مركز غزة للثقافة والفنون ويوتوبيا ينظم يناقش المجموعة الشعرية "تفاصيل لا تُرى " ضمن مبادرة تحت الطبع

رام الله - دنيا الوطن
نظم مركز غزة للثقافة والفنون و التجمع الشبابي من أجل المعرفة "يوتيوبيا", لقاءً لمناقشة المجموعة الشعرية " تفاصيل لا تُرى "للشاعر محمود الشاعر ضمن "مبادرة تحت الطبع" وبدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان و بحضور ضيف اللقاء الأستاذ/رزق المزعنن، و عدد من النقاد والكتاب والمهتمين بقاعة الجاليري.

قدّم الشاعر محمد الزقزوق مدير اللقاء نبذة مختصرة عن الشاعر الشاب محمود الشاعر بعد أن استعرض ومضات جمالية من نصوص المجموعة، ثم أتاح المجال للأستاذ رزق المزعنن لكي يقدّم قراءته في المجموعة.

الأستاذ المزعنن وبعد أن أشاد بالشاعر رأى بأنه اهتم بالتفاصيل حتى أكثرها تعقيدًا وأكثر من استخدام الأفعال المضارعة وهذا كان واضحًا وجليًّا في مجموعته، وفي المقابل قصيدة النثر مكثّفة ولابد أن تقدّم شيئًا جديدًا ومدهشًا، محمود الشاعر كان يخلق تراكيب جديدة ومصقولة بعناية كي يذهلنا والمتابع لقصائده يرى بأنه قد نجح في ذلك، ورأى أيضًا أن التراكيب اللغوية والمفردات والصور المجازية لدى محمود تشي بإحساس عالٍ وجماليّة فريدة، طريقته في القول متعلقة به وتشبهه وصوته خاص فيه.

كما أشار إلى أن مفردة المدينة كانت حاضرة في أغلب قصائده وهذا يدلّل على مكانتها الفريدة عنده فهي تؤقه وتسكنه بأناسها وأزقتها الفارغة وحتى الممتلئة منها، عوضًا عن تطرّق الشاعر للحديث عن الحرب بلغة سردية حارة ودافئة ودافقة ومثيرة للدهشة.

وقام الشاعر الزقزوق بقراءة نصّ اختاره من الديوان، قبل أن يترك المجال للشاعر بقراءة نصّين عن الحرب والحب معًا.

ثم أتيح للجمهور فرصة المشاركة والمداخلة فيما يتعلق بالمجموعة، فقد قال الدكتور الشاعر والناقد علاء الغول فيما يخصّ محمود فهو شاب لغته واعدة، لديه عمق شفيف وجمال فريد لا يمكن انكاره أو اخفاؤه، فالهدف من هذا المبادرة التي تقيمها يوتوبيا بالشراكة مع مركز غزة هو الحفاظ على الأصوات الجميلة الشابة من الضياع والزوال ومن أجل ذلك كله ينبغي أن أورد بعض ملاحظاتي النقدية التي منها أن الشاعر كان يكتب بابتزاز عاطفي شديد وشعرت أنه يفرض على القارئ عاطفة مفتعلة ومبتذلة، غير أنه وقع في المُباشرة وذلك يشبه أن تكتب مقالًا صحافيًا أو نصّا سرديا بخطابية عالية داخل قوالب شعرية جاهزة، وهذا لاحظته عندما كنت أقرأ باستمتاع شديد في بداية الديوان ثم بدأ يتلاشى هذا الشعور لديّ شيئًا فشيئًا والسؤال الذي يأتي تباعًا هنا : ما الذي قدّمه الشاعر من خلال ديوانه ؟ خاصة أن جميع المواضيع التي كُتبت متشابهة في مضمونها وهذا يخلق حالة من الاجترار والرتابة، فعلى الكاتب أن يقدّم دائمًا شيئا جديدًا وغير مبتذل ومُقلَّد، شيء يميّزه عن غيره من الكتّاب.

