تآكلت أذنه وأجزاء من جسده ..محمد الدبارى دخل المستشفى بحروق بسيطة واستقر فيها بنقل جرثومة

تآكلت أذنه وأجزاء من جسده ..محمد الدبارى دخل المستشفى بحروق بسيطة واستقر فيها بنقل جرثومة
غزة -خاص دنيا الوطن - أسامة الكحلوت
حروق بسيطة فى جسد الطفل محمد الدبارى بعد سقوط جهاز تسخين المياه عليه ، اجبره ان تتغير حياته كليا بعدما دخل  مستشفى ناصر للتعافى من الحروق اللى اصابت كتفه واجزاء من راسه ، لتنقلب حياته لمأساة ستستمر فصولها طويلا بعد اصابته بجرثومة ادت لتأكل اجزاء من جسد واختفاء اذنه .

فقبل اكثر من شهر تقريبا دخلت ام محمد الدبارى " 43 عاما " المستشفى بابنها محمد الذى جاء بعد ولادتها لستة فتيات اكبرهن تبلغ من العمر 18 عاما ، واصغرهن محمد ابن العامين ، بعدما اصيب بحروق بسيطة بدرجة  14 % ، نتيجة سقوط " تيرمس " بداخله مياه ساخنة  واصابت اجزاء من رأسه ويده ، وتم تحويلها على مستشفى ناصر بخانيونس بعد زيارتها للمستشفى الاوروبى .

بدأت رحلة العلاج بعد وصول محمد لمستشفى ناصر وبدأ يتحسن فى الايام الثلاثة الاولى داخل قسم الحروق  على اعتبار انها حروق بسيطة ولا تصل للحروق المتوسطة  سوى اصابة عميقة فى اليد ، وكانت الادارة تقوم بمتابعته باستمرار ليصل لتحسن ملموس .

وفجاة بعد غياب الاطباء عنه ثلاثة ايام بدون متابعة وتتغير على  الجروح ، وجد الاطباء رأس محمد ومكان الحروق اسود وبشكل غريب يقشعر له الابدان بالاضافة لليد .

مشاهد جديدة اصابت والدته بصدمة والتى حاولت الاستفسار عن حال ابنها الا انه لم يصلها اجابة شافية لذلك سوى اجابة بعض الاطباء لها " احمدى ربك انه ابنك عايش حتى الان " .

وفور مشاهدة جسده أمر الاطباء بتحويله لاسرائيل على الفور وجهزت والدته اجراءات السفر ، واستمرت اكثر من 20 يوما فى انتظار تحويلها لاسرائيل وما زالت حتى الان وبدون نتيجة اوتحويل ، وترقد بجانب طفلها داخل قسم الحروق فى مستشفى ناصر بخانيونس .

وتحولت حياة الام لفصل من فصول  المأساة بعد ترك منزلها والاستقرار داخل قسم الحروق برفقة طفلها ، لتقرأ القران لاكثر من خمسة ساعات يوميا على جسده الصغير ، بعد تاكل اجزاء كبيرة منه وتضرعا لله لشفائه واعادة الحياة لجسده بعد تفحله بالمرض .

وانتقل بعد ذلك لقسم العناية المركزة واستمر هناك خمسة ايام ، بعدما تأكدت دخول جرثومة لجسده واستقرت فيه ، حيث تأكلت اذنه اليسرى كليا من الجرثومة التى عاشت على الام الطفل وحروقه المتفرقة ، وقامت الجرثومة بفحر جزء من صدره ن وخلفت تشوهات فى المنطقة الخلفية من الرأس .

وبعدما سألت الام الاطباء اجابوها بان ابنها اصيب بتضاعفات ويوجد لديه اصابة بدمه ، وابلغوها ان هذا مايكروب قاتل وابلوغها ان تشكر الله لبقائه على قيد الحياة حتى الان ، وقاموا بعمل اللازم معه  داخل العناية ليعود مرة اخرى للحروق .

