المركز:المستوطنون يواصلون اعتداءاتهم ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة

رام الله - دنيا الوطن
 يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الاعتداءات المستمرة والمتصاعدة التي يقترفها المستوطنون ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وكان آخرها الاعتداء على منزل سيدة فلسطينية في قرية خربة أبو فلاح، شمال شرقي مدينة رام الله، وإلقاء قنبلتي غاز وصوت داخل شرفة المنزل، وإشعال النار في محتوياتها. ويرى المركز أن تستر قوات الاحتلال على جرائم المستوطنين، بل ومساندتهم وتوفير الحماية الدائمة لهم، وعدم إخضاعهم للقانون، يشكل عوامل تشجيع لهم على مواصلة اقتراف جرائمهم المنظمة ضد المدنيين الفلسطينيين.  كما ويرى المركز أنّ تلك الجرائم تأتي في سياق التحريض المستمر من قبل حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ما يدفع المستوطنين للمزيد من التطرف والكراهية ضد الفلسطينيين.  وفي الوقت الذي يدين فيه المركز تلك الاعتداءات، وصمت حكومة الاحتلال عليها، بل وتشجيعها لها، فإنّه يدعو المجتمع الدولي للتحرك السريع في توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة. واستناداً لتحقيقات المركز، ففي ساعات فجر يوم الأحد الموافق 23/11/2014، تسللت مجموعة من المستوطنين إلى خربة أبو فلاح، شمال شرقي مدينة رام الله.  توجّه المستوطنون إلى منزل عائلة المواطنة هدى عبد الغني عبد الرحيم حمايل، 54 عاماً، وحاولوا اقتحامه، ومن ثمّ كسروا زجاج شرفة المنزل، وسكبوا مادة حارقة في داخلها، وأشعلوا النار في محتوياتها بعد إلقاء قنبلتي غاز وصوت. طالت النيران الكنبات والكراسي والبرادي وجميع الأثاث الموجود داخل الشرفة. وقبل انسحابهم خط المستوطنون شعاراً باللغة العبرية، وباللون الأسود على جدار المنزل، ويعني: "الموت للعرب، انتقاما لدم اليهود المتدينين"، ورسموا نجمة داوود، في إشارة لليهود الذين قتلوا على يد مواطن فلسطيني مقدسي في مدينة القدس المحتلة داخل كنيس قبل خمسة أيام من تنفيذ هذا الاعتداء.  يشار إلى أنّ هذه المرة الأولى من نوعها التي يتم استخدام قنابل الغاز والقنابل الصوتية من قبل المستوطنين في اعتداءاتهم ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الأرض الفلسطينية المحتلة.  وأفادت المواطنة المذكورة أعلاه، لباحث المركز، بما يلي: {{ كنت أنا وبناتي الثلاث، وتتراوح أعمارهن ما بين 11 عاماً و27 عاماً في منزلنا الذي يقع في حارة الشعب، في الجهة الشمالية من قرية خربة أبو فلاح، شمال شرقي مدينة رام الله، قرب المسجد الجديد. وفي حوالي الساعة 3:30 فجر يوم الأحد الموافق 23/11/2014، استيقظنا على أصوات حركة أشخاص خلف المنزل من الجهة الغربية، وتوقعت أنّ هناك لصوصا، أو جنوداً من جيش الاحتلال الإسرائيلي.  قمت على الفور بإضاءة المنزل، وبدأت أسمع حركة وكأنّ أحدهم يصعد على الدرج الخارجي.  في هذه الأثناء سمعت صوت ضرب على باب الشرفة الخارجية، وفي نفس اللحظة تحطّمت نافذة الشرفة المغلقة بالزجاج من جهة بيت الدرج. سمعت حركة محاولة فتح الباب الحديدي الداخلي، وحاولت معرفة من هؤلاء فلم يُجِبْ أحد.  بدأت أنا وبناتي بالصراخ وإجراء بعض المكالمات الهاتفية على الأقارب والجيران من أجل المساعدة. وبعد حوالي دقيقة سمعت أشخاصا يتكلمون باللغة العبرية، ومباشرة ألقوا داخل الشرفة قنبلة صوتية ما أدى إلى حدوث صوت انفجار داخل المنزل، وسادت حالة من الخوف والرعب بيننا. وكما وألقوا قنبلة غاز، ثمّ زجاجة حارقة، وﻻذوا بالفرار نحو الأراضي الجبلية جهة البؤرة الاستيطانية "عادي عاد"، والتي تبعد مسافة حوالي 3كم.  اندلعت النيران وطالت الكنبات والكراسي والبرادي والأثاث الموجود داخل الشرفة.  في هذه الأثناء هرع الجيران والأهالي من سكان القرية لإطفاء النيران، وبعد حوالي أربعين دقيقة وصلت إلى المكان سيارة إطفاء تابعة للدفاع المدني الفلسطيني وأخمدت النيران. بعد خروجنا من المنزل لاحظنا كتابة شعارات باللغة العبرية، وباللون الأسود على جدار المنزل وباب المخزن ورسم نجمة داوود. وتعني الشعارات: "الموت للعرب، انتقاما لدم اليهود المتدينين".  وفي حوالي الساعة 7:00 صباحاً، حضرت قوة من جيش وشرطة الاحتلال إلى المكان وقام أفرادها بتصوير المنزل وأخذوا أقوالي حول ما حدث، وضبطوا بعض المواد من داخل الشرفة التي تم استخدامها من قبل المستوطنين، عنق زجاجة علبة بافاريا واسطوانتين تشبهان علبة الكولا، وعلبة كبريت مكتوب عليها باللغة العبرية كانت بجانب اللوح الخشبي خارج الشرفة. وفي حوالي الساعة 11:00 صباحاً، حضرت الشرطة والارتباط الإسرائيلي مرة أخرى وطلبوا مني الحضور الساعة الواحدة ظهراً إلى مركز الشرطة في بيت إيل من أجل تقديم شكوى رسمية}}.  المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الذي دأب على التحذير منذ فترة من تصاعد اعتداءات المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، وإذ يجدد إدانته الشديدة لتصاعد تلك الاعتداءات، وصمت حكومة الاحتلال عليها، فإنه: 1.    يطالب بكف قوات الاحتلال عن توفير الحماية الدائمة للمستوطنين، وعن التستر على جرائمهم ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، والتي تشكل عامل تشجيع لهم لمواصلة اقترافها، ويطالب حكومة الاحتلال بملاحقة الجناة من المستوطنين، وتقديمهم للمحاكمة.  2.    يدعو المجتمع الدولي للتدخل من أجل الضغط على حكومة دولة الاحتلال لتحمل مسؤولياتها بموجب القانون الدولي، لإنهاء كافة مظاهر الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.3.    يذكر المجتمعَ الدولي بأن الاستيطان بحد ذاته يعتبر جريمة حرب وفق قواعد القانون الدولي، وعليه يتوجب على الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، منفردة أو مجتمعة، تحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية والوفاء بالتزاماتها، والعمل على ضمان احترام إسرائيل للاتفاقية وتطبيقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بموجب المادة الأولى من الاتفاقية.  

التعليقات