كان الأقصى وكانت القدس اليوم في وقفة وعز أمام بوابة براندنبورغ التاريخية في برلين

كان الأقصى وكانت القدس اليوم في وقفة وعز أمام بوابة براندنبورغ التاريخية في برلين
رام الله - دنيا الوطن
د.م.احمد محيسن ـ برلين
لا يزاود على فلسطين في حماية ورعاية الأديان أحد.. فالسيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.. هو فلسطيني المولد.. وفلسطين هي مهد الديانات.. والقدس هي مدينة السلام.. وبوابة الأرض إلى السماء.. عاشت الإزدهار في العهد الإسلامي.. وقبب
كنائسها المنثورة في ربوعها لهو أكبر دليل وشاهد على ذلك.. ونذكر بالعهدة العمرية.

تعبيراً عن سخطهم وغضبهم لما يجري من طغيان وعدوان الإحتلال على المسجد الأقصى وعلى أهلنا في القدس.. خرجت الجماهير في برلين وبدعوة من المؤسسات الفلسطينية الفاعلةالتجمع الفلسطيني واتحاد الطلاب الفلسطيني برلين وشباب
ألماني من أجل فلسطين ورابطة المرأة الفلسطينية ألمانيا ومن التجمع العربي في برلين وجمعية حق العودة وجمعية نهر البارد وأمام بوابة براندنبورغ التاريخية.

لتواصل تحملها المسؤلية قدر المتاح والمستطاع.. تجاه الأهل القابعين تحت نير الإحتلال.. ومن الشتات الفلسطيني.. هي مسيرة التنديد بالإحتلال.. والسخط والغضب وأيصال صوت الحق للعالم .. والتعبير عن وجع شعبنا.. لما يقترفه هذا الكيان الغاصب في هذه اللحظات في المدينة المقدسة.. من جرائم ضد المقدسيين والمقدسات في فلسطين..

وهي مسيرة الشتات التي لن تنقطع.. في مساندة نضال وصمود شعبنا في كل ربوع الوطن المحتل.. وفي مدينة القدس.. القدس
مدينة السلام.. ومهد الديانات السماوية.. وطن وأرض السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.. وهو فلسطيني المولد.. يا معشر من أنتم على ما أتى به من رسالة سماوية...

خرجت جماهير الأقصى والقدس والمقدسيين في برلين.. لتوصل للساسة الألمان وللشارع في ألمانيا وفي قلب العاصمة السياسية الألمانية برلين.. حيث البرلمان الألماني .. " البندستاغ " .. وبالقرب من المستشارية الألمانية والسفارة الأمريكية والسفارة الفرنسية.. وعلى بعد عشرات الأمتار من السفارة البريطانية.. كانت رسالة صوت الحق وصوت الوجع الذي يعاني منه الأقصى.. وتعاني منه القدس.. من ظلم يقع على مدار الساعة عليهم.. منددين بالصمت الدولي الذي يرتقي لدرجة المشاركة في هذه الجرائم.

كما أثبتت الجماهير المخلصة في برلين وكما في كل مرة.. بأنهم لن يكلوا ولن يملوا.. في تحمل مسؤولية مواصلة التعبير عن سخطهم وغضبهم لما يحصل لأهلنا في فلسطين.. وفضح ممارسات الإحتلال أمام العالم.. حيث كانت المظاهرة الحاشدة يوم السبت الماضي 15/11 في برلين.. نصرة للأقصى وللقدس ولأهلنا المقدسيين.. ولكل الأهل في فلسطين الذين ما زالوا صامدين ينافحون ويذودون عن شرف الأمة العربية والإسلامية جمعاء.. وهم يتركون وحدهم في الميدان.. متشبثين بعقيدتهم وثوابتهم وبقدسهم وأقصاهم وبفلسطينهم.. وليدرك العالم.. بأن المقدسيين لن يسمحوا لليأس بأن يتسلل إلى نفوسهم.. رغم هول وحجم الآثار الناجمة عما يجري من عدوان وبطش الإحتلال في القدس وفي الحرم الشريف وفي المسجد الأقصى المبارك.

وقد طالب المتظاهرون في برلين مجدداً الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي.. بممارسة الضغط على الإحتلال بالتوقف عن جرائمه.. وهم ما زالوا يشعرون بأنهم سيفلتون كما في كل مرة من العقاب.. ولشعورهم بذلك فقد تصاعدت وتيرة جرائمهم في المدينة المقدسة بعد العدوان الآثم على غزة.. لأنهم يشعرون أيضاً بأن هناك من يصمت على جرائمهم ويغطي عليها بل ويساندهم.. وأن هناك من يقف في وجه مقاومتهم.. ولأنهم يشعرون بأن احتلالهم هو لا يكلفهم أي ثمن.

