ترفض مغادرة سوريا حتى آخر رمق... ليلى سمور تفتح قلبها لدنيا الوطن كيف نجت مرارا من الموت

ترفض مغادرة سوريا حتى آخر رمق... ليلى سمور تفتح قلبها لدنيا الوطن كيف نجت مرارا من الموت
رام الله - خاص دنيا الوطن - رفيف عزيز
شعرنا بالملل والوحدة معها حين كانت زوجة ضجِرة في "مرايا" وغضبنا لغضبها في "أسياد المال" وعشنا كفاحها وغريزة الأمومة معها في "الغربال" .. تنوعت أحاسيسنا معها ولكن جمالها وبريق عينيها وملامحها الحادة الرائعة لم تختلف في أي دور .

دنيا الوطن كان لها فُرصة رائعة للقاء الفنانة السورية "ليلى سمور"  , ورغم مالمسناه من عفويتها إلا أننا فضلنا أن تُعرف عن نفسها بطريقتها فقالت :" أنا إنسانة بسيطة جدا وعفوية كتير وبنفس الوقت صعبة كتير يعني تركيبة كومبلكيس لا يمكن اختراقي بسهولة ويطلقوا علي  السهل الممتنع".

وتعتبر ليلى حب وطنها جزء من شخصيتها فاستطردت :" أحب وطني كثيرا لدرجة توجعني وأحب الناس ولا أريد إلا المحبة والسلام للكون كله".

سر شخصية "أم بدر" 

ولا يزال الكثير من الناس يتذكرون شخصيتها الفريدة" أم بدر" في أول جزئين من باب الحارة فقد أتقنت الدور لدرجة أنه لا يزال عالق بأذهان الناس رغم مرور 8 سنوات عليه , وقد قيل على لسانها في أحد اللقاءات أنه لم يضف شيئا إلى رصيدها الفني , لكن ليلى أنكرت ذلك وقالت في حديثها لدنيا الوطن :" أنا لم أقل أنه لم يُضف شيء إلى رصيدي ’ أنا قلت أنه ليس أهم عمل في تاريخي وهناك فرق كبير بين الجملتين ..أي عمل لو كان صغير جدا ولو كان مجرد مشهدين يُضيف إلى رصيدي لكنه ليس العمل المُلهم والأسطورة والحلم الذي أحلم به كفنانة ".

وأضافت :"  رغم أنه دور بسيط جدا إلا أنني تفاجأت أنه لقي جماهيرية شعبية غريبة وقدمني للناس بطريقة عملت لي شعبية كبيرة لكنه ليس من الأدوار الذي عملت فيها شيء مهم وهذا ما قلته لكنه أكيد أضاف إلى رصيدي لكنه ليس العمل الحلم أو الذي يمكن أن يستوفي من خلال تجسيده إمكانياتي كممثلة".

وأكدت سمور بكل تواضع: " لحتى الآن لا أعتبر نفسي مثلت أي دور مهم في حياتي الفنية ولم آخذ فرصتي بعد .. أنا أشتغل الأدوار التي تُعرض ضمن خياراتي وأعتبر أنني لم أقدم شيء مُهم كما أرى أنا ".

الثالثة ليست "نابتة" مع الموت

وكان للفنانة الجميلة نصيب كبير من "مواجهة الموت" حيث تعرضت لأكثر من مرة لقذائف عشوائية في ظل الأزمة التي تعيشها سوريا ولكنها بفضل الله نجت.

وروت ليلى لدنيا الوطن تلك المواقف بالتفصيل فقالت :" في أول مرة كانت حين سقطت 3 قذائف على تحت حديقة منزلي وكنت بالطابق الرابع .. وانكسر كل الزجاج بمنزلي وتهشم تماما وكان موقف مُرعب خاصة أنني كنت موجودة في المنزل لوحدي وزوجي لم يكن موجودا ".

واستطردت:"أما المرة الثانية سقطت قذيفة أمام منزلي وانفجر الزجاج داخل مع قوة ضغط الانفجار منزلي وكانت "صُدفة" ألا يصيبني شيء  , حتى أنني اعتقدت أنها سيارة مفخخة .. ولو كنت قريبة من النوافذ لتأذيت كثيرا ".

وبفضل الله "الثالثة" لم تكن نابتة كما يُقال , فقد سقطت 3 قذائف حين كانت "سمور" في مبنى الإذاعة والتفزيون أثناء تصوير أحد الأعمال  :" والحمد لله كنا بعيدين عن النوافذ , وارتعبت كثيرا وشكلت لي صدمة لم أتوقع أن تكون قاسية بهذا الشكل .. ضغط الانفجار وصوت الزجاج .. رعب لن أنساه طوال حياتي ولكنني سأبقى مُتفائلة بأن سوريا ستعود أجمل من الأول بإذن الله ".

سأموت ولن أُغادر روحي

وقد يبدو "الهروب" من سوريا هو الحل الوحيد والأنسب للنجاة إلا أن الفنانة الاستثنائية لم تفكر في مغادرة وطنها , وقالت بحزم :" لم أفكر إطلاقا ولن أستطيع أن أفكر بمغادرتها رغم الفُرص الكثيرة التي جاءتني لأن مُعظم عائلتي والمقربين مني أصبحو في الخارج ".