وبعد زيارة وفد من سويسرى للمستشفى قام اطباء من الوفد بعملية رقع لاجزاء من جسد الطفل محمد بعد تأكله ، ونجحت مبدئيا  بعد بناء الخلية علي الزراعة ، ولكن ما زال الكتف واجزاء من جسده يحتاج عدة رقع وعلاج متواصل .

ولن يتحمل اى زائر للطفل محمد مشاهدته اكثر من ثوانى معدودة بعد وضع لفاف على راسه وكل جسده ، فيما لم يتوقف عن الصراخ نتيجة الالم ، واستنشاق الهواء بصعوبة وصراخ ، فبعد الحروق البسيطة دخلت اوجاع خطيرة لجسده الصغير الذى لا يتحمل صغيرها ولا كبيرها .

وتتشبث الام باى زائر وتتامل فى عينيه مفتاح الفرج للسفر وعلاج نجلها خارج قطاع غزة المحاصر ، ومساعدتها فى اجراء التحويلة لانقاذ حياة نجلها .

وناشدت الام الرئيس محمود عباس والمؤسسات الحكومية ووزارة الصحة واهل الخير وكل ضمير حى بمساعدتها على علاج طفلها بالكامل ، واجراء تحويلة لها لانه يحتاج لعملية اولى وثانية وثالثة تبدأ من الجراحة والتجميل وزراعة اذن من جديد .

ومن جهته قال الدكتور جمال الهمص مدير مستشفى ناصر بخانيونس ان الام جاءت بطفلها للمستشفى بحروق بماء ساخن اصاب الاذن والوجه والكتف والعنق ، وتعتبر هذه المنطقة من اخطر الاماكن فى جسم الانسان .

وقال الهمص " الام تلقى غضبها على المستشفى وكأننا نحن من سببنا له الحرق والمضاعفات ، رغم انه يتم تغيير الجرح للطفل يوميا ، واصابته بمايكروب هو امر متوقع بل ان هناك حالات وفاة حول العالم نتيجة الحروق ، وذلك لحدوث التهابات لان الجلد الذى يحمى الجسد من دخول  المايكروبات مفقود ، بالاضافة للسائل الذى يخرج من الاوعية الدموية يغذى المايكروب ، وذلك نتيجة التهابات جرثومية فى المكان التى وصلت لغرغرينة بالاذن وهذا متوقع ، ولم نكن سببا فى سوء حالته  " .

مشيرا الى ان جسم الطفل بدأ يتفاعل مع الحروق بعد ايام من مكوثه فى المستشفى  ، وتعتبر لحظة دخوله للمستشفى هى احسن حالاته واقل خطورة ، وقد نقل الطفل لقسم العناية المركزة للاهتمام به ، وبعد تذكر الام من وضع طفلها قامت الادارة باجراء تحويلة طبية لها للضفة الغربية امام الحاحها ، علما بان الحروق علاجها غيار يومى ومضاد حيوى وسوائل للتعويض عن السوائل المفقودة .

وأكد الهم صان المستشفى لا يهمل اى حاجة تتواجد داخل المستشفى ، بل يأخذ كل مريض العلاج الكافى مثل باقى المرضى ، وقد قام وفد اجنبى بعمل رقع مكان الحروق .

واضاف الهمص انه يعانى مثل اى مواطن فى اجراء اى تحويلة للضفة الغربية ، حيث ان المستشفى تتبع للادارة العامة للمستشفيات وجميعهم لا يوجد لهم علاقة بمدير عام العلاج بالخارج لتبعيته لرام الله مباشرة ، ولو قام مدير المستشفى بتوقيع اى تحويلة تعتبر باطلة وتلغى ، فيضطروا لوضع ختم المستشفى بدون التوقيع .

 موضحا ان وزير الصحة السابق بغزة حاول التدخل فى العلاج فى الخارج ، وبذلك التاريخ توقف العلاج بالخارج بالكامل لحين رفع سلطة الوزير عنه ، وليس لاى شخص حكم على مدير العلاج بالخارج سوى انه يتصل به من باب الرجاء مثل اى حالة .

مشيرا الى ان حالات الحروق بدرجة 14% واكثر من ذلك لا تقبلها رام الله بالتحويل نظرا لعدم خطورتها.






التعليقات