لقد قالتها الجماهير الغاضبة في برلين.. ومن خلال مواصلة الخروج المتكرر في تحرك جماهيري وكلما دعت الحاجة لذلك إلى الشارع.. لإيصال رسالة هول وحجم معاناة الأهل في فلسطين ومعاناتهم.. وبأن الوضع في القدس يزداد سوءاً يوماً عن يوم.. في ظل هذا الصمت الدولي على عدوان هذا الإحتلال البغيض.

ورسالة الجماهير اليوم في برلين للساسة الألمان وللمجتمع الدولي
والشرعية الدولية هي.. بأن الصمت عن الظلم والعدوان يعد جريمة.. والصمت على أكاذيب وادعاءات وتزوير الإحتلال للحقيقة .. يعد أيضاً جريمة.

وطالب المتظاهرون اليوم في برلين الحكومة الألمانية.. بأن تحذوا حذو ال 135 دولة في العالم.. التي اعترفت بدولة فلسطين.. وهي التي ما زالت ترزح تحت نير الإحتلال.. أي أكثر من عدد الدول التي تعترف بدولة الكيان الغاصب.

فلسطين التي قسمت بموجب قرار الأمم المتحدة الجائر في 29 نوفمبر عام 1947.. حيث المأساة والنكبة الفلسطينية التي تتجدد اليوم.. دون أن يعمل هذا العالم المتحضر على إعادة الذين هجروا من ديارهم بسطو مسلح إلى ديارهم وممتلكاتهم.. وقد صدر العديد من القرارات الدولية بهذا الشأن.. والتي بقيت لا تساوي الحبر والورق الذي كتبت عليه.. والإحتلال لا يأبه بهذه الشرعية الدولية وقراراتهم ولا يقيم لها وزناً.. وأداروا ظهورهم لكل مقرراتهم.. ويواصلون عدوانهم على كل مقدرات الشعب الفلسطيني ويسلبونهم حقوقهم 

وأما عن الوضع اليوم في فلسطين وفي القدس تحديداً.. فإنما هو حلقة من حلقات مسلسل عدوان الإحتلال.. وهي محطة أخرى من محطات مخططاته بعد محطة القصف الذي استمر لما يقارب الثمانية أسابيع على قطاع غزة.. وقتل أكثر من ألفين ومئتين فلسطينياً.. وجرح ما يقارب اثني عشر ألفاً من سكان القطاع.. وتشريد ما يقارب نصف مليون فلسطيني.. بعد أن هدمت بيوتهم جراء الحرب العدوانية.. وهم الذين لم يتمكنوا
حتى من الهرب من لهيب قنابل وصواريخ الإحتلال.. حيث الحدود إلى الشقيقة مصر.. ظلت مغلقة طوال الوقت بإحكام.. وما جرى بخصوص وفاة ثلاثة مستوطنين في يونيو حزيران في الضفة الغربية.. كان ذريعة استخدمها الإحتلال لتنفيذ ما خطط له من حرب وعدوان على الفلسطينيين في قطاع غزة.. وأهدافه كانت معلنة وواضحة.. ولم تتوقف الدعاية الإسرائيلية ولا ماكيناتها الإعلالمية في إثارة الكراهية ضد الفلسطينيين.. ليستمر إرهاب الإحتلال من قواته وشرطته وقطعان المستوطنين في القدس والضفة الغربية المحتلة.. ومدينة خليل الرحمن التي تعاني الأمرين من شرور ورزالة المستوطنين وممارسة ظلم قوات الإحتلال وشرطتهم.

وذّكر المتظاهرون اليوم في برلين بجريمة الإحتلال.. عندما اختظفوا الشاب الشهيد محمد أبوخضير من سكان حي شعفاط في أوائل يوليو تموز في القدس وأحرقوه حياً.. ما أبشع جرائم هذا الإحتلال.

وذّكر المتظاهرون اليوم في برلين وفي مظاهرة السبت الماضي أيضاً.. بتلاوة أسماء ضحايا الإحتلال في القدس.. التي ارتكبت في الأسابيع القليلة الماضية.وأكدوا على أن مقاومة هذا الإحتلال هي فرض عين على الشعوب المحتلة  وأشادوا ببطولات المقدسيين في تصديهم للإحتلال 

وما اغتيال الشهيد يوسف الرموني سائق حافلة الركاب شنقا..ً
والإدعاء بأنه انتحر.. لهو أكبر دليل على إرهاب الإحتلال وكذبه وافتراءه.. حيث تحدثت شرطة الإحتلال بصلافة فجة عن الإنتحار.. وبأنه لم تكن هناك دلائل على العنف ضد سائق الحافلة.. واستمعنا لأسرة الشهيد التي تحدثت عن القتل والإعدام للشهيد يوسف.. حيث تظهر آثار التعذيب على جسده الطاهر.. وما ادعاءات الإحتلال الكاذبة إلا لإخفاء الجريمة التي ارتكب على أيدي "الصهاينة".