وأضافت:" والانفجارات المتتالية التي عشتها شكلوا لدي صدمة نفسية تعبت منها فسافرت إلى بيروت حيث يقطن ابني وبقيت فترة بسيطة جدا ولكن لم أستطع أن أبقى هناك فعُدت فوراً .. صعب جدا أن أترك سوريا فروحي مُعلقة فيها ".

ولمدينة "دمشق" حكاية أخرى مع ليلى :" حين أُغادرها لمكان آخر في سوريا أشعر كأني مثل السمكة التي تخرج من الماء فأنا أحب هذه البلاد بطريقة مرضية ومؤلمة خاصة في ظل الأزمة .. مستحيل أن أتركها حتى لو مُت بها".

واستطردت :" ورغم كل الخوف ورغم أن وضعنا أصبح "قد نعود وقد لا نعود" إلا أنني لن أتركها و"لو على الموت" .

لديهم ظروفهم .. وسيعودوا

وكان من البديهي أن نسألها عن رأيها فيمن قام بالمغادرة , فأجابت ليلى:" أنا أجد مبررا لكل الناس .. أنا لا أعلم لماذا غادروا وكيف فكروا ربما وجدوا أن هذا الأفضل لهم , وربما لا يستطيعوا تحمل ما نتحمله نحن لأن قدرة التحمل تتفاوت بين الناس ".

وأضافت:" أنا أعتقد أننا لا نساوي شيئا بدون سوريا سواء أنا أو غيري من الفنانين , فالذي قدمته سوريا لنا شيء كبير ومهم ولكني لا أعلم ظروف اللذين غادروا ولا أستطيع أن أحكم عليهم وأتوقع أن يعودوا جميعهم لأن من يعيش في سوريا ويعيش بالشام صعب عليه تركها  ولو تركوها سيعودوا وأنا متأكدة من هذا الشيء ".

ربما دعوة أمي

وأكدت سمور خلال حديثها لدنيا الوطن أنها لم تتعرض أبدا للاحتجاز في مطارات بعض الدول العربية مثل ما حدث مع بعض زملائها من الفنانين , وقالت مازحة :" ربما لأن حظي جيد أو أمي داعية لي "

وقالت:" لا أعرف تفاصيل المواقف التي تعرض لها زملائي من الفنانين وحقا لا أعلم لماذا تم احتجازهم ولا أستطيع أن أحكم إلا حين أسمع من الطرفين وربما تكون مجرد"مُلاسنة" بينهم وبين أشخاص آخرين ".

هؤلاء الأقرب لقلبي

ووصفت ليلى علاقتها بالممثلات الأُخريات بالـ"جميلة" وقالت :" أنا أحبهن جميعا وأعمل معهم بمتعة .. فعلاقتنا جميلة جدا أثناء اجتماعنا في التصوير ".

ولكن هناك ممثلة هي الأقرب لها :" أشعر أن هناك تقارب بيني وبين الست منى واصف , فهي قريبة جدا للقلب وصديقة رائعة ولها خصوصية لدي فهي رائعة بكل تفاصيلها ومهما قلت عنها لا أُوفيها حقها .. هيا فنانة مثالية".

واستطردت ليلى حول علاقتها بالوسط:" الممثلين الشباب جميعهم رائعين وأتواصل معهم لكن الأقرب إلى روحي هو بسام كوسا فهو من أصدقائي المقربين وكنت أعرفه قبل دخولي الوسط الفني ".

الشبه بيني وبين مرح جبر

وروت مواقف طريفة حدثت معها بسبب الشبه الذي يجمعها بمواطنتها الممثلة مرح جبر وقالت :" كنت أنا ومرح في أحد الأعمال فأخبرتني بأنها تتعرض لمواقف يسألها الناس "هل أنتي ليلى سمور" .. وأنا أيضا سألتني إحدى الصحافيات من التلفزيون السوري قالت لي : حلو دورك بباب الحارة وكانت تقصد دور مرح جبر حين كانت تمثل دور زوجة أيمن زيدان ".

وأضافت:" أنا أيضا يعتقدني البعض مرح ولا أعرف ماهو سر الشبه الذي يجمعنا".

سر جمالها وجسدها الممشوق

وكان لا بد لنا أن نحصل على سر جمال "ليلى " الذي يزداد مع الأيام , فكشفت لدنيا الوطن:" منذ دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية كنت أحمل دائما "لعبة الباربي" وكنت سمينة قليلا ولم يكن جسدي مُتناسقا وكنت أحلم أن أصبح مثل الدمية التي أحملها".

واستطردت:"  التزمت بالرياضة بشكل متواصل ومنتظم منذ 25 عام حتى الآن , إضافة أنني أشرب الكثير من الماء ولا أشرب الكحول نهائيا ولا أُدخن , ولست "أركض" وراء شيء بالدنيا مثل البعض الذي ينعكس ذلك على وجهه فيتعب ويشيخ قبل أوانه".

