عصام الحلبي : ما زال الإعلام الفلسطيني متقوقعا في إطاره الحزبي الضيق

عصام الحلبي : ما زال الإعلام الفلسطيني متقوقعا في إطاره الحزبي الضيق
رام الله - دنيا الوطن- د.خالد ممدوح العزي
شبكة الترتيب العربي الإخبارية تنشر ملف خاص عن مخيم عن الحلوة يتضمن الملف لقاءات وحورات خاصة مع قادة فصائل العمل الوطني والإسلامي في المخيم.

في عرض لكافة وجهات النظر المختلفة حول الاوضاع التي يعيشها أبناء المخيم وتأثيرها على الجوار، الناطق الاعلامي للامن الوطني الفلسطيني ومسؤول مكتبه الاعلامي عصام الحلبي يجيب على اسئلتنا حول الاعلام الفلسطيني ودوره والمعوقات التي تقف امامه ودور الاعلام في التعاطي مع القضايا الامنية والاجتماعية والسياسية الفلسطينية.

يعتبر مخيم عين الحلوة من اكبر المخيمات الفلسطينية في الشتات ،ولذا يطلق عليه عاصمة الشتات الفلسطيني وبطبيعة هذا المخيم الذي يعيش فيه اكثر من 120 الف فلسطيني وإضافة للنازحين من مخيمات سورية عاش المخيم حالة من التوتر بسبب تأثير ما يجري في المنطقة والازمة السورية وانقسام الاطراف اللبنانية على بعضها البعض، فكان من الطبيعي ان تترك الأزمات العربية بصماتها على المخيم كما هو الحال في كافة المناطق العربية التي يسودها الانقسام والاختلاف من كل الملفات الخلافية ولكن وعي الاطراف الفلسطينية كافة أدت الى إطلاق مبادرة امنية لحماية المخيم والناي به عن الملفات الاخرى نتيجة الأهمية التي ترها هذه القوى بتوحيد صفها والعمل على تدعيم وحدتها التي يتربص بها العدو الصهيوني منتظرا الى زاوية للانقضاض على هذه القوى التي تشكل الشوكة القوية في عينه ،فالمسوولية الاخلاقية والوطنية والإسلامية كانت الدافع الأساسي لكل القوى الوطني والإسلامية الفلسطينية بإنتاج توافق أمني وسياسي يضمن الأمن للمخيم وأهله ،وبعد هذه التجربة الناجحة بحسب المراقبين والمطلعين على الملف الفلسطين نحاول الاطلاع كافة الآراء الوطنية والإسلامية المعنية بنجاح هذه التجربة التي يعول على تعميمها في كافة مخيمات لبنان، فكان لموقع شبكة الترتيب العربي الاخبارية وقفة اعلامية مع الفاعلين بهذا الموضوع لتشكل ملف خاص ومهم يمكن الاطلاع عليه ومتابعته يجيب على اسئلتنا عصام الحلبي.

عصام الحلبي : ما زال الإعلام الفلسطيني متقوقعا في إطاره الحزبي...

الإعلامي الفلسطيني لا يوجد أمامه الكثير من الوسائل الإعلامية لعرض قضايا مجتمعه.

القضية الفلسطينية كانت ولا تزال مادة إعلامية دسمة لكل الوسائل الإعلامية . وسيطرة الشبكة العنكوبوتية وسيطرة وسائل إعلام التواصل الاجتماعي على المشهد الحياتي والسياسي لا يزال الإعلام الفلسطيني متقوقعا في داخل حزبيته وتوجهاته بعيدا عن استخدام التطور التكنولوجي حيث أصبحت التكنولوجيا إيديولوجيا العصر والانفتاح على كافة القوى ، ومخاطبة الجميع بلغاتها لإيصال رسائلها التي تعتمدها كل الدول بما فيها العدو الصهيوني . وبالرغم من التطور التقني والتكنولوجي لوسائل الإعلام يبقى الخطاب الإعلامي الفلسطيني بعيدا عن هذا التطور في إبراز معاناته ومآسي الفلسطينيين.

