د.سعيد ذياب: ما يجري في القدس إنضاج للظرف الموضوعي وصولا الى انتفاضة شاملة

رام الله - دنيا الوطن - أسعد العزوني

أقامت دائرة الإعلام لحزب الوحدة الشعبية ندوة بعنوان "تنامي الغضب الشعبي الفلسطيني – القدس نموذجا" مساء يوم الثلاثاء الماضي ، قدّم فيها الباحث نواف الزرو والدكتور سعيد ذياب الأمين العام ورقتيهما بحضور فعاليات وشخصيات وطنية وحضور حزبي وشبابي.

 افتتح الندوة ا محفوظ جابر عضو المكتب السياسي بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الأردن وفلسطين والأمة العربية، وأشار في تقديمه للمحاضرين الى المخاطر التي تتعرض لها مدينة القدس، والفعل الشعبي الفلسطيني المتصاعد في وجه الاحتلال الصهيوني.

الباحث نوّاف الزرو أكد في مداخلته على أن ما يجري في القدس اليوم هو معركة حقيقية على أهل القدس وأن ما نشاهده من مواجهات يومية ما هو إلا صورة مكثفة على ما تشهده فلسطين كل يوم، واستعرض الزرو المقدمات التاريخية لما يجري في القدس اليوم، حيث أكد على أن ما يجري هو صراع وجود، وعملية ممنهجة لاقتلاع الفلسطيني من جذوره الثقافية والاجتماعية، ومحاولة لتزييف الحقائق، وقال: "انّه صراع سيادة وهوية ومستقبل، وصراع سياسي تحرري، سيادة على المدينة المقدسة والمشروع الصهيوني يريد أن يسلب العرب هذه السيادة، الكيان الصهيوني يريد ان تكون هذه السيادة صهيونية. وهو ليس دينياً بل صراع هوية وسيادة".

وقال الباحث نواف الزرو، أن  دولة الكيان الصهيوني  لم تكن لتقوم لولا سياسة التطهير العرقي التي تقوم على ركيزتين الأولى المجازر الجماعية والثانية بتدمير المجتمع المدني حيث تدمير المدن والقرى وما تحمله من ارث ثقافي واجتماعي مضيفا ان ما يجري في القدس هو ذروة التطهير العرقي الصهيوني لتصبح القدس خارج الحسابات الدولية ولتصبح دولة يهودية خالصة.

وأكّد الزرو على أن ما يجري في القدس هو حالة غضب عارمة ردا على الهجمات الصهيونية، قائلا أنه  كادت أن تشتعل فلسطين بالكامل بانتفاضة تنطلق في أراضي فلسطين  48 قبل الضفة، لكن تدخّل كثير من الاطراف السياسية حال دون ذلك. وأضاف" رغم ذلك فإن الصراع الوجودي في فلسطين يقود الى حتمية اندلاع انتفاضة ثالثة".

وتناول د.سعيد ذياب في مداخلته التي قسّمها الى محورين: الأول وهو توصيف ما هو قائم، والثاني العوامل التي تقود الى انتفاضة ومعيقات حدوثها، وقال إن ما يجري هو إنضاج الظرف الموضوعي وصولا الى انتفاضة شاملة، ومحاولة لإشراك الجزء الأكبر من الشعب الفلسطيني في هذه المواجهة.

كما تناول الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية العوامل التي ستساهم في إنضاج هذه الانتفاضة، وقال انه  يرى أن الكثير من العوامل التي ساعدت في انطلاق الانتفاضة الثانية مشتركة مع ما نعيشه اليوم، وأهمه هو انسداد الأفق السياسي، فالصهاينة ما يزالون يسلبون الأراضي ويتوسعون في المستوطنات مضيفا أن قضية الأسرى ولّدت حراكا شعبيا ساهم في إنضاج العوامل التي ستؤدي الى انتفاضة ثالثة.

وأوضح د. ذياب  أن  هناك عددا من المعيقات ستحول دون اندلاع انتفاضة ثالثة أهمها الواقع الجغرافي الفلسطيني،  مضيفا أن المواجهات تتصاعد في القدس ولا تتصاعد في نابلس   نتيجة التقسيم الذي فرضته اتفاقية أوسلو من حيث السيطرة الأمنية والإدارية، فالمساحة الأكبر في الواقع الفلسطيني هي تحت سيطرة الكيان الصهيوني".

وأكّد على أن المسألة الأخطر في هذه المعيقات بالإضافة الى الواقع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، هي مسألة التنسيق الأمني،  قائلا أن السلطة الفلسطينية أضحت العين الساهرة على أمن الكيان الصهيوني، فتمنع المظاهرات ولا تسمح بإطلاق رصاصةكما أوضح  أن  الانقسام الفلسطيني، وغياب قرار فلسطيني موحد بانطلاق انتفاضة ثالثة، ودخول الفصائل في تحالفات إقليمية متباينة عمّقت التناقضات في الواقع السياسي الفلسطيني".

 وختم د. ذياب أنّ على القوى السياسية الفلسطينية التفكير جديا بالعمل من أجل كسر التنسيق الأمني وأن تأخذ القرار بالتصعيد، مبينا  أن النقطة الأهم تكمن في الواقع الشعبي العربي، بمعنى أن على القوى السياسية والشعبية أن تتعامل بشكل جدي مع موضوع أن فلسطين هي القضية المركزية وبالأساس أن المشروع الصهيوني هو المشروع النقيض للمشروع العربي.

التعليقات