كاتب يهودي: حكومة نتنياهو الحقت الضرر الأكبر بصورة إسرائيل

كاتب يهودي: حكومة نتنياهو الحقت الضرر الأكبر بصورة إسرائيل
رام الله - دنيا الوطن
قال الكاتب اليهودي ألون بن مئير، استاذ العلاقات الدولية في جامعة نيويورك إنه "لم تلحق أية حكومة إسرائيليّة ضررا بصورة إسرائيل الدوليّة أكثر من حكومة نتنياهو خلال الأعوام الستّة الماضية." ويضيف بن مئير في مقالة له بعنوان "تهشيم صورة إسرائيل" قائلا، "لم يكن نتنياهو وزمرته منشغلين فقط وبشكل منهجي برواياتهم المتّسمة بالحقد على الفلسطينيين، بل اتخذوا أيضا تدابير تبرهن فقط على التزام نتنياهو الثابت بتوسيع المستوطنات والحيلولة دون إقامة دولة فلسطينيّة. وبالرّغم من أنّ الفلسطينيين قد ساهموا أيضا في العداء وانعدام الثقة بين الجانبين، غير أن سلوك نتنياهو وزمرته قد تركت إسرائيل معزولة ومزدرة؛ في حين حوّلت الرأي العام العالمي وبشكل جذري لصالح الفلسطينيين."

ويشير الكاتب اليهودي في مقالته قائلا، "لتعزيز خطته السياسيّة، فقد ربط نتنياهو وبدهاء كل قضيّة موضوع خلاف مع الفلسطينيين بأمن إسرائيل القومي. لقد سخّر وبشكل بارع الرأي العام عبر سنوات حكمه لتبرير حظوظه السيئة واستمرار احتلاله باسم الأمن القومي، هذا في الوقت الذي أوصل فيه العمليّة السلميّة لتوقف تامّ وعسير."

"لقد أشغل نتنياهو نفسه في الكلام الخادع، فقد وافق من ناحية علنا على حلّ الدولتين، ولكنه من الناحية الأخرى لم يفوّت فرصة في الإعلان عن حقّ إسرائيل المتأصّل على كلّ "أرض إسرائيل التوراتيّة" الذي يجعل من إقامة دولة فلسطينيّة مهزلة."

ويتابع قوله، "استمرّ نتنياهو كالعديد من أسلافه في توسيع المستوطنات، غير أنّه يفعل ذلك بحماس منقطع النظير، مقلّصا بذلك أمل إقامة دولة فلسطينيّة ويتحدّى في نفس الوقت نداء المجتمع الدّولي بوقف هذا المشروع غير الشرعي."

"وفي حين يتّهم نتنياهو وشركاؤه علنا وبشكل روتيني الفلسطينيين بكراهيتهم واستيائهم اتجاه إسرائيل، فإنه يتناسى بأن الفلسطينيين هم تحت الإحتلال وإسرائيل تمارس ضدّهم في أغلب الأوقات إجراءات مفرطة للسيطرة عليهم. هو ينسى أيضا بأن كلّ فلسطيني ما دون سن ال (48) عاما قد وُلد تحت الإحتلال وبأن سلوكهم والطريقة التي يشعرون بها اتجاه إسرائيل ردّ فعل طبيعي لشعورهم باليأس وبأنهم ضحيّة."

ويرى الكاتب بأن "نتنياهو يستغلّ بحذاقة روايات حماس اللاذعة وعنفها ضد إسرائيل "لطلاء" كلّ الفلسطينيين بنفس اللون. فبدلا ً من مدح السلطة الفلسطينيّة لنبذها العنف ولتعاونها الأمني الملتزم تماما مع إسرائيل، استغلّ الإنشقاق ما بين حماس والسلطة الفلسطينيّة لجعل عمليّة السّلام أسيرة لنزوات حماس."

ويضيف، "لقد تلاعب نتنياهو بدهاء بمفاوضات السّلام لخلق مآزق. اتهم الفلسطينيين مرارا وتكرارا بكونهم غير جديرين بالثقة، ولكنه أصرّ بعد ذلك على استمرار توسيع المستوطنات خلال فترة المفاوضات ممّا يجعل التفاوض مع الفلسطينيين "بحسن نيّة" أمرا في منتهى الصعوبة في وقت يشاهدون فيه أراضيهم تُستقطع شبرا شبرا."

التعليقات