وفيما يتعلق بالبناء الفيزيائي والمادّي للمجموعة قال أن الديوان يخلق انطباع لدى القارئ بأنه قصيدة واحدة، ذلك أن قصائده تخلو تماما من العناوين وهذا يُضرّ بالعمل الأدبي.

بعد ذلك علّل الشاعر محمود الشاعر رأيه فيما يخص اصرار الدكتور الغول على وجود "ابتزاز عاطفي" في نصوصه بأنه لا يستطيع أن يلزم المتلقّي بعاطفة معيّنة وإن كان يحدث هذا فهو عن دون قصد لأنه يكتب في سياقات انسانية مجرّدة من تقمّص أي أدوار فنية يمكن أن يشتغل عليها الشاعر.

الكاتب والناقد عبد الكريم عليّان رأى أن عنوان الديوان غير مناسب، على الأقل في كلمة " لا تُرى "، فكان من الأولى أن يتم استبدالها بكلمة أخرى لها دلالة لغوية أدقّ وايحاء فني أجمل وأعمق.

ومن جانبٍ آخر قال أن الصورة الفنية دائمًا يجب أن ترتكز على الرمز أو الاستعارة ومن دون هذين العنصرين تفقد معناها تماما، والشاعر استطاع أن يشكّل صورته الفنية وفق حالة وجدانية وذهنية عالية لأنه امتلك أدوات الصورة واستطاع تطويعها وتوظيفها بشكل جيد، كما وأكّد على ضرورة أن يتم التنويع في مضمون العمل الشعري ولا يكون على نفس المنوال حتى يستحق أن يأخذ لقب ديوان.

وبدوره قال أن محمود كان مهتمًا بالتفاصيل في سرديّته الشعرية وهذا ليس عيبًا إذا كان من أجل غرض توظيفي وفني بحت.

ثم اختلس عريف اللقاء بعض الوقت ليمنح الشاعر فرصة إلقاء نصوص أخرى على الجمهور، وسط صمت ورغبة شديدة في الاستماع لقصائد الشاعر.

الشاعر عثمان حسين أشار إلى نقد الدكتور الغول قائلًا: فوجئت حقًا بقسوته على قصائد محمود، فهو لا يزال عظمه طريًا وضربات نقديّة مثل هذه تعتبر موجعة وقاسية وسيكون من الأفضل لو تم تأجيلها للدواوين الأخرى التي سينتجها محمود.

وأتبع مسترسلًا: محمود شاعر واعد ومستقبله واضح من خلال نصّه، يشتغل على لغة جديدة ضمن مجموع المشهد الشبابي بحساسية عالية ورؤية جديدة.

الشاعر خالد شاهين أضاف بأن محمود يعتبر من الأميز في أفراد جيله الشعري، وأن موهبة محمود لا يمكن أن ينفيها أو ينكرها أحد، وأنا شخصيًا أحبّ محمود الشاعر " كلقب " أكثر من محمود الشاعر "كإسم حركيّ " .

الشاعر هشام أبو عساكر أورد ملاحظة أخيرة مُعقِّبًا على رأي الناقد عليّان في قوله: الاغراق في التفاصيل ليس عيبًا إذا كان يؤي الغرض، حيث رأى أبو عساكر أنه في اللحظة التي نبدأ بسرد تفاصيل في قصائدنا الشعريّة يجب علينا أن نتوقف لأن الشعر تكثيف وبإمكان الشاعر محمود الشاعر أن يتوجه إلى حقول القصة والرواية طالما أن لغته سرديّة ومغرقة في هذا الكمّ من التفاصيل.

وقبل نهاية اللقاء عاد ضيف اللقاء الأستاذ رزق المزعنن ليقرأ من جديد قصيدة من قصائد المجموعة الشعرية، قبل أن يتبعه الشاعر محمود الشاعر بقراءة نصّ آخر وأخير.

ختم اللقاء الشاعر محمد الزقزوق بعد أن قام بالثناء والشكر الخاص للشاعر محمود الشاعر وضيف اللقاء الأستاذ رزق المزعنن، كما وشكر كل من حضر من أجل أن يضيف شيئًا جديدًا وفاعلًا للمشهد الأدبي والثقافي في غزة.

التعليقات