الفنان العالمي " راند ويستون " في زيارة لدار كناوة بطنجة

رام الله - دنيا الوطن- القندوسي محمد
عاش فضاء برج الحجوي المعروف بباب المرصى ليلة أمس السبت حدثا استثنائيا تمثل في الزيارة التي قام بها موسيقار الجاز الأمريكي " راندي وينستون " لجمعية دار كناوة " بطنجة.

وبالمناسبة خصصت ساكنة مدينة طنجة، وخاصة منهم المهووسين بفن الجاز استقبالا جماهيريا وحماسيا للمايسترو العالمي " راندي وينستون "، هذه المراسيم التي اختلطت فيها الإيقاعات والأنغام الكناوية والغيوانية مع الإيقاعات الإفريقية، ووسط هذا الطقس الإحتفالي ألقيت كلمة باسم جمعية دار كناوة في شخص رئيسها المعلم عبد الله الكورد وكلمة ترحيبية بالمايسترو وعقيلته باسم مؤسسة طنجة المدينة التي كانت ممثلة في هذا الإحتفال بكل من رئيسها الدكتور عادل العلوي ونائبته هناء بكاري...

ومن جهة أخرى عرف هذا اللقاء مداخلة مستفيضة من طرف أيقونة الجاز العالمي " راندي وينستون " ركز فيها على المحطات الكبرى التي جمعته بالمعلم عبد الله الكورض، من خلال التجربة الفنية المديدة من العطاء، التي تقوم على علاقة قديمة ووثيقة تعود لزمن بعيد، حينما التقى هذا الثنائي المبدع لأول مرة بمدينة طنجة وكان ذلك سنة 1967 ، إذ يعتبر هذا اللقاء بمثابة حجر الأساس والنواة الأولى لفكرة مزج موسيقي بين كناوة و الجاز، و بالفعل طبقت الفكرة و كانت النتيجة روعة بكل المقاييس، وبناء على هذه المبادرة تبنت العديد من الفرق الكناوية والعالمية هذه الفكرة، وبالتالي أصبح جميع "معلمين كناوة " والفرق العالمية  تشتغل على نفس الخط الذي رسمه هذا الثنائي المبدع ، وتعممت الفكرة التي لازالت معمول بها حتى الآن، هذا المزج الموسيقي الذي أصبح يصطلح عليه حاليا بـ " الفيزيون ".

ورغم مرور أكثر من أربعة عقود لا زالت هذه العلاقة الفنية تتعزز يوما بعد يوم، من خلال مسيرة التعاون التي لا زالت متواصلة في هذا المجال إلى حد الساعة، ومن المعروف أن الفنان العالمي " راندي وينستون " والمعلم عبد الله الكورض شاركا في مطلع الثمانينيات في إحياء حفلات موسيقية مشتركة بعدد من دول أوربا وأمريكا، قدما فيها باكورة أعمالهما التي تعتمد على خلط توليفة بين فنون البلوز والسول والجاز وفن كناوة، في مزج أكثر من رائع ، وقد توج هذا التعاون الفني بإصدار العديد من الألبومات التي حققت نجاحا منقطع النظير و انتشارا واسعا على مستوى العالم وخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية .