الشعبية: إنجاز المصالحة وتعزيز صمود الناس ضرورة وطنية ملحة

رام الله - دنيا الوطن
استمراراً للقاءاتها الجماهيرية نظمت منظمة الشهيد علم الدين شاهين – رفح الغربية مساء اليوم لقاءً جماهيرياً حاشداً في شارع الزر تحت عنوان " إنجاز المصالحة ضرورة وطنية ملحة"، بحضور حشد كبير من المزارعين والعمال والمواطنين، وقيادات من كوادر وأعضاء الجبهة.

وازدان مكان اللقاء بأعلام فلسطين ورايات الجبهة، وصور قادة الجبهة الشعبية الحكيم وأبوعلي مصطفى وسعدات، وشهداء عملية دير ياسين البطولية " عدي وغسان أبو جمل" .

وافتتح القيادي في الجبهة الشعبية الرفيق خالد نصر اللقاء مرحباً بالحضور الكرام، داعياً إياهم للوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لروح الشهداء، ومن ثم عُزف السلام الوطني الفلسطيني.

وأعرب نصر عن شكره لأبناء الحاج اسليم القاضي " أبو طلال" على استضافتهم للقاء الجماهيري، ونقل في بداية مداخلته تحيات الأمين العام الرفيق أحمد سعدات واللجنة المركزية وجميع الرفاق في محافظة رفح، وخصوصاً منظمة الشهيد علم الدين شاهين، متوجهاً بالشكر لمن لبى الدعوة.

واستذكر نصر شهداء شعبنا، والأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، متوجهاً بالتحية إلى أهلنا في مدينة القدس وفي مقدمتهم شباب القدس وشهدائها وعلى رأسهم بطلي عملية دير ياسين البطولية عدي وغسان، كما توجه بالتحية لأهلنا في الضفة والقدس والداخل والشتات.

كما استعرض نصر الوضع الراهن الذي يعاني منه شعبنا الفلسطيني من انقسام حاد ألقى بظلاله السوداء على أهالي القطاع بأكمله، في ظل دمار للبنية التحتية واغلاق للمعابر، ووضع اقتصادي واجتماعي وكارثي، متحدثاً عن جهود الجبهة الشعبية على صعيد إنهاء الوضع الكارثي، معتبراً أن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ضرورة وطنية ملحة لا يمكن من دونها مواجهة الاحتلال والتحديات الراهنة إلا بإنهاء الانقسام الكارثي، واستعادة الوحدة.

من جانبه، استعرض عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الرفيق هاني الثوابتة آخر التطورات على صعيد المصالحة، والجهود المبذولة من أجل الضغط على طرفي الانقسام من أجل تنفيذ الاتفاق، مشيراً أن الجبهة وعلى مدار سنوات الانقسام بذلت جهوداً حثيثة ومتواصلة حتى الآن من أجل استعادة الوحدة، والوصول لقواسم مشتركة بين مختلف فصائل العمل الوطني والاسلامي.

وأعلن الثوابتة أنه بعد جهود مضنية لحل الإشكاليات التي اندلعت اثر التفجيرات التي تعرضت لها منازل قيادات في حركة فتح تمكنت الجبهة الشعبية وعدد من الفصائل من عقد اليوم الخميس لقاء خماسياً بحضور حركتي فتح وحماس، وافقت خلاله الحركتان على بنود المبادرة التي بموجبها سيتم استئناف عجلة المصالحة،  وأهم هذه البنود تفعيل المجلس التشريعي، وموضوع الإعمار وفتح المعابر، واستئناف عمل الحكومة.

وحول الأوضاع في القدس أكد الثوابتة أن الاحتلال ومنذ شهور طويلة ينفذ اجراءات ويقر قوانين يحاول من خلالها تهويد المدينة، وتعزيز السيطرة عليها، والتضييق على حياة المقدسيين، وتغيير الوقائع على الأرض، مشيداً بتصدي أهل المدينة وهبتهم الجماهيرية المتواصلة حتى الآن ضد هذه الإجراءات، مشيداً بأبطال مدينة القدس منفذي العمليات الأخيرة وعلى رأسهم بطلي عملية دير ياسين البطولية عدي وغسان أبو جمل.

