المفسدون في السلطة

المفسدون في السلطة
بقلم: عبدالله عيسى
رئيس التحرير

كان اعلان رفيق النتشة " ابو شاكر " رئيس هيئة مكافحة الفساد برام الله عن ضبط 1800 قضية فساد في وزارة واحدة صدمة كبيرة والحقيقة انني لم اتوقع مثل هذا الرقم المهول ومع هذا هنالك مسالتين اراهما في هذا الاعلان ..ان الوزير هو من ابلغ هيئة مكافحة الفساد عن قضايا الفساد في وزارته وهذا يسجل للوزير ولحكومة رامي الحمد الله .

والمسالة الثانية ان البعض في السلطة ما زال يفكر بان الكشف عن قضايا الفساد من شانه الاضرار بسمعة السلطة محليا وعالميا وهي وجهة نظر خاطئة تقود الى التستر على قضايا الفساد ويرى بان العالم من حولنا اعمى لايرى ولايعرف .

اعلان رفيق النتشة كان في غاية الجرأة والجدية في محاربة الفساد ونشد على ايديه وكل التقدير لهيئة مكافحة الفساد ولرامي الحمدالله الذي اثبت انه يحارب الفساد بلا هوادة بتوجيهات الرئيس ابو مازن .

لايوجد أي دولة في العالم نهضت من كبوتها الا بعد محاربة جدية للفساد واعود لمثال سنغافورة انه عندما قرر رئيس وزارء سنغافورة ان تنهض بلاده من الفقر والجهل والضياع في الستينات بدا بمحاربة للفساد بلاهوادة واعتقلت الاجهزة المختصة اكثر من 5000 موظف حكومي بمراتب وظيفية مختلفة وخلال سنوات قليلة انحنى العالم كله احتراما سنغاوفوة التي اصبحت من اغني دول العالم رغم انها لم تكن تمتلك أي موارد طبيعية .

وعندما تضبط هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية 1800 قضية فساد في وزارة واحدة لا نتخيل حجم الاموال التي ستدخل خزينة السلطة وهي التي كانت تتسرب الى جيوب ثلة من الفاسدين  وبهذا الاطار واتوقع لهيئة مكافحة الفساد ان تضبط المزيد من قضايا الفساد في وزارات اخرى.

قبل اسابيع اتصل بي هاتفيا ابو شاكر " رفيق النتشة " واكد على متابعته لمقالاتي حول الفساد وكذلك عدم تهاون هيئة مكافحة الفساد في معالجة أي قضية فساد وعاتبني على مقال قلت فيه ان هيئة مكافحة الفساد لديها سياسة انتقائية وبعد اعلان رفيق النتشة اوجه كل التحية والتقدير لشخص ابو شاكر وكل العاملين في هيئة مكافحة الفساد واعانهم الله على هذا الجهد في معالجة قضايا فساد مهولة .

بقي ملاحظة واحدة اتمنى على هيئة مكافحة الفساد ان تنتهجها وهي المحاكمات العلنية للفاسدين حتى يكون هؤلاء عبرة للآخرين .

 


التعليقات