(تحقيق)اتهامات خطيرة للهلال والصليب.المسعف العبادلة:قدم حياته مقابل 500 شيكل وبعد استشهاده قطع راتبه

(تحقيق)اتهامات خطيرة للهلال والصليب.المسعف العبادلة:قدم حياته مقابل 500 شيكل وبعد استشهاده قطع راتبه
غزة - خاص دنيا الوطن-اسامة الكحلوت

كغيره من عشرات رجال الاسعاف فى قطاع غزة ممن يقدمون الخدمة الانسانية وخاصة ايام الحرب ، فقد سجل الشهيد محمد العبادلة اكثر حالات نقل اصابات وجرحى خلال الحرب الاخيرة على قطاع غزة ، لينضم لقافلة الشهداء بعد اعدامه بدم بارد ، شهيد سعى من اجل لقمة العيش ليُقطع راتبه بعد استشهاده .

ففى تاريخ 25/7  السابع والعشرون من شهر رمضان منتصف الحرب الاخيرة على القطاع وخلال عمل محمد العبادلة كالمعتاد فى الهلال الاحمر الفلسطينى بخانيونس كضابط اسعاف ، تلقوا تنسيق من الصليب الاحمر للدخول لمنطقة القرارة "ابو هداف" لنقل اصابة متواجدة هناك رغم وجود الدبابات الاسرائيلية بالقرب من المكان ، وتوجه العبادلة  برفقة زميله حسن العتال وغالب ابو خاطر .

وبحسب متابعة شقيقه مهند  العبادلة " 30 عاما " ،  قال انه وبعد مغادرتهم لمركز الاسعاف بخانيونس حضر للمركز شخص وسأل عن اسماء الاشخاص الذين توجهوا بسيارة الاسعاف لتنسيق القرارة ، فأجابوه باسماء الثلاثة ، وقد كان هذا الشخص متطوع فى الهلال الاحمر فى نفس المركز مع الشهيد ، وكان بينه وبين الشهيد  اجتياز دورة  ضابط اسعاف للحصول على الوظيفة ، وحصل عليها العبادلة  واجتاز الامتحان بكفاءة ، ولم يقبل هذا الشخص وهذا حدث قبل الحادثة ،وما زالت الاسرة تحتفظ باسم هذا الشخص الذى سال عن ابنهم قبل استشهاده.

وعند وصول محمد العبادلة للمكان الذى حصل على تنسيق من الصليب الاحمر،  ابلغ الشخص المخصص بالتنسيق بين سائقى الاسعاف والاحتلال الاسرائيلى العبادلة بالتقدم عبر جوال المجموعة " وهو جهاز  خاص للتعامل مع السائقين والصليب الاحمر " ، واجابه العبادلة بان الطريق مغلقة لكثرة الدمار ، فرد عليه منسق الصليب الاحمر بالانتظار دقيقة ، وامره فيما بعد بالنزول من الاسعاف برفقة المسعف حسن العتال وامرهم بالتقدم قليلا فيما تبقى المسعف الثالث فى سيارة الاسعاف .

 وبعد تقدمهم عشرة امتار عن سيارة الاسعاف ، طلب منسق الصليب من العبادلة اعطاء الاشارة وهى ضوء اخضر للتعريف للجيش الاسرائيلي بان المتواجدين هم رجال اسعاف ، وكان حينها  الكشاف الاخضر مع العتال ، فابلغ العبادلة صديقه العتال باعطاء الاشارة ، فسمعه منسق الصليب الاحمر وقال له خذ الاشارة من العتال وارسل الاشارة انت شخصيا ، وبمجرد ما اعطى العبادلة الاشارة اطلق الاحتلال الاسرائيلى النار عليه بشكل مباشر واصابه برجله فى الشريان بشكل مباشر ومن ثم اطلقوا النار على قلبه قبل محاولة انقاذه على يد زميله .

وبقى العبادلة ينزف ما يقارب نصف ساعة ولم يتمكن احد من اسعافه ،  وبعد وصول  مدير مركز هلال خانيونس محمد الهسى لمكان الحادث تمكن من الوصول لجثة الشهيد ، وعند وصوله اتصل بمديرة الصليب الاحمر امال العوينى وابلغها بعدم وجود المسعفين فى السيارة وانه متواجد فى سيارتهم ،  فسألته مستغربة من الذى اعطاهم الامر بالنزول من الاسعاف ؟؟

واتهم شقيق الشهيد الصليب الاحمر بتسليم شقيقه واعدامه بدم بارد ، وقد تحفظ على اسم الشخص المنسق التابع للصليب الاحمر المتواجد بغزة، حيث تمت مراجعته وتسير الامور بسرية كاملة ولم يتم الاعلان عن اى نتائج حتى الان ، مهددا بكشف تفاصيل اخرى  والاسماء على العلن فى الايام المقبلة وفى الوقت المناسب .

