الاحتفال باختتام الدورة الخامسة من مبادرة "الهام فلسطين" للعام 2014 في جامعة خضوري

الاحتفال باختتام الدورة الخامسة من مبادرة "الهام فلسطين" للعام 2014 في جامعة خضوري
رام الله - دنيا الوطن
احتفل مجلس شركاء الهام فلسطين، اليوم، باختتام الدورة الخامسة من مبادرة "الهام فلسطين 2014"، في جامعة خضوري بطولكرم؛ لتكريم 53 مبادراً تربوياً من المعلمين ومديري المدارس والمرشدين وفرق الصحة المدرسية والطلبة، وذلك برعاية ومشاركة رئيس الوزراء أ.د رامي الحمد الله، ووزيرة التربية والتعليم العالي أ.د خولة الشخشير، ومحافظ طولكرم اللواء د. عبد الله كميل، ورئيس جامعة خضوري أ.د مروان عورتاني، ووكيل الوزارة محمد أبو زيد والوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير في وزارة التربية د. بصري صالح، وغيرهم من
شركاء "إلهام" وعدد من ممثلي المنظمات الدولية والأهلية والطلبة الملهمين والأهالي.

وتضمنت الاحتفالية إعلان فوز 53 مبادرة ؛ نالت 19 منها جائزة دولة فلسطين للابداع والتميز التربوي التي تم تقديمها من مجلس الوزراء الفلسطيني، و34 جائزة تم تقديمها من مؤسسة التربية العالمية على المستوى الوطني ضمن تصنيف (أ. و.ب) وهم من الرياديين التربويين الذين رشحوا لهذا العام.

وأشاد الحمد الله بالمبادرين التربويين الملهمين، من كافة محافظات الوطن، قائلاً : "بعدَ أن أصبحَ إلهام فلسطين جزءاً أصيلاً وراسخاً في ثقافتهم وفي ثقافة المجتمع التربوي، رغم حالة الضيق وشح الإمكانات التي يعانيها شعبنا وما يسببه الاحتلال، وبذلك نرد عليه بالتمسك بالعلم والتعلم لنري العالم أجمع أن شعبَنا ليس فقط صابراً، بل هو أيضاً مبدعٌ ومُلهم".

وأردف الحمد الله : "إنّ الهدفَ التعليمي المباشر لنا كحكومة يتمثلُ في تحسين نوعية التعليم وربطِه بحاجاتِنا للتنمية، وكذلك تمكين المواطن من الانخراط في مجال المعرفة، والإبداع، والتفاعل بإيجابية مع التطور العلمي والتكنولوجي، والقدرة
على المنافسة، وتوفير التعليم للجميع في ظلِّ بيئة تعليمية موائمة للنشأة السوية للطفل، وتطوير قدرات المعلمين وكفاءاتهم وفق المعايير المهنية التي وضعتها هيئة تطوير مهنة التعليم في وزارة التربية والتعليم العالي، والارتقاء بالأداء المؤسسي ورفع الكفاءة التنافسية، لتمكّن الجميع من الانخراط في بناء الوطن واستقلاله وتقدمه، في ظلّ الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

وأكد أن ممارسات الاحتلال بحق الأطفال والطلبة تشكل انتهاكاً صارخاً وواضحاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولاتفاقية حقوق الطفل، حيث ان الاحتلال ينتهكُ يومياً المدارس، ودمّر العديدَ منها خلالَ عدوانِه الأخير على المحافظات الجنوبية، ويقتلُ الأطفال ويعتقلُهم وهم يحملون حقائبهم، الأمر الذي يضاعف من
مسؤوليات حكومةِ الوفاق الوطني، ويؤكد على ضرورة ديمومة تقديم الدعم من أجلِتحسينِ نوعيةِ التعليم ورعاية أصحاب المواهب والأفكار المبدعة.

وأشار الحمد الله إلى أن برنامجَ إلهام فلسطين يعد مثالاً للشراكة الناجحة مابين القطاعين الحكومي والخاص والأهلي، بين مؤسسة التربية العالمية ووزارتيالتربية والصحة ووكالة الغوث، باعتبار أن العلاقة بين الشركاء تتسم بالتكاملية، مباركاً باسم الحكومة هذه الشراكة ومجدداً استعداده لتقديمِ كل ما يدعم هذه الشراكة، خاصة ما تم تجسيده من خلال جائزة الدولة للإبداع والتميز.

بدورها، أكدت الوزيرة الشخشير أن هذه المبادرات الملهمة لهذا العام تأتي منسجمة مع الغايات والأهداف التربوية والحرص الذي توليه الوزارة في سبيل دعم الإبداعات وصقل المواهب المتميزة، لافتةً إلى انها تشكل ظاهرة تربوية تزخر بها كافة مدارسنا، حيث ترتكز على التميز والإبداع والريادة؛ وتعد عاملاً يشجع على
التنافس بين مديري المدارس والمعلمين؛ بهدف الوصول إلى بيئة مدرسية صحية سليمة.

