مزارعو الضفة يطالبون بسياسات أكثر دعما لقطاع الزيت والزيتون

مزارعو الضفة يطالبون بسياسات أكثر دعما لقطاع الزيت والزيتون
رام الله - دنيا الوطن
– نظمت جمعية الاغاثة الزراعية بالتعاون مع أوكسفام البريطانية يوم أمس لقاء تشاوريا مع مزارعي الزيتون في الضفة الغربية، وذلك بمشاركة نحو 350 مزارعا وممثلا عن الجمعيات التعاونية الزراعية والتجمعات القاعدية الزراعية.

 ويأتي هذا النشاط في اطار برنامجي "الذهب الاخضر الفلسطيني من المنتجين  الى المستهلكين" و "من الحقل الى السوق".

وجاء ذلك بحضور مدير عام مؤسسة الاغاثة الزراعية خليل شيحة، وكيل وزارة الزراعة د. زكريا سلاودة و مدير عام مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني فياض فياض وممثل مؤسسة اوكسفام محمد صوافطة و المؤسسات الشريكية في البرنامجين : مركز أبحاث الاراضي ومؤسسة بال تريد، ومنتدى سيدات الاعمال، المركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية و مركز التجارة العادلة في جامعة بيت لحم وعشرات من ممثلي الهيئات المحلية والجمعيات التعاونية الزراعية في الضفة الغربية فضلا عن عشرات من المتطوعين والمتطوعات.

ورحب السيد فياض فياض بالحضور و قدم موضوع اللقاء التشاوري ومن ثم ألقى د. زكريا سلاودة كلمة وزارة الزراعة ، واكد فيها على مردود شجرة الزيتون للعائلات الفلسطينية، إذ تشكل رافدا اساسيا لدعم دخل مئة الف اسرة فلسطينية.

وتطرق الى أهمية توحيد جهود المؤسسات الاهلية والدولية مع جهود وزارة الزراعة الفلسطينية لتطوير قطاع الزيتون في فلسطين، وتأمين الامن الغذائي لما يزيد عن نصف مليون مواطن.

واوضح محمد صوافطة اهم التدخلات التي تقدمها مؤسسة اوكسفام في قطاع الزيتون، خاصة برنامج من الحقل الى السوق.

الاغاثة الزراعية : تطلع إلى تقليل تكلفة الانتاج وزيادة معدل الإنتاجية

وقدم مدير عام الاغاثة الزراعية، خليل شيحة رؤية المؤسسة حول دعم قطاع الزيتون التي تعطيها اولوية كبيرة من شأنها دعم وتعزيز صمود المزارع الفلسطيني والتشبث في أرضه، حيث  نسجت المؤسسة أهدافها الاستراتيجه والتي تتمثل في تحقيق ربحية أعلى للقطاع الزراعي و خاصة في القطاعات الفرعية الكبيرة مثل زراعة الزيتون على طول سلسة الإنتاج بدء بالتربة و الاشتال و انتهاءً بالمستهلك.

وتحدث عن أهمية قطاع الزيتون كقطاع حيوي على المستوى الوطني وهو جزء لا يتجزء من الوجود الفلسطيني معتبرا اياه رمزا للصمود، وله دلالات اجتماعية لانه ينعش روح العمل التعاون والتطوعي ومنه انبثقت روح الحركة التطوعية والاقتصادية.

وأوضح أن حقل الزيتون يشكل نسبة 19% من الانتاج الزراعي، ويعيل ما بين 80-100 الف اسرة فلسطينية تعمل في هذا القطاع، وبين أن هناك العديد من التحديات التي تواجه هذا القطاع ومن أهمها الاحتلال الاسرائيلي وسياسته في تجريف الاراضي ومصادرتها، اضافة إلى التغير المناخي وانحصار الامطار الامر الذي يؤثر على معدل الانتاج الزراعي من زيت الزيتون، تفكيك المليكة، وافتقار الاراضي لمؤسسات مختصة في مجال الابحاث تختص في تقديم الحلول والاقتراحات المناسبة وفق اسس علمية للمزارعين.