كما تم مراجعة الشخص الذى توجه لعمليات الهلال الاحمر بخانيونس  سائلا عن المسعفين المتواجدين فى سيارة الاسعاف المتوجهة للقرارة ، وبحسب رواية الهلال الاحمر لعائلة الشهيد ،  بان هذا الشخص لديه فضول وحب استطلاع فقط ،  فى حين تتأكد الاسرة من ان هذا السؤال له  اعتبارات اخرى ! ، وقامت الاسرة بتقديم شكوى فى شرطة خانيونس ضد هذا الشخص وتولى الامن الداخلى هذا الملف بحسب اقوال العبادلة ، ولم يتم  اعلام الاسرة باى  نتائج حتى الان .. والحديث لعائلة الشهيد العبادلة

وعمل الشهيد فى الهلال الاحمر منذ اكثر من ثلاثة سنوات وخدم خلال حرب 2012 فى خانيونس ، حيث بدأ عمله كمتطوع فى هذا العمل الانسانى ، وبدأ بتقاضى راتب قبل الحرب بفترة قصيرة تحت بند "شيفتات "  براتب شهرى 500 شيكل تقريبا ، بعد خدمته ثلاثة سنوات بدون راتب ، كما تلقى وعودات كثيرة بالتوظيف مثل عشرات العاملين فى  الاسعاف على هذاالنظام .

وبعد استشهاده اوقفت ادارة الهلال الاحمر راتب الشهيد رغم انه متزوج ولديه طفلة فى السنة الثانية من عمرها ، حتى ان اسرة الشهيد طلبت من الهلال  ورقة تثبت استشهاده وهو على راس عمله فرفض الهلال الاحمر ، واتهم شقيق العبادلة الهلال الاحمر بالتقصير تجاه شقيقه الشهيد بعدم توظيفه مسبقا برفقة زملائه القدماء ، وعدم تكريمه بعد استشهاده وتكريم اسرته وزوجته وابنته.

وحمل العبادلة الهلال الاحمر بالمسؤولية الكاملة فى موضوع التنسيق ، لان طبيعة الهلال الاحمر  اذا توجه لتنسيق لا يكون بسيارة واحدة بل بسيارتين اسعاف وبوجود سائقين ومسعفين فى كل سيارة ورجل الاعلام برفقتهم ، فلماذا فى هذه المرة خرج شقيقه الشهيد برفقة مسعف وزميل ثالث للتنسيق بدون سيارة اخرى وافراد الطاقم ، ومن اعطى الاوامر للاسعاف بالتوجه للمكان؟؟؟ ..

ولم تبلغ الاسرة حتى الان باى نتائج رغم مرور 4 شهور على استشهاده ، كما تم قصف منزل الشهيد الخاص ولم يحصل ذويه على اى تعويض حتى الان سوى الف دولار من وزارة الاشغال ، كم تم  قصف ارضهم الملاصقة للمنزل باربعة صواريخ من نوع اف 16 ، ولم يتمكنوا من ردم الحفرة وتسويتها بالارض خوفا من وقوع الاطفال فيها مناشدا بلدية خانيونس بردم الحفر  ، بالاضافة لتدمير شاحنة نصف نقل وسيارة خاصة بالشهيد كان يعمل عليها بعد انتهاء دوامه فى الاسعاف .

وطالب العبادلة الصليب الاحمر بكشف حقيقة اغتيال شقيقه محمد من اشخاص معروفين جيدا ، كما طالب الهلال الاحمر باجراء تحقيق بملف الشهيد والتحقيق مع جميع الطواقم التى تواجدت فى ذلك الوقت وصرف مستحقاته بالاضافة لراتب شهرى لزوجته وابنته ، وذلك بعد قطع راتبه ومستحقاته بعد استشهاده ، لدرجة ان الهلال الاحمر قام بتوزيع مساعدات غذائية على العاملين بالاسعاف بمساعدة الصليب الاحمر ولم تحصل اسرة الشهيد على هذه المساعدة.

من جهته قال الدكتور بشار مراد مدير عام الاسعاف والطوارئ فى الهلال الاحمر الفلسطينى ، انه بعد استشهاد العبادلة قام بالعديد من الاتصالات بخصوص عائلته من ضمنها التواصل مع الهلال الاحمر الاماراتى والاتحاد الدولى للصليب الاحمر ، وحصلوا على موافقة من اميرة اماراتية لتبنى العائلة وقاموا بارسال الملفات المطلوبة الخاصة بالعائلة للاميرة ، وقد زار الوفد الاماراتى الاسرة واعلمهم بذلك .