وأشارت إلى دورات "إلهام فلسطين" التي وصفتها بالثروة التربوية المميزة التي تحققت من خلال الشراكة الفاعلة، و تجسيد التوجه نحو تحقيق اندماج فعال ومستدام للمبادراتِ في النظام التربوي، لافتةً إلى النجاح الذي تحقق عبر إحداث نقلة نوعية في الشراكةِ بينَ مؤسسة التربية العالمية ووزارة التربية في هذه الدورة الخامسة، والتي تمثلت في إدماج برنامج "إلهام فلسطين" في خطط واستراتيجيات الوزارة.

وأردفت في هذا السياق قائلةً: إن المبادرة الملهمة التي نكرّمُ أصحابَها اليوم، هي من أصل 1169 طلب ترشح وصلتنا في الدورة الخامسة، وبعد مرورِ هذا الكم من طلبات الترشح في ثلاث عمليات تقييم، كانت النتيجةُ وهو الرقم القياسي الذي لم تبلغه أيّة دورةٍ سابقة، فتأهلت 19 مبادرةً ملهمة على مستوى جائزة
الدولة للإبداع والتميز، و15 مبادرة على المستوى الوطني (أ)، و19 مبادرة على المستوى الوطني (ب)".

وأعربت عن شكرها وتقديرها لرئيس الوزراء لرعايته جوائزَ المبادرين على مستوىجائزة الدولة للإبداع والتميز، موضحةً أن هذه الرعاية أصبحت عرفاً تكريمياًيستحق الشكر؛ الأمر الذي ترك أثراً طيباً في نفوس المبادرين، كما شكرت مؤسسة التربية العالمية التي قامت برعاية الجوائز على المستوى الوطني، كذلك الشكر لكافة الشركاء واللجنة التوجيهية وفريق إلهام فلسطين ومديري التربية والمناطق التعليمية، ومنسقي إلهام فلسطين والمقيِّمين في المراحل المختلفة.

من جانبه رحب رئيس جامعة فلسطين التقنية بالحضور والمشاركين الفائزين من مدارس فلسطين في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة قائلا: "نحتفل بتكريم معلمين، وطلبة، ومرشدين تربويين، ومديري مدارس قد بادروا بدافع ذاتي عميق ليجعلوا من مدارسنا مكانا أفضل" .

وشكر د.عورتاني دولة رئيس الوزراء على رعايته ودعمه الثابت لإلهام فلسطين عبر حضوره الشخصي لهذه الاحتفالية وبتقديمه لجوائز دولة فلسطين للإبداع التربوي والتي تحتضنها إلهام فلسطين : قائلاً: إن تبني دولتكم للمبادرين الملهمين سيكون له بالغ الأثر في شرعنة وتجذير وتحفيز ثقافة الإبداع والرياده في أوساط
المجتمع التربوي في فلسطين وتعزيز الإيمان والثقة بقدراتنا الذاتية.

كما شكر د.عورتاني محافظ محافظة طولكرم مؤسساتها،ورموزها ،والقوى الوطنية فيها ومجلس شركاء إلهام ؛ وزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة الصحة، ووكالة الغوث وطواقم إلهام المحلية والوطنية والمكتب التنفيذي المشترك للإلهام
ومؤسسة التربية العالمية ممثلة برئيس مجلس إدارتها السيد ريمون جوريس.

وبين العورتاني إن استضافة الجامعة لهذه الإحتفالية للعام الثاني على التوالي يأتي تجسيدا لالتزامها الثابت بأن تكون حاضنة ورافعة لكل المبادرات الوطنية الريادية الخلاقة التي تساهم في البناء المعرفي والتربوي والتقني للمجتمع الفلسطيني وفي تعزيز دعائم دولته العتيدة، ويأتي انطلاقا من يمان الجامعة بان لها دور ريادي ووطني في الإسهام في تنمية المجتمع الفلسطيني من خلال خططها، وبرامجها، وفعالياتها، وكادرها، كما تأتي تعبيرا أخر عن إلتزام الجامعة بجعل الإبداع والريادة قيما وثقافة وممارسة توجها إستراتيجيا يتخلل مختلف مناحي العمل الجامعي.