وأضاف: ان الاغاثة الزراعية تطلع الى تقليل كلفة وحدة الإنتاج بزيادة معدل الإنتاجية الذي يمكن أن يتم بالممارسات الجيدة و الدعوة لتبني الممارسات الجيدة في قطاع الزيتون من تجهيز التربة و الحراثة واختيار الأصناف الأكثر إنتاجية و ملائمة البيئة و آليات العناية بالشجرة  بالإضافة إلى آليات الحصاد و ما بعد الحصاد.

وأضاف خليل شيحة أن هذه الإجراءات المثلى التي تعمل المؤسسة على نشرها لها دور كبير في رفع إنتاجية  القطاع و تحسين جودته مما يقدم المنتج الفلسطيني في الأسواق كمنتج منافس في الجودة و السعر.

واجمع المشاركون في القاءات التشاورية الثلاثة على أهم المشاكل والتحديات التي تؤثر على قطاع الزيت والزيتون خلال 2014 ، هذا يطلب سياسات وطنية واجراءات فورية مثل : قلة الانتاجية، التكلفة العالية لإنتاج الزيت الفلسطيني مقارنة مع الدول الأخرى، الافات الزراعية التغير المناخي، تذبذب سقوط الامطار آليات الرقابة و التعامل مع كل من المشاتل و المعاصر، وعملية الغش و التهريب والتحديات التي تواجهها الجهات الممثلة للقطاع، الفاقد الكبير من الزيت في المعاصر و خاصة في الجفت كما أكدتها دراسات المركز الوطني للبحوث و وزارة الزراعة، آليات التعبئة و التخزين و تأثيرها على الجودة، الضريبة الزراعية، قانون التأمينات الزراعية (درء المخاطر) الذي لم يفعل و لم توضع الآليات لتنفيذه بشكل يخدم المزارعين و يعزز صمودهم.

التغير المناخي والبذور المعدلة وراثية لها تأثير مهم

و استعرض الخبير الزراعي في الاغاثة الزراعية م. صادق عودة المشاكل الفنية التي تواجه قطاع الزيتون، رابطا اهمية التعامل مع هذه المشاكل لما لها علاقة في جودة وكمية انتاج الزيتون.
ومن ابرز التحديات التي تواجه قطاع الزيتون: التغير المناخي وانحسار الامطار، وتفيفت الملكية، سياسة الاحتلال الممنهجة والمدروسة، معاناة في ضعف الانتاج وضعف في تطبيق التطبيقات الزراعية، طريقة الحصاد غير سليمة وطرق تخزين الزيتون دون تطبيق المعاير العلمية للتخزين.

وتم خلال اللقاء نقاش قضايا تتعلق في تسويق منتجات الزيتون، والإطار القانوني و التنظيمي لقطاع الزيتون، كما ناقشوا الفجوات على طول سلسة القيمة لاكثر من مئة الف مزارع فلسطيني التي تنعكس هذه المعاناه على عائلاتهم و سبل عيشهم و صمودهم. 

مع الجدير ذكره، الى أن  هذا المشروع يأتي في اطار سعي الاغاثة الزراعية للمساهمة في تطوير الامن الغذائي في فلسطين وذلك من خلال انشطة مشروع الذهب الاخضر الفلسطيني – من المنتجين الى المستهلكين الممول من قبل الاتحاد الاوروبي، والمنفذ من قبل  مؤسسة اوكسفام البريطانية وبال تريد ومركز ابحاث الاراضي تحت قيادة الاغاثة الزراعية.

مع الجدير ذكره، أن مشروع من الذهب الاخضر يهدف إلى زيادة القدرة التنافسية لمنتجات الزيتون الفلسطينية التي تسهم في تحسين الأمن الغذائي وحماية مستوى المعيشة لصغار مزارعي الزيتون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وزيادة الربحية لأسر صغار مزارعي الزيتون، وخاصة مجموعات وشركات النساء المنتجة، وذلك من خلال تحليل سلسلة القيم الخاصة بالزيتون، وإدخال ممارسات إدارة الموارد الطبيعية، وضمان الوصول العادل إلى الأسواق في إطار مؤسساتي وسياساتي في الضفة الغربية وقطاع غزة.

التعليقات