المطالبة بعقد مؤتمر وطنيّ لترتيب البيت الفلسطينيّ في لبنان

المطالبة بعقد مؤتمر وطنيّ لترتيب البيت الفلسطينيّ في لبنان
رام الله - دنيا الوطن
بحث ممثلو بعض الفصائل الفلسطينيّة والجمعيّات الأهليّة الفلسطينيّة وباحثون مستقلون وناشطون في لبنان التحدّيات والمخاطر والفرص بعد العداون الإسرائيليّ الأخير على قطاع غزّة، وتناولوا دور منظّمة التحرير الفلسطينيّة إزاء الشتات بشكل عام، والفلسطينيين في لبنان بشكل خاص، ودورهم في إحياء القضيّة الفلسطينيّة وتجسيدها، وفي إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير وتفعيلها.  وأكدوا على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنيّة وإنهاء الانقسام باعتبارها أولويّة قصوى وليست مجرد خيار من الخيارات، وعلى أهميّة عقد الإطار القيادي المؤقت، وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينيّة، لما تشكله من ضرورة وطنيّة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإحياء المشروع الوطني، وما يعنيه ذلك من التمسك بالحقوق والأهداف الفلسطينيّة، وخصوصًا حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بإقامة الدولة الفلسطينيّة وإنجاز الاستقلال الوطني وحقّه في عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها.

جاء ذلك خلال ندوة علميّة في قصر "الأنيسكو" في بيروت حول التحديات والمخاطر والفرص بعد العدوان على غزة، نظّمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجيّة "مسارات" بالشراكة مع مبادرة إدارة الأزمات الفنلنديّة (CMI) وبالتعاون مع مركز "عائدون".  وتأتي هذه الندوة في سياق تطبيق برنامج دعم وتطوير مسار المصالحة الوطنيّ، وضمن سلسلة من الندوات التي عقدت في مختلف أماكن تجمعات الشعب الفلسطيني؛ من أجل الحوار حول التحديات والمخاطر والفرص ما بعد العدوان على غزة، وإثارة حوارات فلسطينيّة متعددة لبلورة أفكار في شأن تطورات القضيّة الفلسطينيّة والمشكلات اليوميّة للفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم، داخل الوطن المحتل وخارجه.

وأوصى المشاركون بعقد مؤتمر وطني للفلسطينيين في لبنان من أجل وضع خطة عمل تنظم البيت الفلسطيني داخل لبنان، لجهة العلاقات الفلسطينيّة – الفلسطينيّة  من خلال معالجة مشكلة المرجعيات الفلسطينيّة هناك، والعلاقات الفلسطينيّة – اللبنانيّة من خلال حفظ الحقوق المدنيّة للاجئين، ويكون من نتاج هذا المؤتمر بلورة وجهة نظرة فلسطينيّة شاملة حول المشكلات والحلول المطلوبة وكيفيّة تفعيل دور فلسطينيي لبنان في إطار المنظمة.

وطالبوا بحماية حق العودة من خلال مواجهة التهجير والتوطين وتفعيل دور الشباب في الشتات، وإلى تفعيل دور دائرة شؤون اللاجئين في المنظمة لتتحمل المسؤوليّة عن اللاجئين وتلبية احتياجاتهم وتخفيف همومهم.

كما دعوا إلى عدم تغييب الشعب من خلال تفعيل الأطر والمؤسسات الشعبيّة عبر الانتخابات إذا أمكن، وبشكل توافقي في حال تعذر إجراء الانتخابات، وعبر تفعيل دور المجتمع الأهلي وتشجيع الشباب ودعمهم؛ وإلى المحافظة على الوجود الفلسطيني في لبنان ودعم سبل الحياة، والعمل على تشكيل لجان شعبيّة للمخيمات تتابع شؤون الناس، وإبرام اتفاق مع الحكومة اللبنانيّة لتنظيم الوجود الفلسطيني ولحماية المخيمات وتجنيبها الدخول في صراعات أو محاور أو إيواء خارجين عن القانون، ورعاية اللاجئين الفلسطينين النازحين من سوريا، إضافة إلى تحسين الحياة من خلال التنمية البشريّة والاقتصاديّة، وتحسين خدمات الأونروا والتعليم والصحة، والحصول على الوظائف.

وطالب المشاركون بالإسراع في عقد الإطار القيادي المؤقت وتعزيزه بممثلين عن الشتات والمرأة والشباب لمواجهة ما تتعرض له القضيّة من مخاطر، والعمل على إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني من خلال إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير، وإجراء انتخابات على قاعدة التمثيل النسي ما أمكن ذلك بدلًا من المحاصصة.  كما أكدوا على أهميّة توحيد النضال الفلسطيني من خلال تشكيل جبهة مقاومة موحدة في قطاع غزة، ومقاومة شعبيّة شاملة في الضفة، وخوض معارك ديبلوماسيّة لعزل إسرائيل وتقديم قادتها إلى محكمة الجنايات الدوليّة بعد الانضمام إليها.

كما تطرقت الندوة إلى التطورات السياسيّة ما بعد العدوان على غزة والفرص المتاحة أمام الفلسطينيين لتحقيق وحدتهم من جانب، ومواجهة مأزق المشروع الوطني من جانب آخر، من خلال طرح آليات تساعد على حماية ونصرة القضيّة الفلسطينيّة وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة. 

وناقش المشاركون التحولات العربيّة والإقليميّة والدوليّة، وتأثيرها على الانقسام الداخلي، ولا سيما بين "فتح" و"حماس"، وانعكاس ذلك كله على مستقبل الشعب الفلسطيني، خصوصًا اللاجئين في دول الشتات وفي مقدمها لبنان وسوريا.  وأكدوا على أهميّة النأي بالنفس والابتعاد عن التجاذبات، كون القضيّة الفلسطينيّة قضيّةً عادلةً وقادرةً على توحيد الجميع.

وأشاروا إلى أهميّة بلورة برنامج وطني يحدد أشكال النضال المناسبة لكل تجمع، ويأخذ بعين الاعتبار المستجدات على الساحة الفلسطينيّة، خصوصًا بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وتقديم المقاومة لنموذج بطولي في صد العدوان، وفي ظل الهبات المتواصلة في القدس ومناطق الضفة الغربيّة وأراضي 48 تنديدًا بالإجراءات الاحتلاليّة الاستيطانيّة العنصريّة التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وضد الاستيطان والعدوان على غزة ونصرة للأسرى.

ومن التوصيات الأخرى التي خلصت إليها الندوة: تنظيم حملة دوليّة جادة من أجل إطلاق سراح الأسرى، وتشكيل لجنة موحدة للحركة الأسيرة؛ وصياغة برنامج موحد للأمن الفلسطيني في الشتات، وعدم الدخول في أي صراعات في الدولة التي يقيم فيها اللاجئون، والنأي عند دعم أحد الأطراف ضد طرف؛ إضافة إلى إعادة تشكيل الوفد الفلسطيني لمعالجة أوضاع مخيم اليرموك وتحديد مسؤولياته للتخفيف من معاناة اللاجئين.

التعليقات