هارتس: الردع لا يؤثر في «حماس» والجولة التالية تقترب بسرعة

هارتس: الردع لا يؤثر في «حماس» والجولة التالية تقترب بسرعة
رام الله - دنيا الوطن
كتب الصحافي الإسرائيلي يوسي يهوشع صباح اليوم مقالا في صحيفة هآرتس أوضح فيه أن ما أسمته القيادة السياسية في اسرائيل بالردع ضد حماس في غزة آخر في التبدد.

واستشهد الكاتب الاسرائيلي بحادث القناصة صباح أول أمس نحو قوة اسرائيلي كانت تعمل قرب الجدار الفاصل شرق قطاع غزة.

نص المقال الحرفي:
بعد أربعة اشهر من نهاية حملة الجرف الصامد بات واضحا أن الردع الذي تحدثوا عنه كثيرا في القيادة السياسية وفي الجيش الاسرائيلي آخذ في التبدد.

من لا يزال يتذكر وعدهم بأن يكون هنا هدوء لسنوات طويلة بعد جولة القتال الاخيرة أو الاعلانات عن أن "حماس" "تلقت ضربة لن تحاول بعدها رفع الرأس"، بالضبط مثل "حزب الله" بعد حرب لبنان الثانية؟

نار القناصة صباح أول من أمس نحو قوة من الجيش الاسرائيلي كانت تعمل على الجدار الفاصل داخل اسرائيل ليست ناراً صاروخية من منظمة عاقة فقدت "حماس" السيطرة عليها.

يدور الحديث، هذه المرة، عن حدث خطير بشكل خاص بالضبط سبب أن "حماس" موقعة عليه، ولولا العلاج الطبي الممتاز الذي منحته القوة للجندي الجريح، لكان من شأن الحادثة أن تنتهي مع قتيل في صفوف الجيش الاسرائيلي.

في الأشهر الأخيرة شهدنا تنقيطا للصواريخ نحو اسرائيل، يوم الجمعة وصل هذا الى منطقة كيبوتس نير اسحق، لم يكن ممكنا الادعاء بأن هجوم الجيش الاسرائيلي، الذي جاء ردا على ذلك، كان زائدا: فقد ضرب مصنع للباطون ينتج بنية تحتية للأنفاق الهجومية الخاصة بـ "حماس".

ولكن حادثة أول من أمس تتناقض تماما والتقديرات التي أطلقتها محافل اسرائيلية وبموجبها ليست "حماس" مشاركة في إطلاق النار الذي تنفذه منظمات عاقة.

أما الآن فلم يعد ثمة شك: من نفذ النار كان قناصا من "حماس" – التي أعلنت أيضا المسؤولية عن ذلك، وحذرت إسرائيل من الرد.

لقد كانت تصفية تيسير السميري، قائد وحدة المراقبة في كتائب القسام في جبهة خان يونس، مصادفة ولم تكن مخططة مسبقا.

كان الحديث يدور عمليا عن هجوم ضمن اطار رد الجيش الاسرائيلي المعياري على النار من غزة – والذي بالصدفة اصاب مسؤولا من "حماس" كان متواجدا في الميدان.

وفي الكرياة في وزارة الدفاع انطلقت ادعاءات تقول ان هذه كانت "مبادرة محلية" وانه لم يكن مؤكدا على الاطلاق ان قادة الذراع العسكرية لـ "حماس" كانوا يعرفون بها.

وضباط كبار على قناعة بأن الجمهور في غزة يلعق جراحه من الدمار الذي خلفته "الجرف الصامد".

ولكن يجب الاعتراف بأن هذا التحليل يذكر بالايام التي سبقت الحملة – والمشاكل المقلقة في فهم شكل عمل العدو وفهم نواياه.

إن تنقيط نار الصواريخ وحادثة القناصة، أول من أمس، تشير الى ميل آخر: لن يكون ممكنا مواصلة النظام الغريزي وبعد كل ضربة يتم اعفاء "حماس" من المسؤولية بسبب حقيقة أنها نفذت اعتقالات في أوساط المنظمات العاقة.

هذا عرض عابث، لم يعد الردع يؤثر في "حماس": وهي تواصل تنفيذ عشرات محاولات تنفيذ اطلاق النار نحو البحر، تريد بناء قدراتها العسكرية، تبني الاستحكامات قرب الجدار وتحاول اعادة بناء شبكة الانفاق (حتى وان كان لا توجد معلومات عن أنها عادت للحفر).

تعيش "حماس" أزمة، ولا سيما اقتصادية، وكلما تفاقمت – وتأخرت المساعدات الدولية عن الوصول – ستواصل اطلاق النار نحو اسرائيل. والمعنى: الساعة نحو الجولة التالية باتت تتكتك بسرعة منذ الآن.

التعليقات