وبكل تواضع تجيب سمور عن سؤالنا حول سر جمال عيناها :"  أما عيوني فأنا لا أعتبر نفسي جميلة ربما أنتم تروني هكذا لأنكم تحبوني"

عساف لمس كل الناس

وتحدثت سمور عن برنامج Arab Idol  وقالت :" لم أُتابع البرنامج ولا بأي موسم ولكنني كنت أرى بعض اللقطات لمحمد عساف , هو شاب لديه كاريزما رائعة وكنت أتوقع أن يحصل على اللقب لأن لديه جميع المواصفات التي تجعله يستحقه , وفرحت كثيرا بفوزه فهو حقا قريب من القلب ومثل بلده بشكل ممتاز فقد لمس كل الناس ".

وأضافت :" بنفس الوقت سعيدة الآن كثيرا بفوز حازم الشريف وبكيت حين فاز باللقب , وكل من حصل على اللقب هو سفير بلده للعالم وأعتقد أنهم مثلوا بلادهم بشكل جميل ولديهم مستقبل رائع "

أزمة العلم السوري في Arab Idol

وحول الجدل والشائعات التي طالت حازم الشريف فور فوزه وعدم حمله العلم السوري قالت سمور وهي غاضبة:" كان من المعيب أن يتحدث أحد عن فوز حازم بهذه الطريقة , وبغض النظر عن قصة العلم السوري فيكفي أنه غنى "سوريا" عشرات المرات على مسرح Arab Idol , وعلم سوريا مرفوع على جبين جميع السوريين تحديدا على جبين حازم منذ صعد المسرح لأول مرة وهذا واضح في كل أغانيه وفي لمعة عينيه حين يُغني لسوريا .. سوريا في صوته وطريقته ونبرته ".

وأضافت:"  لا يجوز أن نتحدث عن هذا الشاب السوري الجميل الذي أتى من سوريا العظيمة والمجروحة ورغم ذلك تعطينا موهبة مثل حازم , وكل من تحدث عن حازم بسوء فهو يمثل ذاته , وكان من المفترض أن يكون نجاحه فرحة للجميع وينسيكم كل شيء سلبي .. وشعرت بأن قلبي انجرح حين قرأت ما كُتب عنه فحازم لم يخن بلده .. بل رفعها وعلم سوريا في قلبه ".

وما حدث مع حازم جعل "ليلى" تستذكر ما حدث مع سعيد عقل وصباح فقالت:" عند رحيل هؤلاء العملاقين شعرت بالخزي والعار حين رأيت الكثير من الناس انتظروهم حتى توفوا ليُخرجوا أوراق قديمة لهم وجوانب سلبية من حياتهم ونسوا أن الله قال " اذكروا محاسن موتاكم" فلا يوجد أحد لا يُخطئ فلماذا لا نبرر لبعض ولم لا نرى سوى الجانب السلبي فقط .. فما قدموه شيء لن يتكرر في الفن والجمال والحضارة فلماذا "ننبش" عن الأشياء السيئة؟"

آخر الأعمال في مناطق"الموت"

وكشفت ليلى لدنيا الوطن عن آخر أعمالها فقالت:" أحضر الآن للجزء الثاني من مسلسل الغربال , وأماكن التصوير خطرة تتعرض للقذائف فادعولنا أنه ننفد , ويوجد مسلسل آخر أصوره حاليا اسمه "وعدتني يارفيقي" وهو شبه تتمة لمسلسل " أيام الدراسة" ولكن شخصيتي جديدة فيه وطريفة".

ومن البديهي أن نطرح عليها " كيف تُغامرين بحياتك وتُصرين على التصوير في أماكن خطرة" لتُجيب بكل هدوء:" الإيمان , أنا انسانة مؤمنة بربي بأن لا أحد يموت قبل وقته وأشعر بأن لدي مهامة بالدنيا لم تنته به ومؤمنة بـ"سوريا" ومستعدة أن أبقى فيها حتى الرمق الأخير , وربما تعودنا على هذه الأصوات والقصف والقذائف فذلك قدرنا".

رسالة حب 

ووجهت "ليلى" كلمة لجمهورها عبر دنيا الوطن:" أتمنى أن تكون هذه السنة سنة خير على كل العالم اللي بتحب الخير لبعضها , يارب تكون نهاية أزمة هالوطن الغالي فهو أول حلم وأول أمنية "

وأضافت:" الناس اللي بيحبوني واللي مابيحبوني أتمنى لهم كلهم الخير والسلام.

ماعاد في مجال للحقد والكره وأي شيء سلبي فالدنيا صغيرة وقصيرة ولم يبقى فيها أحد ولو فكرنا قليلا لوجدنا أنه بالمحبة نستطيع أن نصل إلى شيء نريده , وبالطاقة الإيجابية".

وختمت :" أحبكم جميعا ورسالتي لكم " بعرف انك مابتحبني بس بحب أهديك هالوردة" "


 








 

التعليقات