عصام الحلبي الناطق مسؤول المكتب الاعلامي للأمن الوطني الفلسطيني في لبنان يحدثنا عن واقع الإعلام الفلسطيني وكان لنا الحوار التالي .

1-اشرح لنا عن تعاطي الاعلام مع المخيم بشكل خاص والمخيمات بشكل عام ؟

- في ظل الثورة العلمية والتكنلوجية وثورة المعلومات وانفتاح العالم ليصبح قرية واحدة ،تنامى دور الأعلام بشكل كبير ليصبح مصدرا للمعلومة والخبر ، ومحركا للمشاعر ومرشدا في كثير من الأحيان، ومصدرا ثقافيا وعلميا ومكونا للرأي العام الجمعي للقضايا المصيرية والمهمة.

انطلاقا من أهمية الإعلام والذي نرى فيه نصيرا للقضايا العادلة وباحثا عن الحقيقة، ومبرزا للقضايا الايجابية حاثا على تبنيها، محذرا من القضايا السلبية ومحذرا من السير في ركابها، الا أننا وللاسف في موضوع المخيمات الفلسطينية هناك بعض وسائل الاعلام تتعاطى مع المخيمات بعدم مسؤولية، فعلى سبيل المثال اذا حدث اشكال فردي في المخيم ففي بعض وسائل الأعلام يتم تضخيمه وسوق تفاصيل تساهم في تأجيج النفوس داخليا وتصور المخيم بؤرة امنية، بينما هناك العديد من القضايا الاجتماعية والانسانية يتم تجاهلها من قبل هذه الوسائل الاعلامية ، كما انه يتم تجاهل الابداعات في مجالا ت الفن والرسم والعلم والنحت وغيرها .

2- يتعرض الوجود الفلسطيني في لبنان لهجمات اعلامية تربك المشهد السياسي ؟

-إن ما يتعرض له المخيم الفلسطيني من تضخيم لمشاكله والتي هي طبيعية كباقي المجتمع المحيط ، لابل نسبة الاشكالات ونوعيتها اقل بكثير من كثير من المناطق الاخر ، ورغم ذلك يتم التعاطي مع المخيمات وقضاياه بشكل مختلف يعتمد في تشويه صورته وخلق صورة نمطية للمخيم مما يشكل حاجزا بين المخيم والمحيط ،وبالتالي الوجود الفلسطيني والبلد المضيف وتصرف النظر عن القضية المركزية للشعب الفلسطيني في المخيمات باتجاه قضايا اخرى لابل ابعد من ذلك قد تخلق اشكالات وتوجسات بين المخيم ومحيطه.

3- الإعلام الفلسطيني حزبي ولم يخرج من هذا الاطار لمخاطبة كل الشرائح الاجتماعية ؟

-ما زال الإعلام الفلسطيني متقوقعا في اطاره الحزبي ولم يتم اتخاذ الخطوة الاولى باتجاه الاعلام الوطني الواسع العريض المتبني لكافة قضايا ابناء شعبنا وابرازها واثارتها لايجاد الحلول لها ، مثل قضايا العلاقة الفلسطينية اللبنانية والتي يجب طرحها بجرأة وشفافية وصراحة لإيجاد حوار صريح مبني على الثقة والشفافية لمعالجة الوجود الفلسطيني المؤقت والقسري لحين العودة في اطاره الاخوي والانساني والسياسي ،والذي يحترم الانظمة والقوانين اللبنانية وخصوصية لبنان وفي الوقت نفسه يحترم انسانية الفلسطيني في لبنان وتمتعه بالحقوق الانسانية والمدنية، وكذلك قضايا العمل وايجاد فرص عمل، وكذلك تبني خطاب اعلامي فلسطيني موحد في اطاره الواسع وهذا لا ينتقص من الخصوصية الحزبية والفصائلية في خطاباتها الاعلامية وادبياتاتها الحزبية والفصائلية على ان لاتكون على حساب المشهد والخطاب الوطني والاعلامي باطاره العريض.

