عندما تقتل غزة أبناءها .....!!!

عندما تقتل غزة أبناءها .....!!!
الكاتب والمحلل السياسي / دكتور . ناصر الصوير
الشهيد يوسف محمد نور الدين العلمي (ليس علمي القدس) من أعلام غزة ومن خيرة أبنائها، اغتيل بيد غادرة 15/4/1939م، أي قبل 75 سنة تقريباً لأن بعض الزعامات التقليدية الموروثة في غزة لم تحتمل وجود رجل عصامي ناجح يحتل في المدينة المكانة الأولى، خافوا أن يسحب بساط الزعامة والهيبة من تحت أقدامهم فأقدموا على اغتياله والتخلص منه.
ترك خلفه ستة من الأبناء هم : سامي وعدنان وسفيان وبشير وسميح وزهير، حصلوا جميعاً على أعلى الدرجات العلمية والأكاديمية ، وتبوءوا مناصب رفيعة ؛ فقد عمل سامي مديراً عاماً للبنك العربي في بيروت، وعمل عدنان مديراً عاماً لفرع البنك في جدة بالمملكة العربية السعودية، أما سفيان وبشير فيعتبران من أشهر الأطباء، فالأول عمل رئيساً لأطباء مستشفى الجزيرة العام الكبير في أبو ظبي وعددهم 150 طبيب ، كما أنه أصغر طبيب في تاريخ فلسطين إذ نال بكالوريوس الطب والجراحة من كلية طب القصر العيني العريقة في مصر وعمره 22 عام وشهران فقط وكان عمره عند اغتيال والده بضعة أشهر، أما بشير فقد كان من أشهر أطباء مدينة الحسين الطبية بالمملكة الأردنية الهاشمية ، وعمل محاضراً بكلية الطب في الجامعة الأردنية ، أما سميح فقد حصل على أعلى درجة علمية في مجال التحاليل الطبية ، وله انجازات وأبحاث عديدة جعلته في مقدمة المتخصصين في هذا المجال، أما الدكتور زهير العلمي فهو اقتصادي بارع شريك رئيسي في شركة "خطيب وعلمي" التي تنفذ أعمالها في العديد من أقطار العالم وتعتبر من شركات المقاولات العربية العريقة الناجحة .
......انتقم أبناء يوسف العلمي من غزة التي اغتالت والدهم انتقاماً عظيماً ...
فقاموا ببناء المدارس في أنحاء متفرقة من المدينة على نفقتهم !!
كما قاموا ببناء المساجد وترميم عدة مساجد أخرى وفي مقدمتها مسجد السيد هاشم بتكلفة ملايين الدولارات!! وقاموا أيضا ببناء أقسام كاملة في المستشفيات منها مستشفى الحروق بمستشفى الشفاء وغيره!!
كما قاموا بمنح منزلهم المقابل لمسجد السيد هاشم والمعروف بالبندر والذي تبلغ قيمته ملايين الدولارات ليكون مشفىً لمرضى الشلل الدماغي!!
ساهموا بإنشاء ودعم العشرات من المؤسسات والجمعيات العامة وتنفيذ عشرات المشاريع التي تخدم المجتمع الفلسطيني في غزة، لم يتوانوا عن تقديم يد العون والمساعدة في أي عمل إنساني يخفف من معاناة الناس وكأن لسان حالهم يقول: اغتلتم والدنا يأهل غزة وحرمتمونا منه ونحن نرد لكم ذلك ولكن بطريقة الفرسان.

أقولها بأعلى صوتي إلى متى يقتل الحقد والحسد في غزة إبداع المبدعين وموهبة الموهوبين وليس الشرط هنا التصفية الجسدية كما حصل مع المرحوم يوسف العلمي إنما القتل له ألف وجه بدءاً من التشكيك مروراً بالتخوين والإقصاء والتهميش وغير ذلك من أساليب القتل المعنوي المدمرة والتي طالت وتطال كل مبدع وعبقري ليس وراءه تنظيم يدعمه ومال يغطيه وعائلة صنديدة تذود عنه وتحميه.

لرؤية المزيد من التفاصيل، أنظر: دور بلدية غزة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، رسالة ماجستير غير منشورة ، للدكتور ناصر الصوير.

التعليقات