في غزة.. الطفلتان سجى ويارا تطردان الحرب بالعزف على "الجيتار والقانون"

رام الله - دنيا الوطن - عمر فروانة
 "من شدة صوت الانفجارات حولنا قطع أحد أوتار آلة الجيتار, فارتبكت", تقول  الطفلة سجى قدادة (9 أعوام)، التي باغتها قصف آلة الحرب الإسرائيلية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، بينما كانت تعزف على آلة العزف المفضلة لديها "الجيتار"، في محاولة لسماع صوت أعلى من صوت القصف والدمار.

سجى تعزف "الجيتار" وتدرس في عامها الأول بمعهد "إدوارد سعيد" للموسيقى, وتعيش مع عائلتها المكونة من سبعة أفراد بمعسكر الشاطئ القريب من البحر, وفي العدوان لم تنقطع أصوات الانفجارات المتكررة، كما لم ينقطع القصف الذي  كان يسمع  بين الفينة والأخرى, مشكلًا حالة من الخوف والهلع في صفوف الأطفال الأبرياء.
تقول سجى لـــ وطن للأنباء: كنت أعزف مع شقيقتي يارا على الآلة الموسيقية والخوف ينتابنا، لكننا نحاول العزف للتغلب  على الأصوات المرعبة, التي كانت مصدر قلق وإزعاج لنا.
وتطمح الطفلة سجى أن تصبح عازفة "جيتار" غربي محترفة, لكي توصل إلى العالم رسالة بأن "على أرض فلسطين معاناة يعيشها الأطفال الأبرياء" وفق ما تقول لــ وطن للأنباء، وهي التي عاشت ثلاثة حروب, وشاهدت ما حل بأرض غزة من قصف وحصار قضى على مجمل ما يحلم به أهلها، وهو العيش بأمن وسلام.
من جهتها، تقول شقيقتها يارا (13 عامًا), التي تعزف على آلة القانون ودرست الموسيقى في معهد "إدوارد سعيد" في عامها الثاني: كنت أعزف أثناء الحرب حتى لا تشعر شقيقاتي بالخوف, وحتى أقوم بتسليتهن, وأنزع من قلوبهن الصدمات النفسية.
وتمنت يارا أن يُرفع الحصار عن القطاع, وتخرج تلك المواهب التي ظهرت على أرض عانت من ويلات الحروب.
وقال والد الطفلتين أمين قدادة (48 عامًا), لــ وطن للانباء، إنه كان "يحفز أطفاله خلال العدوان على ترفيه أنفسهم"، مشيرًا إلى أنه حاول قدر المستطاع أن ينزع الخوف والألم من قلوبهم, ويُشعرهم  بالاستقرار, من خلال مشاركتهم الغناء.

وأضاف أن "الاحتلال يحارب المواهب الفنية الفلسطينية, إلى جانب حربه العسكرية, حتى يتم طمس تلك المواهب لدى الأطفال, الذين يحاولون الوصول للعالم, وتمثيل فلسطين في الخارج".

وتساءل قدادة "لماذا يعيش الطفل في غزة أجواء الحرب؟", مردفًا: الأطفال يجب أن ينعموا بالأمن كغيرهم من أطفال العالم.
وعبر عن ولعه الكبير بالموسيقى, التي كانت أمنية حياته, مشيرًا إلى أن طفلتيه يارا وسجى بدأن بتحقيق حلمه.

وقال قدادة إن "الثقافة العربية مقتصرة على بعض العلوم مثل الطب والهندسة, لكن يجب أن تشمل أيضًا العلوم الأخرى الحديثة كالموسيقى والرياضة, لما تحمله من إبداعات لدى الأطفال"؛ فالفارق بين الحلم والحقيقة "بسيط للغاية، والفارق بين الحلم والكابوس مزعج, والحديث عن مخاوف الأطفال التي باتت تصيبهم من أي صوت، حتى لو كان صوت الرعد، وهذا الاستطراد والتداخل في أشكال الرعب هو أسوأ تبعات الحرب" وفق قوله.

ووجه رسالة إلى كل الآباء والمسؤولين والعالم بأن "على أرض غزة أطفال موهوبون"، مطالبا بتقديم الدعم المعنوي والمادي لهم, سواء في المجالات الرياضية أو الفنية، لأنها تخفف من الخوف والقلق لديهم.

التعليقات