أحاديث الأمريكان في عيد الشكر

أحاديث الأمريكان في عيد الشكر
بقلم / المهندس نهاد الخطيب                                           

مهندس وباحث في العلاقات الدولية

وأنا أبحث في النيويورك تايمز عن النص الكامل لمقال الناشطان الفلسطينيان علاء الترتير وصابرين عمروف العاملين بشبكة السياسة الفلسطينية وهي بعنوان "القمع من الباطن في الضفة الغربية وقطاع غزة

"" Subcontracting Repression in the West Bank and Gaza  Strip   

وهو يتحدث عن طبيعة العلاقة بين أجهزة الأمن الفلسطينية ونظيرتها الإسرائيلية ويشير الى أن أجهزة الأمن الفلسطينية تعمل بالوكالة عن الأجهزة الإسرائيلية ويصل الى خلاصات مفيدة لصانع القرار الفلسطيني , صادفت مقالة للصحفي الأمريكي توماس فريدمان بعنوان

"  News Drumsticks " وهي منشوره بتاريخ 25 نوفمبر  2014وهو يتحدث عن أحاديث الأسر الأمريكية على مائدة العشاء في عيد الشكر والتي يكون فيها الطبق الرئيس هو الديك الرومي المشوي  أو بالدارجة الفلسطينية الحبش وهو يقدم للأمريكان الذين لا يجدون أخبار  للحديث عنها مجموعة من المواضيع لمضغها كأفخاد الدجاج  ويبدأ بموضوع المشروع النووي الإيراني كالمقبلات التي نتناولها في بداية الأكل ويشير الى المخاطر البيئية المقترنه به رغم اقراره  بحاجة ايران الى الطاقة النووية على الأقل لتحلية المياه في ظل النموالسكاني عالي الوتيرة ومن ثم يتناول عدد سكان العالم الذي يبلغ 7.2 مليار نسمة وسيصل الى 12.3 مليار بحلول العام 2100 فإذا كان النظام البيئي الذي يزودنا بالماء النظيف والهواء النقي مجهدا مع 7.2 مليار نسمة  قكيف يكون حاله مع 12.3 مليار  ويعرج على الوضع الاسرائيلي وتحديدا الى صرخة الرئيس الاسرائيلي بأن العنصرية ضد العرب في اسرائيل اتخذت شكلا وبائيا وأن المجتمع الاسرائيلي مريض وبحاجة الى علاج وفي نفس السياق يقتبس توماس فريدمان عن رئيس الموساد السابق شبتاي شافيت قلقه على مستقبل المشروع الصهيوني وعن الكتلة الحرجة للتهديدات ضد اليهود في نفس الوقت الذي تعاني فيه الحكومة من العمى والشلل السياسي والاستراتيجي وكذلك يتحدث شافيت عن العجرفة والغطرسة وقليل من التفكير الخلاصي المسيحى الذي  يدفعهم  باتجاه الحرب المقدسة  , ويستطرد "هذا الجناح اليميني بعماه وغباؤه يدفع بأمة اسرائيل الى الموقف غير المشرف – الأمة التي تسكن وحيدة ولا تحسب مع الأمم-  اققتباس من التوراه " ويخلص شافيت الى أن على اسرائيل ان تبادر الى السلام على أساس المبادرة العربية ، سلام كامل مقابل انسحاب كامل ويشير  فريدمان ايضا الى مقال للصحفي الاسرائيلي أوري نير الذي  يتهم المجتمع العربي بالفساد الذي يصفق لقتلة المصلين الاسرائيليين في الكنيس في القدس الغربية وأن العرب لا يمتلكون قادة لديهم النزاهة الكافية للاعتراف بمرض مجتمعهم مثل رئيس اسرائيل والى أن الاسرائليين والفلسطينيين فقدوا القدرة على الحلم وحتى على تخيل وضع أخر ويقول حتى لو انتهى الاحتلال غدا فإن الشعوب بحاجة الى سنوات لكي تشفى وينهي فريدمان مقالته بالحديث عن أعمال الشغب العنصرية في فيرغسون ويدعو الى التسامح والتغلب على أحاسيس عدم الثقة بين الأمريكيين ويدعو الى علاج الصدع العنصري في المجتمع الأمريكي عندهم استلهاما بالرواد الذي تصدوا الى الحالة العنصرية في المجتمع الأمريكي .

ويعتبر فريدمان مرجعية سياسية وثقافية للنخبة من الساسة الأمريكان في قضايا السياسة الخارجية  وخصوصا القضايا العربية وينظر اليه كوريث لهنري كيسنجر في هذا المجال ، وأنتم أيها الفلسطينيون هل علمتم عن ماذا يتحدث الأمريكان حول موائدهم في عيد الشكر يرحمكم الله.

التعليقات