4- أين يكمن دور الاعلاميين الفلسطيني في عرض مشاكل المخيم ونشرها في كافة الدوائر المختصة ؟

-الإعلامي الفلسطيني الحقيقي، لا يوجد امامه الكثير من الوسائل الاعلامية لعرض قضايا مجتمعه، فهو اسير وسائل اعلامية حزبية غير متطورة وخطابها الحزبي والفصائلي هو الطاغي على ادبياتها واعلامهان واعلام غير فلسطيني ينظر الى المخيم من الزاوية الامنية ، فالمخيم لا يكون موقع استقطاب الا وقت الاحداث الامنية والتي هي ايضا يتم تشويهها وتضخيمها، رغم ذلك هناك ابداعات فردية يمككنا وضعها في مجال المحاولات الاعلامية للرقي بالاعلام الفلسطيني و أرى ذلك من خلال اتجاه العديد من الاعلاميين الى انشاء المواقع الإعلامية الالكترونية والمدونات وباعتقادي هذه لا يكفي لابد من اطار اعلامي عريض يتم من خلاله وعبر قنوات عريضة ومؤثرة ضخ الخطاب الاعلامي الذي يمكن ان يؤثر ويشكل السياج الثاني للقضية في بعدها العربي والدولي لا بل ايضا في بعدها الداخلي في الترفع عن المكاسب الحزبية والفئوية الضيقة.

5- لماذا يغيب نفسه الاعلام الفلسطيني عن الساحة اللبنانية والعربية لكي يكون حامي الوجود الفلسطيني؟

-الإعلام الفلسطيني ليس مغيبا بل هو منقسم وهذا الانقسام ناتج عن التعددية الفصائلية والحزبية، اما في اطار الاعلام الوطني الشامل حقيقة هذا ليس موجودا ، وهنا ليس الاعلام هو الخبر اليومي فقط ، السؤال اين كتاب الراي وان وجدو وبالحقيقة موجودين ولكن يضطرون للكتابة في وسائل إعلام غير فلسطينية تفرض شروطها عليهم وهم بالتالي مضطرون وتحت ضغط الحياة العمل في هذا المضمار كعمل وظيفي حياتي من اجل لقمة العيش ،لكننا نفتقد إلى صناعة السينما والتلفزيون والمسرح الذي يخاطب الجمهور والنخب العربية والعالمية.

6- اين يكمن دور السلطة والمؤسسات الفلسطينية والأمن الوطني في تشر ثقافة الوعي الاعلامي وسط الجماهير الفلسطينية؟

السلطة الفلسطينية لديها التلفزيون الرسمي"تلفزيون فلسطين " وكذلك الوكالة الاخبارية الرسمية " وفا" والفصائل والتنظيمات لديها مجلاتها وادبياتها" منشورات وبيانات..."لكن حركة فتح كان وما زال لديها محاولات حقيقة نجحت فيها جزئيا فقد انشأت مجلة القدس وهي شهرية ، ولديها موقع الكتروني اسمه فلسطيننا وكذلك بعض الفصائل لديها مواقع الكترونية وكلها ما زال خطابها فصائليا، اما الامن الوطني الفلسطيني فقد اتخذ خطوة جريئة وصائبة وهي انشاء مكتبا اعلاميا والذي يقوم بتغطية الانشطة التي يقوم بها الأمن الوطني:" الاجتماعية والثقافية والوطنية" ويقوم بتمتين العلاقة بين الامن الوطني وجماهير شعبنا في المخيمات والوقوف على مشكلاتها والمساهمة في حلها او ايصالها الى ذوي الاختصاص لحلها، كما يقوم المكتب الاعلامي بدورا مهما في العلاقات العامة ولدى الامن الوطني الفلسطيني في لبنان موقعا الكترونيا وحسابا على توتير وحسابا على فيس بوك" صفحة ونعتبر اننا ما زلنا في اول الطريق وبحاجة الى تطوير الى عملنا وهذا يتطلب كادرا وامكانيات مادية ، فالكادر نقوم بالتعاون مع اعلاميين مختصيين باقامة دورات اعلامية للعديد من كادراتنا الناشطة في مجال الاعلام هذا الى جانب ما تقوم به هيئة التفويض والتوجيه السياسي والتي تقوم بالدورات الثقافية.

 

التعليقات