العلامة الحسيني : نظام ولاية الفقيه الشر الاکبر للعراق و المنطقة

العلامة الحسيني : نظام ولاية الفقيه الشر الاکبر للعراق و المنطقة
رام الله - دنيا الوطن
الحديث عن العراق، وخصوصا بعد الاحتلال الامريکي للعراق، هو حديث متشعب ولکنذو شجون، ولاسيما عندما نستحضر أمامنا الاحداث المأساوية التي جرت خلاله و النتائج و الانعكاسات بالغة السلبية التي نجمت عنه، خصوصا بعد أن صار العراق و للأسف البالغ بمثابة ساحة لتصفية الحسابات بين الدول و السعي من أجل تحقيق الاهداف و الغايات الخاصة بها على حساب العراق.

الامريکيون الذين زعموا منذ البداية بأنهم حرروا العراق من نظام دکتاتوري و يريدون الحرية و الديمقراطية و الخير و الامان للشعب العراقي، لکن شيئا من ذلك لم يحدث و الدليل أن العملية السياسية قد بنيت على أسس عرقية و طائفية بحتة والانکى من ذلك ان دولا عديدة قد أطلقت يدها في العراق و صارت وبحسب حجم دورها و نفوذها في العراق تسعى للتحکم بمسارات العملية السياسية و التلاعب بها بما يتلائم و يتناسب مع مصالحها، کما هو الحال مع نظام ولاية الفقيه في طهران.

تسليط الضوء على دور و نفوذ الدول المختلفة في العراق، يبرز لنا نظام ولاية الفقيه على رأس القائمة، وانه المستفيد الاکبر من سقوط النظام العراقي السابق و المتحکم و الموجه الاکبر للعملية السياسية في العراق من خلال تدخلاته الواسعة السافرة في الشؤون الداخلية خصوصا بعد أن قام بتأسيس ميليشيات مسلحة مشبعة بالافکار و التوجهات الطائفية و دفعها لکي تقوم بتنفيذ مهام متباينة ترکزت بشکل خاص على عمليات قتل و خطف و تطهير و تهجير على اساس طائفي، کما حدث
في محافظات البصرة و بغداد و ديالى، والتي وصلت الى حد أن مدينة مثل بغداد و التي کانت نسبة الطائفة السنية فيها قبل الاحتلال الامريکي للعراق 45%، قد إنخفضت هذه النسبة خلال الاعوام الاخيرة(وبالاخص خلال فترة ولايتي نوري المالکي)، الى أقل من 25%، وهي نسبة تثير الکثير من علامات التعجب و الاستفهام، ومما لاشك فيه فإن العبث و التلاعب بمکونات إجتماعية تشکلت على مدى عصور طويلة و سحيقة، سوف يکون له نتائج و تداعيات خطيرة لاتحمد عقباها.

الاخطاء الشنيعة التي حدثت خلال الاعوام الثمانية من حکم نوري المالکي، والتي شحنت البلاد بروح مشبعة بالتوجهات الطائفية، خصوصا من خلال عملية خلط خاطئة و غير عقلانية بين السنة و التنظيمات الارهابية المتطرفة نظير القاعدة و داعش، مع ملاحظة أن ابناء الطائفة السنية في العراق قد أدوا دورا وطنيا مشهودا له عندما قاتلوا تنظيم القاعدة في العراق و أجبروه على الخروج منه، غير ان الذي حدث بعد ذلك و عوضا عن تقدير دورهم و الاشادة بهم، جرت عملية إقصاء و تهميش
مقصودة لهم مهدت الارضية و على أفضل مايکون لدخول تنظيم داعش المتطرف الى العراق و إستيلائه على مناطق شاسعة منه.

الغريب و الملفت للنظر، ان هناك الان مساع مختلفة من أجل التنسيق مع العشائر السنية لمحاربة تنظيم داعش و تأدية نفس ذلك السيناريو الذي قاموا به ضد تنظيم القاعدة قبل أعوام، غير ان هذا الامر يتطلب بالضرورة إعادة الثقة التي فقدوها نهائيا بالحکومة و الذي من ضروراته القصوى وضع حد لدور و نفوذ نظام ولاية الفقيه في العراق و الحد من نفوذ الميليشيات الشيعية المتطرفة التي أسسها هذا النظام و التي وصلت الان الى أکثر من 30 ميليشيا متطرفة.

المشکلة الکبرى التي يعاني منها العراق، تکمن حاليا في دور النظام الايراني فيه و الذي يکاد أن يکون دورا سرطانيا بالغ الخبث، وان إنهاء هذا النفوذ و الدور يخدم السلام و الامن و الاستقرار ليس في العراق لوحده وانما في المنطقة
و العالم کله، خصوصا وان نفوذ النظام الايراني يسعى الى توظيف کل الامور و المسائل في العراق لصالحه

 بل ويکفي أن نشير بأنه قد جعل من اللاجئين الايرانيين المعارضين لبلادهم في مخيم ليبرتي، هدفا مفتوحا له و تعرضوا بسبب من تدخلاته المفرطة في الشؤون الداخلية العراقية و ضغوطاته على الحکومة العراقية، الى 9 هجمات دموية الى جانب حصار جائر مفروض عليهم منذ 6 أعوام و قد تم تشديده مؤخرا بصورة ملفتة للنظر، وبسبب الموقف غير السليم و اللامنطقي للحکومة العراقية من هؤلاء اللاجئين فإن سمعة العراق الدولية بشأن التعامل مع اللاجئين قد تأثرت سلبيا، ولهذا فإن أهمية قطع دابر نظام ولاية الفقيه من العراق تبدو ضرورية و حيوية أکثر من أي وقت آخر و من دونه فإن التهديد يظل محدقا بالعراق من مختلف النواحي لأن بقاء و إستمرار نفوذ هذا النظام يعني بقاء الشر الاکبر محيقا و محيطا بالعراق.

التعليقات