة وقد حدد لكل هولاء مكان وموعد الانتهاء من العمل لتسليم حصيلة عمل اليوم او يتم الاتفاق على التجمع فى المركز الرئيسى المخصص لهم وليكن فى احد العشوئيات المعروفة مثل منطقة كاكولا بطنطا او عزبة العرب بالمحلة او بمخيم من مخيمات الايواء المنتشرة فى الحقول الزراعية او على جانبى الترع والمصارف بعيدا عن العمران وهكذا تستمر حياة فرق التسول بمنطقة وسط الدلتا بدون حدوث اى مشاكل لهم .




حيث ان رجال الشرطة لا يقومون بالقبض عليهم او مطاردتهم ولذا فالتسول مهنة لا تعرض صاحبها لاى اخطار ولذا فقد امتهنها الالاف حتى اصبحت المواقف العامة فى طنطا والمحلة وسمنود وكفر الزيات وقطور و مواقف باقى المراكز تذخر بالعشرات من المتسولين والمتسولات الذين استخدموا باكيت المناديل للحصول على قيمتة دون بيعة كاحد الوسائل البديلة عن التسول المباشر .



ومع عدم تعرض المتسولين لاى مخاطر امنية او قانونية نجد تزايد اعدادهم بصورة غير مسبوقة خلال الاشهر القليلة الماضية حيث ان حصيلة التسول تعود على صاحبها بمبالغ طائلة يوميا بدون ادنى مشكلة على الاطلاق وتعتبر العشوائيات المنتشرة فى ربوع محافظة الغربية هى المصدر الفعلى والحقيقى لعشرات المتسولين الذين اصبحوا لا يعملون منفردين الان خوفا من السطو عليهم من قبل اللصوص او النشالين وهو ما استوجب على الرئيس ان يقوم بتخصيص احد البلطجية او المجرمين بحماية المتسولين من الاخطار المحيقة بهم نظير مبلغ معلوم وبذلك تسير منظومة التسول فى طريقها المرسوم لها وكل يوم يضاف الى هذة المنظومة العشرات والعشرات بعد ان يتم اغراءهم على الدخول لسوق العمل.

التعليقات