لا يقتل ألمك أملك‎

لا يقتل ألمك أملك‎
الحياة محطات تتنوع وتتعدد والإنسان فيها دائر بين المحطات جميعها .. تارة هو والألم رفقاء وتارة يسير في طريق سالك لا عوج فيه ولا أمتا..
وما تركت الحياة بشرا منذ سيدنا آدم وحتى يومنا هذا لم تذقه من مرارتها ولم تلسعه من لدغاتها ولم تمطره بزخات من الآلام..

والناس في تعاملهم مع الألم مذاهب فمنهم من تهزه لحظة ألم فينهار ويقع ومنهم من يواصل المسير ثم يتباطأ حتى يقف متأثرا بألمه وخائفا من أن يصادفه ويلاقيه غيره في الطريق ومنهم من يسير إلى النهاية متحملا كافة المتاعب والمصاعب والآلام مهما كانت قوتها..

وسيرة التاريخ وحديث الأيام يخبراننا بأنه بقدر صبرك على المتاعب بقدر ما تنجح وتتقدم وتصل إلى ما تريد وأن كل من استسلم وانهار وفقد قدرته على الصبر لم يسجل اسمه في سجل الناجحين..

وحدق يا رعاك الله في سيرة من كان قبلنا من المميزين والناجحين وطلائع البشر تجد ان المعاناة كانت لصيقة بهم فصهرتهم وأبانت معدنهم وارتقت بهم مكانا عليا في دنيا الناس..
لقد مستهم البأساء والضراء وزلزلزوا لكنهم لم يستكينوا بل واصلوا حتى تحقق لهم ما أرادوا ووصلوا للمبتغى..
إن الآمال وحتى تتحقق لابد من صبر على الآلام التي تسببها وثبات على الأوجاع التي تأتي بها وإلا فانسحب من الحياة وكن في هامشها واقبل بمكانك قابعا فيه ولن تسمح لك الأيام عندئذ بأن تكون شيئا مذكورا..
كن صلبا قويا واصبر كما صبر صفوة البشر انبياؤه ورسله وثبتوا ولم تتزعزع لهم الأقدام حتى وصلوا لأهدافهم وتحققت غاياتهم .. ولا تسمح لألمك بأن يقتل أملك.
=======================
 
== غـــــــــــــصن الزيتــــــــــــتون ==

التعليقات