الأرشيف الوطني يطلق مشروع "وثّق"

الأرشيف الوطني يطلق مشروع "وثّق"
رام الله - دنيا الوطن
عقد الأرشيف الوطني يوم أمس مؤتمراً صحفياً في قصر الإمارات لإطلاق مشروع "وثّق"، برئاسة سعادة الدكتور عبد الله الريّس، المدير العام للأرشيف الوطني، وحضور كلاً من سعادة إبراهيم بن كرم، المدير التنفيذي لمجموعة بريد الإمارات، وعبد الرحيم البطيح، المدير التنفيذي للاتصال والعلاقات الحكومية. بشركة ابوظبي للإعلام.

.

وأوضح الريّس أن حملة وثّق هي مشروع وطني على مستوى الدولة جاءت بناءً على توجيهات كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة الأرشيف الوطني. وتستهدف بالدرجة الأولى شريحة الأسر المواطنة، لأنها المكون الرئيسي للمجتمع الإماراتي.

 

وأكد الريّس أنّ الحملة تهدف إلى تكوين أرشيف شخصي لكل مواطن لحفظ الوثائق والسجلات والمقتنيات التاريخية والثمينة التي بحوزتهم، لأنها تعدّ مصدراً هاماً من مصادر المعلومات التي ترصد أدق تفاصيل الحياة في المجتمع الإماراتي. لذا، يجب صيانتها والمحافظة عليها، حيث يتوقف على إبرازها للعلن وتعريف الناس بها فوائد عدة يتمثل أهمها في تمخض حركة فكرية وثقافية من شأنها أن تصبح مصدراً موثوقاً به، يُستند عليه في معرفة واقع مجتمعنا الإماراتي القديم وتاريخ المنطقة.

 

ولفت الريّس إلى أن هذه المصلحة الوطنية المتمثلة بالتعاون من أجل حفظ ذاكرة الوطن يتحمل جميع أبناء الوطن مسؤوليتها، مبيناً أن جمع ذاكرة الوطن وحفظها يتمّ في الأرشيف الوطني بأسلوب علمي وفق معايير علمية عالمية، وتحت إشراف ومتابعة خبراء مختصين يتابعون سير العمل على أكمل وجه خدمة للوطن.

 

وأوضح الريّس أن مهمة حفظ السجلات والوثائق التاريخية تتحمل مسؤوليتها الأرشيفات الوطنية في جميع أنحاء العالم، وقد أناطتها القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة بالأرشيف الوطني بموجب مواد القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2008 الذي ألزم الجهات الحكومية بإرسال وثائقها التاريخية إلى الأرشيف الوطني،كما ألزم كل من يملك وثيقة تاريخية خاصة بأن يقوم بتسليمها أو صورة عنها للأرشيف الوطني.

 

وأشار الريّس إلى أنه يمكن لأي شخص لديه وثيقة خاصة، ذات بعد تاريخي أو وطني، تسليمها أو صورة عنها للأرشيف الوطني حيث سيحصل لقاء ذلك على تعويض وفقاً للضوابط التي تحددها اللائحة التنفيذية للقانون. وبيّن أنّ الأرشيف الوطني وفرت عدة خيارات لحفظ المعلومات، كأجهزة "USB" للأشخاص الراغبين في تقديم وثائقهم باستخدام تلك التقنية.

 

وأوضح الريس أن الأرشيف الوطني وضع كافة طواقمه ذات الخبرة العريضة لمساعدة الراغبين في صيانة وترميم وثائقهم التاريخية حفاظاً عليها من التلف.  

 

ولفت أن معظم المستندات الشخصية للأفراد تتنوع ما بين الوثائق الرسمية والشهادات التعليمية وشهادات الأملاك والسجلات التجارية والمخطوطات والصور العائلية وغيرها من المستندات التي تحرص الأسر على الاحتفاظ بها لفترات طويلة أو العودة إليها وقت الحاجة، فضلاً عن وجود بعض الوثائق التي تعد تاريخية نظراً لتوارثها من قبل أجيال مختلفة، وتشكل تاريخاً للوطن.

 

أرشفة الوثائق والمقتنيات

وأفاد الريّس أنه نظراً لأهمية تلك الوثائق والمقتنيات على المستوى الوطني، وضرورة حفظها من عوامل الضياع والاندثار والتلف سيقوم الأرشيف بتوزيع صناديق وثّق مجاناً على الأسر بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي مجموعة بريد الإمارات. وأضاف أنه بمقتضى هذا التعاون، ستقوم المجموعة من خلال 119 مركزاً معتمداً لتوزيع الصناديق في مختلف أرجاء الدولة، لتسهيل عملية الحصول عليها.

