تيار بناء الدولة السورية يرحب بالمبادرة الروسية بشأن تحسين أوضاع سوريا

رام الله - دنيا الوطن
يرحب تيار بناء الدولة السورية بجميع التحركات السياسية والمبادرات الجدية الهادفة لبناء حل سياسي للأزمة السورية، وفي هذا الإطار يرحب بالتحركات السياسية التي تقوم بها الحكومة الروسية في سبيل خلق مناخ مناسب لصناعة حل سياسي للأزمة السورية، خصوصا أنها تأتي في وجود خطر "داعش" الذي يهدد الهوية والوجود السوري كاملاً، وأنها شملت عددا من أطراف المعارضة والدول الاقليمية بالإضافة للسلطة السورية.

إن الخطر غير المسبوق الذي يمثله تنظيم "داعش"، يستدعي من جميع القوى والشخصيات السورية العمل لبناء توافقات وطنية، والمساهمة الإيجابية في أي مبادرة جدية أو تقويم مسارها، إن اقتضى الأمر، حتى ولوكانت صادرة من أحد أطراف الصراع، طالما تهدف إلى حل الأزمة السورية التي أنتجت "داعش" وغيرها من المخاطر الأخرى.

هذه المبادرة يجب أن تكون قائمة على أساس مصالح السوريين في حماية وجودهم وهويتهم وذلك من خلال: الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وبناء الدولة الديمقراطية العادلة، وإطلاق الحريات والمعتقلين السياسيين، والحفاظ على مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسة العسكرية، ومحاربة الإرهاب بكل الطرق السياسية والثقافية والعسكرية.

بالتالي ، فإن دعم المبادرة الروسية ونجاحها رهن بتوجهها لتحقيق هذه المبادئ، وبأن تحمل أفكاراً جدية وجديدة تمثل تغييراً في موقف روسيا حتى تستطيع استقطاب أطراف جديدة من المعارضة ومن السوريين، والعمل على خلق مسار تفاوضي جاد بين هذه الأطراف والسلطة السورية وبمشاركة الدول الاقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية وبضمانتها.

يكون التفاوض لتشكيل سلطة وطنية ائتلافية جامعة بموجب إعلان دستوري، يمكن أن تكون عبارة عن حكومة ائتلافية تحكم البلاد في مرحلة محدودة، تضم شخصيات من السلطة والمعارضة ومن الشخصيات العامة، يرأسها شخصية معارضة قيادية، يتم تقاسم الصلاحيات فيها بشكل متوازن بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة مجتمعة، بحيث لا يكون في مقدور أي طرف أن ينقلب على الأطراف الأخرى، وذلك باعتماد إجراءات تضمن ذلك ، لتنتهي هذه المرحلة بإجراء انتخابات نيابية ورئاسية، بإشراف دولي.

هذه السلطة الائتلافية هي شرط لازم لمحاربة "داعش" ومواجهة المخاطر الأخرى، فحيث أنه لايمكن لطرف سوري واحد ضمن الصراع القائم أن يواجه داعش لوحده، لذا لابد من سلطة يشعر جميع السوريين ومكوناتهم أنهم ممثلون فيها، وأنها سلطتهم الوطنية الحقيقية، وذلك لكي يكون في مقدورها توحيد جميع القوات المسلحة كجيش وطني لجميع السوريين.

إن ما آلت إليه الأوضاع في سوريا، والخطر المحدق بها، يقتضي من الجميع، سلطة ومعارضة ومنظمات مجتمع مدني ومستقلين وكل سوري، التعامل بمسؤولية مع كل مبادرة يمكنها أن تنهي النزاع العدمي وتساهم في الحفاظ على الكيان السوري وتبني دولة المساواة والعدالة.

 

التعليقات