وفي سياق تعزيز الريادة والإبداع أوضح د.عورتاني أن الجامعة عمدت إلى إنشاء مركز الابتكار في التعليم ، والذي ينظم مؤتمره الانطلاقي يوم الأحد القادم ، بمشاركة لفيف من الخبراء من مختلف الجامعات الفلسطينية ونخبة من الخبراء المرموقين على المستوى العالمي، بمن فيهم الرئيس التنفيذي لكمون ويلث التعليم
والذي يضم حوالي الأربعين دولة من العالم ، والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإبداع والتربية والثقافة في المملكة المتحدة، والمدير العام للمعهد الأوروبي للتربية.

وشدد د.عورتاني على ضرورة وضع التنمية المعرفية والبشرية على رأس سلم الأوليات في خطط التنمية الوطنية وذلك باعتبار أن الإنسان هو رأس مال فلسطين ومخزونها الاستراتيجي والرافعة الأساسية لدحر الاحتلال وإقامة الدولة العتيدة وبناء اقتصاد ومجتمع المعرفة، والعائد على الاستثمار في حاضر أجيالنا املاً في أسعادة الشعب الفلسطيني الميزة التنافسية التي فاخرنا بها القاصي والداني لسنوات خلت.
 
وأردف د.عورتاني أن إلهام فلسطين يسعى إلى المساهمة في تطوير البيئة التعلمية التربوية لأطفال فلسطين لتغدو أكثر مواءمة لنموهم المتكامل ، وأكثر تحفيزا على استنهاض الكامن من قدراتهم وملكاتهم وهو يرتكز إلى نهج تربوي شمولي يدرك أولا
خصوصية الطالب وتكوينه الفريد، ويرى الطالب كله – وليس عقله فقط – في قلب العملية التعلمية ،كما يرى البيئة المدرسية كلها- أساليبً ومناخا وعلاقات وسلوكيات وثقافة- مؤثرات حيوية في بناء وتدعيم شخصية الطفل بأبعادها المختلفة.

وأشاد د.عورتاني بمشاركات الهام فلسطين من قطاع عزة وفوزهم ب9 مبادرات من مختلف المحاور رغم ظروف الحصار والحرب المسعورة الذي شنتها قوات الاحتلال الاسرائلية على اهلنا في قطاع غزة، بمدارسها ومخيماتها واتت على كل ما فيها.

و بين أن الدورة الخامسة شهدت نقلة نوعية في هذا المجال، تمثلت في تبوء كادر الوزارة، والوكالة، والصحة، دورا رئيسا وفعالا في الإدارة التنفيذية لمختلف مراحل العمل، معرباً عن أمله أن يشهد المستقبل مزيدا من اللحمة والتكاملية بما يصون ألق إلهام وزخمه من جهة ويوفر له مقومات الاستدامة من جهة أخرى.

من جانبه، قدم د. صالح عرضاً أشار فيه إلى منطلقات العمل للجنة التوجيهية "لإلهام فلسطين" ومهامها، مستعرضاً في السياق ذاته، مسيرة "إلهام" في دورتها الخامسة للعام 2014 من حيث مراحلها والترشيح للمبادرات وتقييمها بشكل أولي ونهائي وغيرها من الجوانب المتعلقة بالاجتماعات واللقاءات التي تم عقدها لإقرار المبادرات الفائزة.

وقدم د. صالح شكره لكل من أسهم في إنجاح هذه الدورة، مشيداً بالجهود التي بذلتها فرق "إلهام فلسطين" والتي جسدت التفاعل والاهتمام بالأفكار المبدعة والملهمة.

ونيابة عن المبادرين، استهلت المبادرة عالية أبو ظهير كلمتها قائلةً: "لي الشرفُ وأنا لاجئةٌ فلسطينية قادمة من أعماق المخيم، تختزن في قلبِها الأملَ بالعودة ، وبناء الحلم الفلسطيني، أن أمثِّل مدرستي الصغيرة "نابلس الأساسية المختلطة" وأن أمثِّل المبادرين المبدعين الملهمين في مدارس القطاع الحكومي ووكالة الغوث والمدارس الأهلية والخاصة، لنعلنَ للعالمِ أجمع أننا شعبٌ واحدٌ موحد، وإن اختلفت الجهات المشرفة على التعليم وتربية أبنائنا".

وأكدت أن مبادرات ىهذا العام جاءت متناغمة مع رؤيا مؤسسة الهام فلسطين ورسالتها التي تؤكد على العمل "معا نحو بيئة تربوية لطفولة سوية"، والتي تسعى إلى تشجيع روح التميز والإبداع لدى الطلبة، ومديري المدارس ومديراتها ومعلميها
ومعلماتها ومرشديها ومرشداتها؛ ما ينعكسُ إيجابياً على صقل شخصياتِ الطلبةِ وتنمية مواهبِهم.

وفي ختام الحفل، تم تكريم أصحاب المبادرات الملهمة، كما تم تكريم شركاء إلهام فلسطين.








التعليقات