 

 

 

 

وأشار الريّس إلى أن الصناديق تبلغ 250 ألف صندوقاً، سيتم توزيعها على عدة مراحل. ولفت إلى أن تلك الصناديق مصممة وفقاً لأرقى المعايير العالمية في مجال الأرشفة وهي سهلة الاستخدام والفتح والإغلاق والتخزين ومقاومة للرطوبة والعوامل الخارجية، ويمكن الاحتفاظ داخلها بالرسائل والصور ومقاطع الفيديو والمذكرات والصحف والكتب والخرائط وشهادات الميلاد والزواج والوثائق  القديمة.

 

أبوظبي للإعلام .. الشريك الإعلامي

بدوره، أشاد عبدالرحيم البطيح، المدير التنفيذي للاتصال والعلاقات الحكومية في شركة أبوظبي للإعلام، إحدى أسرع الشركات الإعلامية نمواً في منطقة الشرق الأوسط، بالشراكة مع الأرشيف الوطني الذي يعتبر الوجهة التوثيقية الرائدة بالتعريف بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة أرضاً وشعباً وتاريخ منطقة شبه الجزيرة العربية.

 

وأكد البطيح أن الوعي بأهمية الوثائق ليس مجرد حفظاً للذاكرة وتسجيلاً للحدث وحسب، وإنما هو إعمال للتفكير واستنتاجاً للعبرة والعظة. ولفت إلى أن الجميع مطالب باستشعار حجم المسؤولية الوطنية والتاريخية الملقاة على عاتقه، مبيناً أنها مبادرة استحقاق ورد جميل لما يبذله الوطن من أجلنا.

 

وبيّن البطيح أن الشركة ستسخر كافة جهودها الإعلامية، من خلال قنواتها المختلفة، لرفع سوية الوعي بالتاريخ وأحداثه وترسيخ مفهوم التمسك بالهوية الوطنية الإماراتية، وممارسات المواطنة الصالحة وحفظ تلك الوثائق والمستندات لتكون محط استلهام للقيم الوطنية للأجيال القادمة وتستطيع أن تقطف منه ثمرات تصب في صالح تحقيق الأهداف والاستراتيجيات التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها في منظومة بناء الإنسان الإماراتي.

 

بريد الإمارات داعم أساسي في المبادرات الوطنية

ولفت سعادة إبراهيم بن كرم، المدير التنفيذي لمجموعة بريد الإمارات، الشركة الرائدة في تقديم أفضل الخدمات البريدية وغير البريدية، إلى أن المجموعة حريصة على الدوام في المشاركة ودعم الحملات الوطنية، انطلاقاً من حسها الوطني العالي وتعميقاً لإسهاماتها الوطنية التي تصب في صالح تحقيق المصلحة العامة.

 

وأوضح بن كرم أن حملة "وثّق" هي واجب وطني وتجسيد حقيقي لمعاني الوفاء والإخلاص لدولة الإمارات التي تملك تاريخاً حافلا بحضارة عريقة ومجد أفضى إلى ما نراه اليوم من تقدم وازدهار.

 

وأشار بن كرم إلى أن "وثّق" مشروع وطني يعتبر نواة لتوثيق التراث والإبداع الإماراتي ومن أهم الموارد الثقافية والمعرفية لثقافة الحاضر ورؤية المستقبل وحلقة ربط تصل بين الماضي المجيد والحاضر المتألق بما يخدم المجتمع الإماراتي ويبرز مدى تقدّمه الحضاري ومحافظته على مختلف جوانب نتاجه الإبداعي سواء الأدبي أو السياسي أو الاقتصادي.

 

ولفت بن كرم إلى أن المواطنين سيتمكنون من الحصول على صناديق وثّق من خلال 119 مركزاً تابعاً للمجموعة، منتشرة في مختلف أرجاء الدولة.

 

الأرشيف الوطني .. الجهة الوطنية الوحيدة المخولة بجمع أرشيف الدولة

ويعتبر الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة الجهة الوحيدة المخولة بجمع الأرشيف التاريخي الوطني، لدولة الامارات العربية المتحدة بجميع صوره وفقا للقانون الاتحادي رقم 7 لعام2008م الصادر عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة-حفظه الله.

 

التعليقات