إسلام ومحمد بدر شقيقان أجهض الاحتلال حياتهما الجامعية عدة مرات

إسلام ومحمد بدر شقيقان أجهض الاحتلال حياتهما الجامعية عدة مرات
رام الله - دنيا الوطن - محمود مطر

في الوقت الذي يجلس فيه الطلبة الجامعيون على مقاعد دراستهم ينهلون من العلم ما يمكنهم من نيل درجات عليا في
الحياة، يجلس الشقيقان إسلام ومحمد بدر في زنازين وسجون الاحتلال بعيدا عن مقاعد جامعة بيرزيت حيث مكانهم الحقيقي الذي يتوجب أن يكونا فيه.

بالإضافة لإسلام ومحمد هناك الكثير من الطلبة الجامعيين الفلسطينيين الذين حرمهم الاحتلال إكمال تعليمهم الجامعي وأودعهم السجن رغما عن أحلامهم التي تراودهم دوما.

منذ عام 2006 لم يتمكن الطالب في جامعة بير زيت الأسير محمد صالح محمد بدر (26 عاما) من قرية بيت لقيا قضاء رام الله من نيل درجة البكالوريوس في العلوم، اعتقله الاحتلال للمرة الأولى عام 2008 ومكث أربع سنوات ونصف بشكل متواصل داخل الأسر، حال الاعتقال دون تخرجه من الجامعة كأي طالب آخر.

بعد تحرره من السجن عاد محمد لجامعته بروح تهوى التحدي، وعزيمة وإصرار ثابت نحو تحقيق ما يصبو إليه، وقد حصل على تفوق في دراسته، وارتبط بإحدى الفتيات
وكان على وشك أن يتزوج قبل أن يأتي الاحتلال ثانية مفسدا ما قد كان ليصبح واقعا جميلا لمحمد وعائلته.

قبل موعد زواجه بأسابيع قليلة وبتاريخ 28102013 جاء الاحتلال بقوات خاصة واعتقلت محمد بالقوة بعد تخديره، وكذلك اعتقلوا شقيقه إسلام للمرة الثانية في حياته وأفرج عنه بعد ستة شهور من الاعتقال الإداري.

منذ اعتقال محمد بدر الذي يقبع حاليا في سجن”مجدو” لا زال يعاني من الاعتقال الاداري الذي تم تجديده له ثلاث مرات لمدة ستة شهور في كل مرة، وقد خاض الأسير إضرابا عن الطعام خلال اعتقاله الذي لا يزال جاثما فوق حريته حتى اللحظة.

ألم آخر تعيشه عائلة بدر المكونة من ستة أخوة وثلاث أخوات بالإضافة للوالدين يتمثل باعتقال الاحتلال مؤخرا لإسلام للمرة الثالثة في حياته، في تاريخ 23 112014 اقتحمت قوات الاحتلال منزل العائلة وقاموا بتحطيم محتوياته وتهديد
العائلة بضرب القنابل الحارقة عليهم، فقد كان هجوم وحشي كما يقول رب العائلة صالح محمد بدر في حديثه لمركز “أحرار” لدراسات الأسرى وحقوق الانسان.

إسلام بدر (21 عاما) هو الآخر طالب جامعي كشقيقه الأسير محمد، اعتقله الاحتلال للمرة الاولى في حياته عام 2011 بعد شهور قليلة من التحاقه بالفصل الدراسي
الأول في جامعة بيرزيت حيث يدرس أساليب تدريس الرياضيات.

أصبح إسلام في اعتقاله الأول أصغر أسير إداري في سجون الاحتلال عندما كان يبلغ من العمر (18 عاما)، مكث حينها في الأسر تسعة شهور واعتقل ثانية مع شقيقه محمد
في شهر تشرين أول لعام 2013 وأضربا عن الطعام قرابة شهرين احتجاجا على الاعتقال الاداري.

بعد تحرره بشهور قليلة يعود للمرة الثالثة للزنازين وحياة الأسر بتفاصيلها الأليمة، ليصبح هو وشقيقه أسيران يجمعهما السجن ويبعدهما عن الحياة الجامعية وعن الأسرة التي يمنع فها الأب من زيارة أبنائه داخل الأسر منذ سنين والذريعة هي ذاتها “ممنوع أمني”، أما الأم التي تتجرع آلام ومرارة فراق ولديها فلا تستطيع زيارتهما بسبب وضعها الصحي.

مدير مركز “أحرار” لدراسات الاسرى وحقوق الانسان فؤاد الخفش يؤكد أن الاعتقال الاداري يشكل معاناة حقيقية بمختلف أبعادها لا تشعر بها سوى عائلات الأسرى
الإداريين، وأضاف أن الاحتلال لا يأبه لتلك المعاناة وضرب بعرض الحائط كل الاتفاقات التي أبرمت بخصوص إنهاء هذا الملف.

وأكد الخفش أن الاعتقال الاداري يستوجب توحيد وتكثيف كل الجهود من أجل فرض حل واقعي قوي يرغم الاحتلال على إنهاء هذا الاعتقال الذي يستنزف أعمار مئات
الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ومعتقلاته.

التعليقات