جميلات لكن قاتلات.. هواية اللعب مع الموت

سلفيت - دنيا الوطن - ذكرى شحادة 
 لكل إنسان على ظهر البسيطة مهنة يمتهنها لتأمين مستلزمات حياته  يقاس خطر كل مهنة بما يتعرض له ممارسوها من مخاطر واحتمالات لا يحمد عقباها ، ويقودنا هذا الأمر للحديث عن أحد أخطر المهن في العالم ، إنها مهنة اصطياد الأفاعي والثعابين التي امتهنها البعض للهواية وامتهنها البعض الآخر لتأمين مصدر رزقه وسبب عيشه مع أن استخدامها كمصدر للرزق لا يلبي الغرض ولا يتناسب مردودها المالي مع ما تكتنفه من خطورة.

وفي الوقت نفسه فان صائدي الأفاعي يعتبرون الأفاعي صديقة لهم وما دامت حياتهم ترتكز عليها فإنها حتماً ستكون أهم شيء فيها وهذا ما ذكره لنا صائد الأفاعي محمود ياسين من محافظة سلفيت.

أثناء زياراتنا للسيد ياسين في وادي المطوي في سلفيت شمال الضفة للاطلاع على تفاصيل حياته مع الأفاعي والثعابين لاحظنا أنه لطيف وديع هادئ لا تبدو عليه القسوة التي من المفترض أن تبدو عليه بسبب تعرضه للخطر الدائم جراء تعقبه لفرائسه والعيش معها.

وحين حاورناه قال: إنني أعمل على التقاط الأفاعي والثعابين منذ أكثر من 19 عاما  حيث أذهب باستمرار إلى الأماكن التي يمكن أن أجد فيها ثعابين أو أفاعي لالتقاطها واتعرف على اشكالها ووجه الاختلاف بين كل نوع منها وكنت اقرا باستمرار الكتب لاعرف الكثير من المعلومات عن طبيعتها ومعرفة كل شيء عنها وخصوصا طرق علاجها واصطيادها.

 والواقع أن ياسين صار مشهورا في منطقته؛ حيث يعتمد عليه كثيرون من المزارعين وأصحاب المنازل عندما يكتشفون وجود أفعى في بيتهم أو حقلهم؛ إذ يباشر بكل جرأة عملية التقاطها وإراحتهم منها ومن خطرها بلا مقابل مادي، بل ما يهمه - كما قال -  يعتبر ذلك إثراء جديدا لخبرته مع الثعابين وهي الخبرة التي تمتد لأكثر من 19عاما.

ويضيف ياسين انه تعرف على اكثر من 42 نوع جديد من الثعابين حتى الآن منها: الحراشف المنشارية ، الصل الاسود ، الابطر الخبيث الذي ليس له علاج ابدا ،  ام جنيب -والتي تعيش في مناطق النقب – الافعى المدرعة ،  الكوبرا المصرية ،  والقرناء وجميعها ثعابين فلسطينية، ويوضح بينما كان يسحب كيس خيش لوضع الأفعى التي اصطادهاا.

ويستعين بمقابض حديدية صنعها بنفسه هو وصديقه، إذ لا مجال لشرائها نظرا لتكلفتها العالية التي تصل إلى 250 دولارا أميركيا للمقبض الواحد.

ويضيف انه عادة ما يطلق الأفاعي بأماكن بعيدة لتفادي التُسبُّب بأي أذى للمواطنين، فالاحتفاظ بها يتطلب وقتا ومالا وهو ما لا يتوفر لديهما.

وحاضر وشارك بورشات عمل وندوات علمية في المدارس والمراكز البحثية عن اصطياد الافاعي وتربيتها والتداوي بسمومها وكيفية مواجهة خطرها ، واشار محمود ياسين أن اصطياد الأفاعي لا يعني قتلها لأن وجودها ضروري لتوازن الطبيعة.

وأن هناك من يصطادها لأخذ المصل المضاد من ُسمّها، إلا أن هذا يحتاج لأدوات وأموال كثيرة  "وهو ما لا يتوفر لدينا". وتفتقر المشافي الفلسطينية للمصل المضاد لسم الأفاعي، وتحصل على حاجتها من الاحتلال الإسرائيلي

وأخيرا نقول إن الأغلبية الساحقة من ثعابين العالم غير سامّة وغير ضارة بل ومفيدة في الكثير من الحالات فهي تقضي على الحوافر والقوارض التي تلحق أضراراً جسيمة بالمحصولات الزراعية ولا سيما القمح.

 أضف إلى ذلك أن الثعابين تعتبر غذاء فاخرا في بعض أنحاء العالم مثلا الصين. ولا بدّ من ذكر المنفعة العظيمة من الثعابين السامة إذ أن سمها يشفي كما أنه يقتل ولذلك تظهر صورة الأفعى على لافتات الصيدليات. 

وبالرغم من سهولة تربية الثعبان في المنازل مقارنة بحيوانات ثديية وطيور فإن الانسان عامة ما زال ينفر من ذلك وقلما يُقبل على مثل هذه الهواية.

التعليقات