وفيما يخص الاتحاد الدولى اضاف مراد ان اسرة العبادلة لم تسلم الاوراق المطلوبة حتى الان الخاصة بالشهيد كشهادة الوفاة باللغة الانجليزية لاتمام اجراءات التعويض لاسرته واسر شهداء الحرب فى طواقم الاسعاف .

واضاف لمراسل دنيا الوطن " لن نقصر بصرف راتب للاسرة اذا تخلت الامارات عن العهد الذى تعهدت به "

وقمنا بمناقشة موضوع صرف مبلغ للاسرة حتى وصول المبلغ  من الهلال الاماراتى وجارى التعامل بهذا الموضوع بالمقر العام برام الله لصرف المبلغ " .

مؤكدا انه ما زال الهلال الاحمر الفلسطينى يعمل ميدانيا لترتيب الامور بجهود كبيرة فى توزيع المساعدات ، ولم يتم تكريم ضباط الاسعاف لعدم انتهائهم من العمل الناتج عن الحرب الاخيرة على قطاع غزة  ، وهناك اتصالات متواصلة بخصوص ملف الشهداء.

وفيما يخص مجموعة المتطوعين فى الاسعاف منذ عدة سنوات على نظام الشيفتات كالشهيد العبادلة قال مراد "  جهاز الاسعاف يكتفى ويكتمل بتشغيل 105 اشخاص عاملين فى الاسعاف والطوارئ فى مراكز قطاع غزة ، ولكن قمنا بتشغيل 140 شخص ونقوم بصرف مبالغ مالية لهم ، واذا تحدثنا عن توظيفم سنقوم باستيعاب 15 موظفا وسيتم الاستغناء عن البقية ، ولكن فضلنا ان يعمل الجميع على هذا النظام مؤقتا ".

مشيرا الى ان طواقم الهلال بخانيونس قاموا بتسليم زوجة الشهيد العبادلة مساعدة كاملة من فرشات وحرامات ووسادات كباقى موظفين الهلال الاحمر ، بالاضافة لـ 400 دولار ، كما تكفلت ادارة الهلال بمصاريف عزاء الشهيد والتى وصلت الى 12 الف شيكل ، ومن ثم تسليم الاسرة مبلغ يقارب 3000 شيكل  .

وقد نفى شقيق الشهيد العبادلة استلام اى مساعدة منذ لحظة استشهاد شقيقه ، موضحا ان مبلغ 400 دولار قد تم جمعه من اصدقاء الشهيد العاملين فى الهلال وتسلميه لطفلة الشهيد كعيدية فى اول عيد لها بدون والدها ، بالاضافة لتسلم مبلغ 2500 شيكل من احدى المؤسسات الدولية فقط .

بدورها قالت سهير زقوت الناطقة باسم الصليب الاحمر فى قطاع غزة ، انه خلال الحرب الاخيرة على قطاع غزة ادان الصليب الاحمر مقتل سائق الاسعاف وهو خسارة للصليب الاحمر والهلال كما تتفهم مأساة العائلة ، وقد قامت المؤسسة بالتنسيق للاسعافات وفرق المياه والكهرباء على اعتبارها انها مؤسسة انسانية حيادية تقوم بتسهيل حركة الاسعافات لنقل الجرحى .

وقالت لدنيا الوطن في ردها على حديث عائلة المسعف" محمد وضع حياته فى خطر لانقاذ الجرحى وكانت حركته فى سيارة الاسعاف تحمل اشارة الهلال وهى اشارة معلومة وواضحة واى خرق ووضع طواقم الاسعاف تحت النيران هو خرق للقانون الدولى الانسانى " .

واستنكرت اتهامات عائلة العبادلة قائلة " لا اعتقد انه وبعد 47 عاما من تواجد الصليب الاحمر وقيامها بهذا الدور الحيادى وخاصة فيما يخص حركة الاسعافات ، ان يتم توجيه اصابع الاتهام للصليب الاحمر لانها مؤسسة انسانية وليس من العدل ان يتم اتهامها " .

مشيرة الى انه فى اى خرق للقانون الدولى يقوم الصليب الاحمر بتوثيق الحالات والاحتفاظ بها عبر حوار سرى وثنائى مع الجهات المعنية والعائلة .

مؤكدة ان ابواب الصليب الاحمر مفتوحة على مدار الساعة وعلى استعداد لاستقبال الطلبات والمواطنين والاستماع لشكواهم .














التعليقات