يُمكن تمديد عمل حكومة الوفاق و"داعش" كفّرتنا..الزهار: اتصالات بين مصر وحماس لاستعادة العلاقات

يُمكن تمديد عمل حكومة الوفاق و"داعش" كفّرتنا..الزهار: اتصالات بين مصر وحماس لاستعادة العلاقات
رام الله - دنيا الوطن
قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" محمود الزهار مساء اليوم الثلاثاء، إن لدى مصر "رغبة" بتحسين العلاقات مع الحركة وتطويرها، وترميم ما دمره الإعلام المصري في حملته "البغيضة" ضد الشعب الفلسطيني وحماس.

وذكر الزهار في تصريحات لاحد المواقع الخليجية المقربة للاخوان، أن اتصالات جرت بين قيادة حماس ومسئولين مصريين رفيعي المستوى خلال الأسبوع الجاري، أكدت على ضرورة تحسين العلاقات بين الجانبين وتطويرها"، مشدداً على وجود "رغبة لدى حركة حماس ومصر لبدء صفحة جديدة بينهما".

وفي السياق قال الزهار إن المنطقة العازلة التي تقيمها القوات المسلحة المصرية على طول الحدود مع قطاع غزة "تؤثر من نواح عديدة في الشعب الفلسطيني والمقاومة، ولكنها لا تمنع برنامج المقاومة".

وأضاف أن "قدرات المقاومة هي في الأساس تعتمد على الجهود الذاتية، وبالتأكيد عندما تكون الحدود مفتوحة مع الدول العربية فستكون المقاومة أكبر، ودعمها أفضل، نحن نعيش منذ سنوات في حالة حصار، ولو كان هذا الحصار يؤثر بشكل سلبي كبير في المقاومة لما كان أداؤها خلال العدوان الأخير مميزاً".

وتعمل السلطات المصرية منذ نحو شهر على إقامة منطقة عازلة على حدودها مع قطاع غزة بطول 14 كيلومتراً في محاولة "لوقف تسلل الإرهابيين"، بحسب تصريحات أصدرها الجيش المصري.

ويأتي إقامة المنطقة العازلة، بعد الهجوم الذي شنه مسلحون يتبعون لتنظيم أنصار بيت المقدس، يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على نقطة تفتيش تابعة للجيش المصري، والذي أودى بحياة 31 جندياً مصرياً، بالإضافة لإصابة العشرات.

العلاقات مع إيران
في سياق آخر، أعرب الزهار عن رغبة لدى حماس في "استرداد" علاقتها مع الجمهورية الإيرانية وتقويتها، موضحاً أن عدم تواصل أحد من قيادات الحركة مع إيران يمنع تطوير هذه العلاقة.

وقال الزهار: "نحن ننتظر أن يتم فتح حدود غزة لنتمكن من تطوير العلاقات مع إيران؛ فالرغبة موجودة ولكن الآليات غير متوافرة حالياً".

وكانت لحركة "حماس" علاقة قوية ومتينة مع إيران وتنظيم حزب الله اللبناني، ولكن اندلاع الثورة السورية عام 2011، ورفض الحركة تأييد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإغلاق مكاتبها في دمشق، أدى إلى توتر علاقتها مع طهران.

وفيما يخص إعادة إعمار غزة، أكد الزهار استجابة "الأطراف المعنية" لرفض حماس لآلية مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط روبرت سيري لإعمار قطاع غزة.

وقال بهذا الصدد "رفضنا هذه الآلية، وهناك استجابة الآن لهذا الرفض، ويدور حديث داخل أطراف متعددة من بينها الأمم المتحدة حول أن هذه الآلية غير منتجة ومعطلة".

وأوضح أنه لن يمنع أحد من متضرري العدوان الإسرائيلي من الحصول على مواد البناء كما كان في السابق، وهناك حديث عن إدخال كميات كبيرة من مواد الإعمار دون أي شروط تفرضها السلطات الإسرائيلية، لافتاً إلى أن حماس تنتظر خلال هذه الفترة تسهيل عملية الإعمار.

ووصف الزهار الاستجابة لمطالب الشعب الفلسطيني في غزة بأنها "غير كافية"، موضحاً أن "حماس" ستعمل على تطوير هذه الاستجابة لتلبي جميع احتياجات قطاع غزة، التي من أهمها حالياً إعادة الإعمار.

تحرير الأسرى أولوية


وفي معرض رده على سؤال حول إمكانية أن تستغل "حماس" الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها لرفع الحصار عن قطاع غزة، قال الزهار: "يجب أن لا نتحدث حالياً عن صفقات للتبادل، هناك مطالب للشعب الفلسطيني وتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال في مقدمة هذه المطالب ".

وأضاف أن "كل ذلك متروك لمن سيفاوض ويضع الشروط للإفراج عن جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة".

وحول نظرة حماس إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، قال الزهار: "نحن لا نتدخل في شؤونهم، ونرجو أن لا يتدخلوا في شأننا. هم كفَّرونا لأننا دخلنا ضمن مظلة اتفاقية أوسلو للسلام، وهذه الفكرة غير صحيحة".

وتابع " نحن خضنا الانتخابات لنقضي على أوسلو، ونجحنا في ذلك، ولو كنا في إطار تلك الاتفاقية لما كنا قاومنا الاحتلال وصمدنا أمام ثلاث حروب كبيرة شنها الاحتلال على غزة".

وأضاف: "نحن دخلنا هذه المظلة السياسية التي صنعتها أوسلو وجعلناها مظلة لمقاومة الاحتلال ".

تمديد عمل الحكومة


وفيما يتعلق بملف حكومة التوافق الوطني، شدد عضو المكتب السياسي لـ"حماس" على ضرورة تنفيذ كامل بنود اتفاق المصالحة الفلسطينية، مشيراً إلى أنه يمكن تمديد فترة عمل الحكومة من 6 أشهر إلى عام، أو أقل أو أكثر من ذلك.

وأوضح أنه بعد انتهاء مدة عمل الحكومة المتوافق عليها، يجب أن تجري انتخابات عامة ليتمخض عنها حكومة منتخبة.

وأعلن في 2 يونيو/ حزيران الماضي تشكيلَ حكومة توافق وطني فلسطينية؛ تنفيذاً لاتفاق المصالحة الذي تم توقيعه بين حركتي "حماس" و"فتح" في قطاع غزة يوم 23 أبريل/ نيسان الماضي.

إلى ذلك، شدد الزهار على أن تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك ستزيد من توتر الأوضاع في مدينة القدس والضفة الغربية، وسيدفع جميع أبناء الشعب الفلسطيني لمقاومة الاحتلال والانتفاض ضده.

ولفت إلى أن ثمار مقاومة الاحتلال في القدس المحتلة والضفة الغربية بدأت تؤتي ثمارها؛ من خلال حديث كبار الحاخامات اليهود عن ضرورة الابتعاد عن المسجد الأقصى، بالإضافة إلى سماح سلطات الاحتلال لجميع الأعمار بالصلاة في الأقصى، ومنع المستوطنين من اقتحام باحاته.