تقرير امريكي: الاعترافات العالمية بـ"دولة فلسطين" تحاصر الولايات المتحدة وإسرائيل

تقرير امريكي: الاعترافات العالمية بـ"دولة فلسطين" تحاصر الولايات المتحدة وإسرائيل
رام الله - دنيا الوطن
نشر مدير تحرير موقع "سليت" الإلكتروني الأمريكي، جوشوا كيتينغ، مقالا الخميس، تساءل فيه عما يكون عليه موقف الولايات المتحدة وإسرائيل، في كل مرة يعترف فيها بلد جديد بفلسطين.

فقد أجل الاتحاد الأوروبي التصويت على مشروع قرار حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولكن التصويت قد يتم في منتصف ديسمبر(كانون الثاني) المقبل.

وأشارت صحيفة "جيروزاليم بوست"، بأن مسؤولين إسرائيليين يقولون بأن خطوة كتلك ستكون رمزية، ولا تعكس رأياً عاماً، وذلك على الرغم من بذل الدبلوماسيين الإسرائيليين ضغوطاً من أجل تأجيل التصويت.

توالي الاعترافات بفلسطين

ويقول كيتينغ "تأتي خطوة الاتحاد الأوروبي بعد اعتراف السويد رسمياً بفلسطين في شهر أكتوبر(تشرين الأول)، لتصبح بذلك ثاني دولة أوروبية بعد آيسلندا، تقدم على هذه الخطوة. وفي حقيقة الأمر، يعني ذلك الاعتراف الرسمي، بأن الموقف الرسمي للحكومة السويدية هو أن فلسطين بلد مستقل بحد ذاته. لكن في وضع سياسي مشحون، فإن ذلك يعني الكثير. وفي هذا السياق، فسَّر وزير الشؤون الخارجية السويدي الخطوة، في مؤتمر صحافي، بقوله "إن الهدف من الاعتراف السويدي هو المشاركة في صنع مستقبل تستطيع فيه كل من فلسطين وإسرائيل أن يعيشا معاً في سلام وأمان".

دعم بناء الدولة الفلسطينية

ويلفت كيتينغ إلى دعم السويد لاستراتيجية مدتها خمسة أعوام تشمل زيادة الدعم لبناء دولة فلسطينية. ومن جانبه، قال أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، قبل يومين "إن هذه الاعترافات الأحادية الجانب تعد مؤشراً على إخفاق دولي مشترك لتحقيق تقدم في محادثات السلام".

ويقول الكاتب "في كل مكان آخر في أوروبا، مررت برلمانات في بريطانيا وإيرلندا وإسبانيا، قرارات لحث حكوماتها على الاعتراف بدولة فلسطينية. كما سوف تصوت فرنسا على قرار مماثل في الأسبوع المقبل، رغم وجود معارضة أكبر للقرار هناك. وليست هذه الإجراءات ملزمة، بل يأتي الاعتراف في إطار التفاوض على تسوية، وعلى خلاف خطوة السويد، لا يؤدي القرار لتغيير سياسة الحكومة. ورغم ذلك، تعتبر تلك التحركات خطوة أولى نحو الاعتراف الكامل، وقد لاقت معارضة شديدة من قبل الحكومة الإسرائيلية".

زيادة عدد المعترفين

ويقول كيتينغ إن "أوروبا لا تسير في نفس الطريق الذي سارت عليه معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وحيث أيَّدت ١٣٥ دولة من أصل ١٩٢ قيام دولة فلسطينية مستقلة، ومن ضمنها معظم الدول في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. ومن شأن هذه الخطوات أن تزيد الزخم، فقد تتالت في عام ٢٠١١، وبإيقاع سريع، مواقف الدول في أمريكا الجنوبية، المؤيدة لدولة فلسطينية. وحتى اليوم، وباستثناء السويد، كانت جميع الأصوات الأوروبية ليست أكثر من إجراءات برلمانية غير ملزمة، لكن إن قررت قوة أوروبية كبرى أن تعترف بفلسطين، فإن الدول الأخرى في القارة، سوف تحذو حذوها سريعاً".

الفيتو الأمريكي

ويلفت كيتينغ إلى "ترحيب السلطة الفلسطينية الكبير باعتراف تلك الدول، ولكن هل لذلك أهمية كبيرة؟ إذ لطالما كان للولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، لن تحصل فلسطين على العضوية الكاملة في مجلس الأمن، وهو المعيار الذهبي للاعتراف الدولي. وقد أعلنت السلطة الفلسطينية، أول أمس، بأنها سعت لتأجيل تقديم طلبها، المخطط له، للأمم المتحدة، بسبب الضغط الأمريكي".

أهمية الاعتراف

لكن، برأي كيتينغ "يبقى للاعتراف أهميته، وذلك بالنظر لمشروعيته، وعلى سبيل المثال، لا يتوقع أن تصبح كوسوفو عضواً في الأمم المتحدة بسبب الفيتو الروسي، ولكنها تستطيع أن تفاخر بأنها حازت على تأييد ١١٠ دولة، من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية، في حين تفاخر أبخازيا (منطقة متنازع عليها على الساحل الشرقي للبحر الأسود) بعلاقاتها مع جمهورية ناورو (جزر في المحيط الهادي)، والتي يشتد حول الاعتراف بها، تجاذب دولي. ولنأخذ مثالاً آخر حول تنافس كل من الصين وتايوان على كسب صوت دولة فانواتو (دولة في جنوب غرب المحيط الهادي متكونه من أرخبيل شرق أستراليا بحوالي 1750 كيلومتراً، وعاصمتها بورت ڤيل).

كَوْبنة الدولة الفلسطينية

ومن جانب آخر، يشير الكاتب إلى أن "مكمن الخطر هنا، بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل، هو في احتمال "كوبنة الدولة الفلسطينية". إذ في كل عام، وعلى مدار السنوات الـ ٢٣ الأخيرة، صوتت الجمعية العمومية للأمم المتحدة على قرار يشجب الحظر الأمريكي المفروض على كوبا، وفي كل مرة تبدو الولايات المتحدة، أكثر عزلة وسخافة. وفي العام الحالي، لم يرفض التصويت على قرار الشجب سوى الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما امتنعت بالو وجزر مارشال ومايكرونيشيا، وهي بالطبع جزر صغيرة لا قيمة لأصواتها".

ويختم كيتينغ رأيه "في حين قد تعترف معظم دول العالم بفلسطين، إلا أن عدم الاعتراف يبقى هو الموقف السائد بين الدول الغربية الغنية. وكما يظهر المثال الكوبي، تفضل الولايات المتحدة أن تتخذ موقفاً معارضاً لموقف جميع دول العالم. لكن إسرائيل لا تريد أن تصل إلى مرحلة تبدو فيها واقفة وحدها مع الولايات المتحدة، وميكرونيشيا، ولا أحد سواهما".

التعليقات