الحاجة الى التغيير ..... ماسة

الحاجة الى التغيير ..... ماسة
بقلم / المهندس نهاد الخطيب                                          

مهندس وباحث في العلاقات الدولية


تواتر عن الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه قوله "عجبت لمن لا يجد قوته ألا يخرج على الناس شاهرا سيفه" وقد وصفه بعض الكتاب المتحذلقين بأنه أول شيوعي في الاسلام لأن كلماته تحمل طابعا ثوريا حيث أنهم ربما لا يعرفون أن الاسلام بحد ذاته انقلابا على الجاهلية التي هي أعلى مراحل الظلم الانساني وتذكرت كلمات ربعي بن عامر في مخاطبته كسرى "جئنا لنخرج الناس من جور الأديان الى عدل الاسلام" وهناك الكثير من الجوانب الثورية والتحررية التي فشل المسلمون المعاصرون في تجليتها في سلوكياتهم وأقوالهم واتجهوا برؤية اختزالية وفهم انتقائي للتاريخ الاسلامي ليعكسوا مشاهد مجتزئة من سياقاتها لا تعبر لوحدها عن حقيقة وجوهر الاسلام دين الرحمة والانسانية والمهم أن الثورات عادة لا تصنعها النخب بل القواعد الشعبية وتستطيع النخب دائما بانتهازيتها السياسية والتي هي صفة ظاهرة وليس متنحية التكيف مع الواقع أيا كانت مرارته والحفاظ على مصالحها وتتخلى عن التزاماتها الأخلاقية تجاه جماهير البسطاء من عامة الشعب وتنشا هنا فجوه معرفة لدى علماء الاجتماع بين عقل المجتمع وجسده.

ربما نلاحظ وبسهولة كبيرة عند محاولة تحليل الحالة السياسية والاجتماعية في قطاع غزة  أن النخب السياسية في غمرة صراعها على السلطة قد أدارت ظهرها للشعب فلا هي أبهت لمعاناته ولا أظهرت ما يشير الى حرصها على مصالحه الوطنية وما زاد الطين بلة أن النخب الثقافية قد تقاعست عن القيام بدورها التنويرى ربما لجبنها التقليدي وخوفها على مصالحها مع النخب السياسية أو ربما تشابكت مصالحها بشكل أو بأخر مع الاحتلال وهنا يبرز السؤال الكبير  ما المخرج من هذا المأزق  ؟ أنا أرى أنه على الجماهير صاحبة المصلحة بالتغيير اللجوء الى كل مظاهر الرفض اللاعنفية لهذه النخب الفاسدة والعاجزة عن التقدم في أية مضمار واستبدالها بأولئك القادرين على إحداث حراك حقيقي باتجاه تكريس كل الطاقات للتخلص من الواقع الأليم والذين لا مصلحة لهم في إطالة معاناة الناس بسبب مصالحهم أو ارتهاننا لقوى ومصالح أجنبية ليست بالضرورة على توافق وانسجام مع جروح الفلسطينيون  ، لا يجب أن نتثاقل الى الأرض لأنه من الواضح أن معاناه الناس هنا في غزة خصوصا وفي كل فلسطين لا يشعر بها الكثيرون و الأسوأ  أنه لا حلول تلوح في الأفق لا من الداخل ولا من الخارج ولا أعتقد أن الجهات التي تمارس الضغوط على غزة تعرف الى أين تسير الأمور ولا هي بالتأكيد توجهها الى هدف محدد أغلب الظن أننا أمام مجموعة من الساديين الذين يتلذذون بتعذيب الأخرون  فهؤلاء بالتأكيد بحاجة الى علاج نفسي ونحن بالتأكيد أيضا بحاجة الى ثورة على أنفسنا وعلى أوضاعنا وعلى محيطنا فلا يجب أن نتحمل طويلا هذه المعاملة اللاإنسانية .... نعم أيها السادة أنا أدعو الى ثورة     يرحمكم الله

التعليقات