ما هي خيارات حماس القادمة !؟

ما هي خيارات حماس القادمة !؟
رام الله - دنيا الوطن

تشهد القضية الفلسطينية أزمات متلاحقة على الصعيد الداخلي والدولي في ظل وجود خيارات محدودة للخروج من "عنق الزجاجة" مع ازدياد حدة التراشق بين الفصيلين الرئيسين على الساحة الداخلية (فتح وحماس) واستمرار إسرائيل في هجماتها الاستيطانية وتعثر المفاوضات وانسداد الأفق الفلسطيني نحو حلحلة الأزمة الداخلية.

ويعتبر المحلل السياسي ناجي شراب في تصريح خاص لدنيا الوطن "أن حماس أمام خيارات وصفها بغير الواقعية كالعودة للحرب مع إسرائيل وهو خيار قائم بسبب البيئة الخارجية  والداخلية من انقسام وتبعاته مشيرا إلى أن قدرات المقاومة ستكون عليها نتائج سلبيه كبيرة وستتأثر بشكل كبير ".

وحول الخيار الثاني قال شراب :" العودة إلى مربع الصفر أي ما قبل حكومة التوافق الوطني وإعلان حكومة جديدة في غزة مؤكدا أن الضرر في هذه الحالة سيعود على حركة حماس ولن تحصل على الاعتراف بها وسيكون هناك اعتراف بشرعية حكومة رامي الحمد الله والرئيس محمود عباس".

اندلاع انتفاضة ضد إسرائيل هو الخيار الثالث الغير واقعي وفقا للمحلل السياسي ناجي شراب الذي أكد وجود إرهاصات على الأرض في الضفة الغربية ولكنها ليست من مصلحة أحد واحتمالاتها ليست كبيرة ولكنها خيار مرجح" مردفا :" العوامل الإقليمية لا تساعد على وجود انتفاضة لانها قد لا تلبي رغبات حماس في هذه المرحلة".

وأوضح شراب إلى أن حماس تعاني من أزمة مالية واقتصادية وإقليمية إضافة إلى "أزمة اتخاذ القرار" وفقا لشراب الذي أكد أن قوة حماس مستمدة من الاخوان وهي علاقة طردية وكان فوز الاخوان في مصر العصر الذهبي لحماس وبعد انهيار حكمهم أصبح هناك تخوف من إعلان حماس في مصر حركة إرهابية".

الخيارات الواقعية لأزمات غزة؟

وبخصوص الخيارات الواقعية كشف شراب إلى أن تصويب العلاقات مع مصر هو الخيار الأفضل في المرحلة الراهنة بعد إنشاء المنطقة العازلة وتوسيعها واستبعاد موضوع المطار والميناء والمفاوضات الغير مباشرة في المرحلة الحالية مؤكدا أن غزة أصبحت في عزلة كبيرة.

الخيار الثاني كما يقول شراب هو الذهاب بكل ما تحمله الكلمة لحكومة التوافق الوطني وتوسيع الحكومة لعملها في فترة انتقالية والتجهيز لانتخابات عامة مشيرا إلى أن حماس أصبح لديها متسع من الوقت للمراجعات الداخلية وتقييم نفسها معبرا عن اعتقاده أنه في حال دخول حماس الانتخابات فانها لن تحصل على أكثر من 30% موضحا أن الانتخابات السابقة لم تكن النتيجة جدية في ظل عدم معرفة المجتمع بماهية الحكم الإسلامي وما معنى الحكم بهذه الطريقة".

وأوضح شراب أن النواة الصلبة في حال حدوث انتخابات لحركة حماس وفتح ما بين 25% و 30% مؤكدا أن حماس ليس لها أي تخوف من الذهاب للانتخابات في الضفة وقطاع غزة مشيرا إلى أن مطلب حماس الأساسي في الفترة الحالية هو تغيير المعادلة السياسية والمطالبة بإسقاط الرئيس كونها تدرك أنه لا يمكن ذلك الا بعملية الانتخابات وأصبحت لديها قناعة أن الانتخابات هي الطريق الأمثل للتغيير".

وحول خيار التوجه إلى حكومة الوفاق الوطني قال شراب إن الحكومة يمكن أن تحل لحماس الكثير من المشاكل سواء الداخلية والمالية والاقتصادية والإقليمية .

غزة إلى أين ؟

وأشار شراب إلى وجود 2 مليون نسمة في غزة وهناك تخوف من انفجار ذاتي بالمنطقة بعد المساحة العازلة جنوب القطاع والحصار البري والبحري مؤكدا أن غزة لا تمتلك خيارات ولكن عليها أن تمتلك خيارات في ظل العزلة مشيرا إلى أن الخيار الأكثر احتمالا هو "الانفجار الذاتي والثورة في ظل الوضع القائم".

وحول الاعتراف الدولي والذهاب لمجلس الأمن قال شراب أن هذا الخيار يحتاج لوقت لترجمته على أرض الواقع خاصة في ظل قانون يهودية الدولة مشيرا إلى أنه على الصعيد الداخلي باتت المقاومة الشعبية هي الأفضل ولكن هناك تخوف والسلطة تتبنى هذا الخيار ولكن لا يمكن ترجمته على أرض الواقع.

وختم شراب حديثه بضرورة وضع غزة في سياقها التاريخي والاقليمي ضمن فلسطين مضيفا :" في ظل الانسحاب الاسرائيلي كانت اسرائيل تمهد لحالة الانقسام بعزل غزة عن الضفة وان توجد كينونة الاستقلال في غزة " مؤكدا أن الضغوطات المصرية هدفها إرجاع غزة لحضن الشرعية كون القطاع له مكانة جغرافية وحتمية لدى مصر.

إعداد: أكرم اللوح
حوار: محمد الدهشان

التعليقات