السفير الليبي السابق بالجزائر :الغرب والأمريكان تدخلوا في بلادنا للسيطرة ونهب ثرواتها

رام الله - دنيا الوطن

أسامة زايد
السفير عمرخليفة الحامدي من الشخصيات الدبلوماسية الليبية التي عاصرت نظام الرئيس معمرالقذافي ويؤمن بالقومية العربية وأن الأوطان لا تبني إلا بسوعد أبنائها وأن الدول الاستعمارية ¢الغربية ¢ هي التي ساعدت علي تفجير ثورات الربيع العربي لتحقيق أهدافها وأطماعها في تفتيت الوطن العربي ونهب الثروات والسيطرت علي صانع القرار لتنفيذ مخططاتها والتدخل المباشر في شئون الدول بذرائع واهية وحجج باطلة منها الدفاع عن الأقليات وحقوق الإنسان لتفجير الأوضاع الداخلية. 
عمل سفيراً لبلاده لدي الجزائر والسودانپأجرينا معه هذا الحوار لمعرفة مفاتيح الحل للأزمة الليبية وأخر المستجدات هناك وكيفية الخروج من هذا النفق المظلم بعد سيطرة الميليشيات علي بعض المدن وأصبحت الأراضي الليبية ملاذاً أمناً للجماعات الإرهابية. 
أكد السفير الحامدي أن المشهد الليبي يشهد حالة من الإرباك والضبابية وعدم وضوح الرؤية ويدق طبول الحروب الأهلية بسبب تدخلات الدول الغربية التي ساهمت في إزاحة نظام القذافي لتنفيذ أهدافها الخبيثة في نهب ثروات البلاد وترك الليبيين يواجهون المصير المجهول. 
تمويل الارهاب 
اتهم بعض الدول كقطر وتركيا بتمويل الجماعات الإرهابية وإمدادها بالسلاح والأموال والأفراد مشيراً إلي أن الوضع بعد سقوط نظام القذافي أصبح كارثياً وتحولت الأراضي الليبية إلي ساحة حرب واقتتال وتم تغييب مؤسسات الدولة بعد اتخاذ عدة قرارات طائشة وغير وطنية من قبل السلطة المؤقته الحاكمة التي ساعدت علي هدم المؤسسة الشرطية والقضائية والجيش. 
أضاف أن هذه السياسات الخاطئة ساعدت علي انتشار الفوضي وظهور جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية التي سيطرت علي مدينة درنة في أقصي الشرق ومدينة سرت في الوسط ومصراته في الغرب وحدثت مواجهات عسكرية وقبيلة علي إتساع الأراضي الليبية حتي أعلن اللواء خليفة حفتر ¢مبادرة الكرامة ¢لإعادة تأسيس وتنظيم الجيش الليبي ودخل حربا حاسمة مع أنصار الشريعة في مدينة بني غازي وضواحيها ولدي معلومات بأن الجيش الليبي سيحكم سيطرته علي كافة الأراضي الليبية خلال منتصف عام پ2015. 
أوضح أن مدينة طرابلس تخضع الآن تحت سيطرة قوات ¢ فجر ليبيا ¢ بعد أن شهدت معركة حاسمة استمرت خمسين يوماً مع قبيلة الزنتان مما أدي إلي تقهقرها حوالي 150 كيلوجنوب غرب طرابلس ووسعت فجر ليبيا عملياتها حتي سيطرت علي منطقة ورشفانه التي تحتضن الأراضي الزراعية علي مسافة مابين 40 إلي 70كيلومن العاصمة طرابلس وتم إجلاء سكانها وحصل تطور بانضمام قوي الزنتان والقبائل حول رشفاته إلي الجيش. 
انصياع الليبيين 
حول الوضع السياسي المتأزم في وجود برلمانيين وعدم انصياع غالبية الليبيين لقرار المحكمة الدستورية العليا قال السفير عمر الحامدي إن الأمر له أبعاد أخري لأنه بعد انتهاء فترة المؤتمر الوطني في السابع من فبراير 2014 حدث خلاف شديد بين القوي السياسية المتصارعة ورفض التيار الإسلامي في بداية الأمر إجراء الانتخابات لانهم لا يأمنون إلا بديمقراطية المرة الواحدة ولنا تجارب عديدة في مصر وحماس في فلسطين وغيرها. 
لكن بعد مظاهرات ومشادات تم الاتفاق علي إجراء الانتخابات وجاءت النتيجة غير مرضية للإسلاميين بعد حصولهم علي أقل من 10% وقبلها كان نصيبهم في لجنة الدستور 8% وحدثت حالة احتقان في المشهد السياسي واقتتال سيطر أنصارالتيار الإسلامي علي العاصمة طرابلس وقاموا باحتلالها ودمروا المطاروخزانات الوقود والعديد من المساكن.. اضطر مجلس النواب إلي عقد جلساته في مدينة طبرق وترتب علي ذلك استشراء الخلاف فأصبح الآن في ليبيا برلمانان وحكومتان لشعب يعيش حالة اضطراب وعلي حافة الهاوية. 
الوضع السياسي 
أضاف أن الوضع السياسي الآن في ليبيا أصبح مقسماً إلي 3 فئات.. قوي فبراير المدنية لها برلمان وحكومة في طبرق معترف بها في المنظمات الدولية وقوي فبراير الإسلامية لها حكومة وبرلمان وتسيطر علي العاصمة طرابلس ولديها قوات وميليشيات مسلحة والقوي الأخيرة أنصار الشرعية والرافضين لسلطة فبراير نظموا أنفسهم ضمن إطار ¢مؤتمر القبائل والمدن الليبية ¢ ولهم قوات متوسطة تقاتل مع الزنتان والجيش الوطني. 
طرح السفير الحامدي ورقة عمل للخروج من المأزق الليبي عبر الأفق السلمي بالحوار بين مجلس النواب ومؤتمر القبائل للوصول إلي خارطة طريق يستفتي عليها الشعب الليبي وضرورة عقد مؤتمر عام لجميع القبائل والمدن الليبية والفصائل السياسية دون تمييز أو تهميش لأحد لأنه إذا لم يتم ذلك فورا فإن الأوضاع المتردية وتضرر حول الجوار والعالم سيؤدي إلي تدخل دولي لتنفيذ البند السابع من ميثاق مجلس الأمن. 
أوضح أن الشعب الليبي له تركيبة قائمة علي الوضع القبلي ومتجانس ويسهل معه الصلح وثقافته لاتقبل الحكم الديني ولا الاستعمار مؤكداً أن ثورة 30 يونيه كشفت المخططات الغربية التي تهدف إلي تمزيق الدول العربية مستغلة تيارات الإسلام السياسي ومستخدمة دويلة قطر العربية وتركيا التي تقوم بتمويل الجماعات الإرهابية بالسلاح والمعدات والأموال لكنها والحمد لله فشلت في كسر إرادة المصريين

التعليقات