من جهته، تحدث عضو اللجنة المركزية العامة الرفيق محمد مكاوي عن الظروف المأساوية الصعبة التي يعانيها شعبنا الفلسطيني في القطاع، وفي مقدمتهم المنكوبين والذين دُمرت منازل في العدوان الأخير على القطاع، متطرقاً لخطة سيري للإعمار، مشيراً أن الجبهة وكافة قطاعات شعبنا أعربوا عن رفضهم الشديد لهذه الخطة، لأنها وفق بنودها تضمن مصالح الاحتلال، وتشرعن الحصار، وتنمي من نفوذ الوكالة الدولية لتكون اشبه بالوصاية الدولية، وتقوض دور السلطة، وتعطي
للاحتلال فرصة للتدخل والمراقبة، مما أدى إلى بطئ عملية الإعمار، مشيراً أن الجبهة تحركت على أكثر من صعيد من أجل إلغاء هذه الخطة، واستبدالها بهيئة وطنية تشرف وتراقب عملية الإعمار.

كما أوضح مكاوي بأن المحاولات الصهيونية الهادفة لإقرار "يهودية الدولة" ومحاولة فرضها على الفلسطينيين للاعتراف بالدولة اليهودية يعني إلغاء حق العودة، وطرد أهلنا الفلسطينيين من مناطق الـ48.

وحول الشأن الداخلي والمصالحة، استعرض مكاوي الجهود التي بذلتها الجبهة بالمشاركة مع الجهاد والديمقراطية وحزب الشعب من أجل تطويق ومحاصرة الأزمة الأخيرة التي حدثت وأدت إلى تعطيل جهود المصالحة، وتفاقم معاناة المواطنين، مشيراً أن القوى صاغت آلية تنفيذ هذه المبادرة كخطة طريق لإنجاز المصالحة، تتضمن بنوداً خاصة بالكشف عن مرتكبي التفجيرات الأخيرة، وحل مشكلة رواتب موظفي الأجهزة في غزة المدنيين والعسكريين، لحين إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية،
ومباشرة حكومة الوفاق مهام عملها فوراً ودون إبطاء، وإعادة تنظيم آليات عمل المعابر، وتشكيل هيئة وطنية تتولى مسئولية تسهيل عمل الحكومة وحل كافة المعيقات التي تحول دون أداء الحكومة لمهامها، والإشراف على إعادة الإعمار وفك الحصار، ووقف الحملات الإعلامية والمناكفات وإطلاق الحريات العامة، وعقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير لمواجهة التحديات الراهنة، يتمخض من خلال هذا الاجتماع صوغ استراتيجية وطنية .

من جهته، أجاب القيادي في الجبهة ومسئول منظمة رفح الغربية الرفيق حسين أبو العيش على مداخلات الحضور حول دور مؤسسات الجبهة الوطني والاغاثي الداعم لصمود شعبنا، مشيراً أن الجبهة كرست وما زالت كل إمكانياتها ومواردها المالية والعينية في خدمة المواطن الفلسطيني، خاصة في العدوان الأخير على القطاع، وهي في ذلك تمارس قناعات ورؤية الجبهة دون تمييز في الانتماء السياسي في مجال تقديم الخدمات والمساعدات للمزارعين والعمال، مؤكداً في الوقت ذاته أن الجبهة ذات إمكانيات محدودة قياساً بإمكانيات الوزارات ومؤسسات السلطة، ورغم ذلك تقوم مؤسساتها بواجبها الوطني والإنساني والخدماتي المناط بها.

واختتم الرفيق أبوالعيش اللقاء مجدداً التحية بالحضور وباستجابتهم ومداخلاتهم، مؤكداً على ضرورة استعادة الوحدة وإنجاز ملف المصالحة، وتعزيز صمود المواطنين بمختلف الأشكال، وهو ما يتطلب ضغطاً شعبياً.

التعليقات