استمرار اغلاقه يفاقم معاناة الغزيين ... مواطنون يتخذون من مسجد معبر رفح مبيتا لهم

استمرار اغلاقه يفاقم معاناة الغزيين ... مواطنون يتخذون من مسجد معبر رفح مبيتا لهم
غزة - خاص دنيا الوطن - محمد جربوع
جلس المواطن نعيم السعافين (37 عاما) علي مكعب أسمنتي في ساحة معبر رفح البري، وهو في حيرة من أمره وواضعا يداه علي رأسه التي تؤلمه من شدة التفكير في حالة والدته التي تعاني من مرض مزمن وهي بحاجة ماسة إلي السفر.

الاغلاق يفاقم المعاناة

قال السعافين لـ مراسل "دنيا الوطن" :"اليوم كان شاقا ومتعبا بدرجة كبيرة، فقد تواجدت في الصالة الفلسطينية الخارجية منذ ساعات الفجر الأولي، ولكن رغم كل هذا لم يحالفنا الحظ ولم نستطيع أن نسافر."

بدأ علي وجهه علامات الإرهاق والتعب، وبصوت ذهب من شدة الصراخ، أضاف "بعد دخولي ساحة المعبر ووصولي الي صالة المغادرة أنا ووالدتي التي لا تستطيع الحركة كثيرا، قررت أن أبيت هنا داخل المعبر لان والدتي غير قادرة علي السير علي أقدامها."

وتابع السعافين "بقينا أربع ساعات في الصالة الخارجية والمطر يسقط علينا والبرد القارص التهم أجسادنا، ونحن ننتظر أن يصدح ذاك الصوت الذي ينادى بأسماء المسافرين."

وتعاني الحاجة أم نعيم السعافين (91 عاما) من مرض القلب، وهي بحاجة إلي عملية قلب مفتوح في مستشفيات عمان في أقصى وقت لان حالتها تزداد سوء يوما بعد يوم.

وعيناه مغمضتان من شدة النعاس أشار السعافين إلى انه يشعر بالأسف لان اسم والدته كان من الأسماء الأولي في كشوفات السفر ليوم أمس ولكنها لم تستطيع السفر.

وأوضح أن من أصعب اللحظات التي مررت بها حياتي هي هذه اللحظة التي أجلس في داخل المعبر والبرد القارص يلتهم أجسادنا أنا ووالدتي المسنة التي يجب أن يكون لها حق الأولوية في السفر نظرا لكبر سنها وخطورة مرضها.

واستطرد أن لم يحالفنا الحظ ولم نستطيع السفر هذا اليوم سيكون الأمر صعبا علينا، وخاصة أن المرض يجتاح جسد والدتي.

وطالب السعافين السلطات المصرية بضرورة فتح معبر رفح بشكل مستمر أمام حركة المسافرين، لأنه المتنفس الوحيد لقطاع غزة، مشيرا إلى يجب أن تتكاثف قيادتنا من أجل إنهاء جميع العقبات التي تواجه المواطنين.

معاناة مستمرة

تتواصل معاناة المواطنين المتواجدين أمام بوابة معبر رفح البري لليوم الثاني علي التوالي، قال المواطن محمد المصري (40 عاما)، أثناء وقوفه في طابور من أجل تسجيل أسرته للسفر أمام معبر رفح، في ظل النظام الجديد، "لا أعلم إن كان سُيسمح لي أم لا؟، رغم أن زوجتي تحمل الجنسية المصرية.

وأضاف ووجه محمر من شدة المزاحمة للوصول إلي الشباك الذي يسجل أسماء المسافرين، حضرت إلي الصالة الخارجية لمعبر رفح قبل بزوغ أشعة الشمس، بسبب حاجتي الماسة للسفر وأتمنى أن استطيع السفر اليوم.

ولا يختلف حال المصري عن حال الحاج أبو محمد الذي جلس بجوار زوجته التي أغمي عليها عدة مرات بفعل اكتظاظ المسافرين داخل الصالة الخارجية الفلسطينية لمعبر رفح، وبقى يردد عبارات تنادي بحقوق الشعب الفلسطيني :"حسبي الله ونعم الوكيل، أين حق المواطنين في السفر بحرية، لماذا تقيدوا حريتنا."

وتكتظ الصالة الفلسطينية لمعبر رفح بمئات المسافرين الذين بحاجة إلي السفر، رغم أن الفئة المخصصة لهذا اليوم هي الطلبة بحسب ما أعلنت هيئة المعابر والحدود.

وكانت السلطات المصرية قد أبلغت الجانب الفلسطيني بفتح معبر رفح بكلا الاتجاهين أمام حركة المسافرين، ويأتي ذلك بعد أن أغلقته لمدة 57 يوما علي التوالي.















التعليقات