شاهد بالفيديو من نقطة الصفر : تهريب الشباب من قطاع غزة إلى إسرائيل عبر الحدود..الداخلية:ليست ظاهرة

شاهد بالفيديو من نقطة الصفر : تهريب الشباب من قطاع غزة إلى إسرائيل عبر الحدود..الداخلية:ليست ظاهرة
غزة- خاص دنيا الوطن _ تقرير يوسف حماد 
تصوير معتصم دياب

تظهر الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة هادئ وادعه، لان خضار الطبيعة ولونها يطغى على كل شيء اثناء سيرك على تخوم الحدود المريبة بصمتها وتحليق طيران الاستطلاع الذي يزيد من غابة الشك والقلق في صدرك.

ولكن عندما تقترب من السياج الفاصل شرق القطاع خاصة مع عودة تفعيل المنطقة العازلة 300 متر تدلف عليك عشرات بل مئات الطلقات من القناصين الاسرائيليين ورشاشتهم، حتى تمنعك من التقدم او اجتياز السياج الفاصل سواء بإطلاقها قربك او بعيدة عنك او في بعض الاحيان تجاهك مباشرة كما حدث مع اول شهيد بعد الحرب وهو محمد حلاوة  والذي قضى بنيران اسرائيلية الاسبوع الماضي، وتقوم السلطات الاسرائيلية بهذا الاجراء حتى تمنع عشرات الفتية والشبان من مواصلة الذهاب تجاه اراضي الخط الاخضر دون جدوى، حيث نجح 12 شخص خلال 96 ساعة بالانسلال الى اسرائيل لمسافة محدودة عبر السياج الفاصل ثم يعتقلوا من قبل الجيش الاسرائيلي ويودعوا الى السجن، ويستوحى من هذا العدد تزايد الهجرة الى السياج القاتل كما يصفه احمد الراعي 19 عاما.

حيث يقول احمد لدنيا الوطن " لقد كنت اريد التهرب الى اسرائيل حتى اسجن هناك وارتاح نفسيا من هم البلد(يقصد غزة المحاصرة من اسرائيل منذ 8 سنوات)، ولكن يبدو ان اقدمي ارتاحت مني بلا رجعه حيث حاولت الذهاب للحدود ولم استمع لنصيحة احد واصبت في قدمي وقطعت وانا اﻻن اندب حظي.

يضيف احمد 19 عاما من جنوب القطاع غزة وهو مسجى على سريره في مشفى ناصر " لم اعتقد ان الامر سيحدث هكذا، لقد شعرت ان الامر سهل واستطيع التوغل بلا خوف وهذا ما لم يحدث وانا الان اعيش اسوء اوقات حياتي بلا قدم وهذا امر فظيع ومزعج للغاية والسيقان الحديدية "البلتين" في قدمي الاخرى.

في حين يقول ربيع 16 عاما من شمال غزة وهو الذي تهرب للحدود مرتين، حيث نجح فيهما باجتياز السياج الفاصل يقول " لقد تهربت مرتين خلال عام واحد الامر ميسر معي، انا حزين لأني عدت الى غزة لقد عشت اوقات سعيدة، حيث الطعام والمكان الهادئ والعمل الجيد مع انه بلا اجر، لقد ذهبت خلسه الى الحدود مع صديقي محمد واجتزنا السياج واستمرينا بالمشي حتى مسافة بعيدة، لكن صديقي شعر بالخوف وتوقف وجلسنا تحت قطعة من الباطون (الخرسان المسلح) حتى ساعات الصباح وكانت اطول فتره انتظار بحياتي حيث مكثنا في البرد القارص والخوف 20 ساعة الى ان حضرت قوة من الجيش الاسرائيلي واعتقلتنا(..) وضعت في مكان يعج بالمتهربين مثلي وكانو نحو ال20 شخص جميعهم من غزة وتم فرزنا، وعندما سألت من الضابط لماذا تريد التهرب قلت " غزة وضعها صعب" ثم قال الضابط اودعوه الى السجن وكان هناك العشرات من الناس، ثم بعدها جئت الى غرف صغيرة بها اسرى يبدو مش من غزة لانهم بحكو مثل ستي (يقصد اللهجة الضفاوية) حيث قال شرطي اسرائيلي بعربية ضعيفة هل تريد العمل في المصنع ام تعلم العبرية فأجبت بالعمل ، وكان المصنع عبارة عنة مكان مغلق لإعادة تصنيع ادوات مطبخية ومنزلية لقد عملت بلا اجر ولكن شعرت اني مفيد في الحياة، في غزة كنت دائم التشاجر مع الجميع ومستاء من نفسي ولكن عندما توضع في بيئة مختلفة تختلف معها، لقد سجنت 3 شهور ثم خرجت وعدت  الي بغزة، لقد كانت ايام لا تنسى، مع ذلك فيها شيء من الجمال لاني اكل طعام لذيذ لا يوجد مثله بغزة، ما جعلني سعيد انني بجوار امي الان فقط، لكن التهرب شيء مخيف ومربع مع انه مشوق".

ربيع فتى فلسطيني انسل من الدراسة بفعل العمل مع اشقائه لإعانة ذويه اصحاب الوضع الميسور.

الطبيب والاخصائي النفسي ايهاب موسى قال لدنيا الوطن " الوضع الحالي صعب المراس على كل الفلسطينيين خاصة الشباب، فإما ان يتجهوا للفصائل والمقاومة واما ان يذهبوا لتناول الترامدول او التهرب الى اسرائيل وهناك اخرين مستمرين في الحياة بحلوها ومرة مع ذلك يوجد فئات تفضل عمل اشياء خطيرة مثل الذهاب للحدود وهو يعلم انه اما سيقتل او يصاب وربما يعتقل، بسبب حلمة وقسوة اﻻوضاع لان الشاب عندنا يدرس ويتخرج ويكون مثله كما الذي يعمل في محل لتنظيف الارضية بلا شهادات ولا يحصل على عمل جيد يعيش اقصى درجات حياته محبط يفكر غي التخلص من هذا الاحباط بأشياء قد نؤدي به الى الموت او الاعتقال، وعندما نتحدث عن عشرات الحالات التي تحاول التهرب فهذا يعني امر خطير لان الذي يسمع حكايات وكأنها مغامرات عن التهرب والعيش بسلام داخل سجن صغير يعتقد انه افضل من غزة للتأثير النفسي للأوضاع المعيشية والحياتية الاقتصادية الراهنة.

في حين أكد الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة اياد البزم : ان وزارته تقوم بخطوات عدة لمنع التهريب عبر الحدود بعدة طرق ووسائل عبر الاجراءات المتاحة.

واضاف البزم في حديث هاتفي لدنيا  الوطن " الداخلية تراقب بكثب الشريط العازل، ولكن بالطبع لا تستطيع منع الجميع من التهرب ولكنها تعمل على ذلك  من خلال زيادة النقاط التي يرابط عليها قوات الشرطة قبل الحدود وعناصر الامن الوطني قرب الحدود.

واكد البزم ان الوزارة تقوم بإعادة بعض الشبان الذين يتم القاء القبض عليهم وارجاعهم قبل التهرب وتأنيبهم ومحاولة تقديم النصح لذويهم.

وزاد البزم  "ان الداخلية نشطت الدورات الشرطية على الحدود وزادتها بصورة اكبر في محاولة للحد من تسلل الشبان والفتية عبر السياج الفاصل".

مبينا "ان هذه الحالة ليست ظاهرة وهي متجددة منذ عقود في قطاع غزة، لذلك من غير المنطقي ان يشار البعض الى انها اصبحت ظاهرة".

 







التعليقات