ويشعر كل مواطن من الفلسطينيين الآن في القدس المحتلة بالتهديد في حياته.. سواء كان مواطناً عادياً.. كسائق سيارة أجرة.. أوسائق حافلة.. أو رجل أعمال.. أو فتاً يافعاً.. أو أم .. أو فتاة .. أو طفل.. وما جرى مؤخراً من دهس الطفلة إيناس دار خليل.. والتي تبلغ الخامسة من العمر.. على أيدي المستوطنين.. لهو أكبر دليل على همجية الإحتلال.. ولا يستثنى من هذا الشعور بالتهديد أهلنا في العمق الفلسطيني.. وفي الضفة الغربية المحتلة.. وهم يرون كيف يحرق المستوطنون مساجدهم.. 

كما حصل مؤخراً في قرية المغير بالقرب من مدينة رام الله المحتلة...!!ويستمر تحريض الإحتلال ضد الفلسطينيين من ساستهم وحاخاماتهم ومستوطنيهم.. لسفك المزيد من الدماء الفلسطينية.. وتدمير بيوتهم تحت ذرائع واهية مختلقة.. وكما ذّكر المتظاهرون اليوم في برلين بالجريمة التي ارتكبها الطبيب باروخ غولدشتاين المجند في قوات الإحتلال.. في 25 فبراير عام 1994.. والذي اقتحم الحرم الإبراهيمي في مدينة خليل الرحمن.. أثناء أدائهم لصلاة فجر يوم جمعة في شهر رمضان.. بزيه العسكري.. وهو مدججاً بالسلاح الأوتوماتيكي.. وأطلق النار على المصليين الآمنين في الحرم.. وراح ضحيتها 29 شهيداً فلسطينياً آمناً من المصلين.. وأصاب أكثر من 100 منهم.. وصنعوا من قبره اليوم مزاراً لهم ويحجون إليه.

وذكّرنا الشارع في برلين أيضاً.. بما حصل في سبتمبر عام 2000 حيث أقدم آرييل شارون جزار قبية ونحالين.. وجزار صبرا وشاتيلا.. على اقتحام الحرم الشريف بمرافقة 1000 جندي.. ليثبت ادعاء إسرائيل بملكيتها لكامل مدينة القدس.

لقد جدد المتظاهرون اليوم في برلين مطالبهم من الحكومة الألمانية والإتحاد الأوروبي.. بأن يتحملوا مسؤولياتهم.. ويكفوا عن صمتهم لظلم الإحتلال وعدوانه على الشعب الفلسطيني.. خاصة في قطاع غزة ومدينة القدس.

وبأن الإحتلال يجب أن ينتهي.. ويوضع حد للطرد الفلسطينيين وتهجيرهم من المدينة المقدسة.. ويجب أن لا يكون هناك أي تغيير في وضع الحرم الشريف والمسجد الأقصى المبارك القائم.. ووقف مخططات الإحتلال لتقسيمه زماناً ومكاناً.. كما وحذر المتظاهرون في برلين أيضاً.. من ممارسات الإحتلال في القتل والقمع والترهيب والتهجير والإبعاد في المدينة المقدسة.. وفي المضي قدماً في مواصلتهم ومحاولتهم تقسيم المسجد الأقصى بداية.. وصولاً لمرحلة هدمه وإقامة الهيكل المزعوم العفن.. وطالب المتظاهرون بدعم الحكومة الألمانية في الإفراج عن السجناء والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الإحتلال.. وكذلك بزوال جدار الفصل العنصري في فلسطين.. كما تم إزالة وهدم جدار برلين.. الذي بقي يفصل ويفرق بين الشعب الواحد.. كما وطالب المتظاهرون الحكومة الألمانية بوضع كل ثقلها وإمكانياتها ونفوذها من أجل رفع الحصار الظالم المضروب على قطاع غزة.. وفتح المعابر بشكل دائم..

وشكر المتظاهرون اليوم في برلين كل الذين يقفون مع قضية شعبنا العادلة.


 


 


 


 


 


 


















































التعليقات