لماذا تكره الأرصاد الفلسطينية برام الله الأمطار والثلوج

لماذا تكره الأرصاد الفلسطينية برام الله الأمطار والثلوج
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

لا اعلم لماذا تكره الأرصاد الفلسطينية برام الله الأمطار والثلوج وتحقد عليها لدرجة الانفعال عندما يتحدث احد عن موسم الخير .

واتابع عادة نشرة الأرصاد الجوية الفلسطينية والتي تتحدث بحذر شديد عن هطول الأمطار والثلوج في مناطق الضفة الغربية ودائما تكون النشرة حزينة بائسة تضيف حزنا إلى هذا البلد الحزين المنكوب .. واذا أسرفت في التفاؤل تقول امطار محلية خفيفة بينما تكون كل نشرات الدول المجاورة تتحدث عن سيول وامطار غزيرة وثلوج احيانا .

واذكر ذات مرة انني كنت برام الله وكانت هنالك ثلوج كثيفة تغطي الشوارع وبدات موجة الثلوج بالانحسار التدريجي وخرجت بسيارة أجرة وكان السائق يستمع للإذاعة فأوردت الاذاعة خبرا نقلا عن الإذاعة الإسرائيلية تقول فيه وفق نشرة الأرصاد الجوية الإسرائيلية ان موجة الثلوج ستتضاعف بعد منتصف النهار .

اجرت الإذاعة المحلية الفلسطينية اتصالا مع متحدث باسم الأرصاد الجوية الفلسطينية وسألته عن تجدد موجة الثلوج وفوجئت برد متحدث باسم الأرصاد الجوية الفلسطينية واذا به ينهال بالسباب والشتائم على الإذاعة الإسرائيلية والنشرة الجوية الإسرائيلية وأنها افتراءات مغرضة وأكاذيب ولا أساس لها من الصحة .

في الحقيقة انا استغربت من انفعاله وسيل الشتائم التي وجهها للنشرة الجوية الإسرائيلية ولماذا كل هذا الانفعال وبماذا تضايقه الثلوج لو هطلت على المنطقة أليست خيرا نتمناه للإنسان والشجر والزرع والمياه الجوفيه التي نشرب منها .

الأغرب من هذا ان الثلوج هطلت فعلا وبكثافة بعد منتصف النهار كما تحدث الراصد الجوي الإسرائيلي ولم يكذب لسبب أن النشرة الجوية الإسرائيلية مخصصة لإسرائيل وبما أننا منطقة جغرافية واحدة وصغيرة عادة يصل الضفة ما يصلهم من أمطار وثلوج .

وتحدثت هاتفيا لاحقا مع يوسف ابو اسعد مدير عام الأرصاد الجوية الفلسطينية ووجدت فيه حرصا كبيرا على دقة النشرة الجوية الفلسطينية لدرجة حرصه الدائم على المصداقية والأسلوب العلمي الرصين في التنبؤات الجوية بعيدا عن الإغراق في التفاؤل بالأمطار والثلوج فتراه يبث نشرة الأرصاد الفلسطينية بماء الذهب حرصا منه على المصداقية حتى جففها علينا وصرت أتمنى على يوسف ابو اسعد ان "يبحبححها " شوية وان يعطينا بعض الأمل لان المطر والغيث النافع بيد الله ولا علاقة للدول المانحة به .

في احيان كثيرة نجد النشرة الفلسطينية شحيحة بخيلة علينا بأمل المطر مثل الدول المانحة ونجد أن الإسراف في الدقة والخوف من الخطأ أوقع النشرة الفلسطينية في خطا اخر وهو خفض التوقعات .

أنا اعلم ان الأرصاد الفلسطينية تعاني من نشرات أخرى لمواقع هواة تسرف في التوقعات بلا رادع وحدثني يوسف ابو اسعد كثيرا عن معاناة الأرصاد الفلسطينية من مواقع هواة لا يتبعون الأسلوب العلمي في رصد الأمطار والتقلبات الجوية ولكن هذا لاينتقص ابدا من قيمة الأرصاد الجوية الفلسطينية ومكانتها وحرصي شخصيا على دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية ومكانتها وأهميتها جعلني اكتب هذه السطور وأمل ان يتسع صدر يوسف أبو اسعد لملاحظاتي لان أهمية دائرة الأرصاد الفلسطينية في مرحلة قادمة وهي الدولة الفلسطينية لايقتصر على التنبؤات الجوية فقط وهنالك مجالات أخرى من شانها تحقيق فائدة كبيرة للاقتصاد الفلسطيني .

 


التعليقات