المتحف الفلسطيني ينظم ورشتي رسم للأطفال مع الفنان العراقي أثير موسوي

المتحف الفلسطيني ينظم ورشتي رسم للأطفال مع الفنان العراقي أثير موسوي
رام الله - دنيا الوطن
بمناسبة يوم الطفل العالمي وضمن فعاليات مهرجان أيام العلوم، نظم المتحف الفلسطيني ورشتي رسم للأطفال مع الفنان العراقي أثير موسوي بمشاركة أكثر من 100 طفل، من القدس وحيفا ونابلس وأريحا والخليل ومخيم الدهيشة ومجموعة من قرى رام الله منها: قبية ونعلين ودير قديس، والمدية وصفا. وبينما هدفت الورشة الاولى، التي نظمت في مركز بلدية البيرة الثقافي، إلى الخروج برسومات لقصص أطفال مستوحاة من المعرض الافتتاحي للمتحف الفلسطيني "أبداً لن أفارق"، تمحورت الورشة الثانية التي نظمت في قلعة الخواجا في نعلين، على تركيب جدارية مشتركة من صنع الاطفال محورها نبتة الصبار.
وقالت د. ربا صالح، مديرة وحدة البحث والمقتنيات في المتحف الفلسطيني بأن الورشات التي أشرف عليها الفنان أثير موسوي تسعى إلى خلق مساحة للأطفال ليعبروا عن أنفسهم من خلال الفن وليساهموا في وضع لبنات مشروع قصص الأطفال المرتبط بالمعرض الافتتاحي للمتحف، والتي تم استلهامها بناءً على قصص حقيقية مستمدة من مقابلات أجريت مع فلسطينيين يعيشون في فلسطين وفي الشتات. ومن قصص الأطفال التي يسعى المتحف إلى إصدارها : "سلمى وشجرة الصبار، وسرير جدي، وعود أبي الثمين، والمراي، والباب الأزرق، وشارك في كتابتها كل من : خالد جمعة، أحلام بشارات، ابتسام أبو ميالة، مايا أبو الحيات، سونيا نمر."
وأكد موسوي، الذي يزور فلسطين للمرة الأولى، بأن تجربته في العمل مع أطفال فلسطين خلال هاتين الورشتين فتحت أعينه واكسبته تجربة مهمة وغنية. وقال "كان الهدف من الورشة الأولى التأكيد على روح العمل الجماعي مع الأطفال المشاركين لتحقيق هدف مشترك كفريق وخرجنا في النهاية بجدارية كبيرة مشتركة. أما في الورشة الثانية فقد حاولت أن أحث الأطفال على توظيف فهمهم لجمال بلادهم من الناحية البصرية في رسوماتهم من أجل بناء جدارية كبيرة لنبات الصبار. ومن خلال تشجيع الأطفال لاستخدام أرضهم كموضوع وعدم التركيز على السياسة وجدت أنهم استطاعوا التعبير عن أنفسهم بصرياً بشكل أكبر وأكثر تطوراً، وخرجنا بنتائج مذهلة، وكان ذلك بعكس ما جرى عندما طلبت منهم مجرد أن يرسموا حيث قاموا عندها برسم رموز الاحتلال المختلفة مثل الجدار والأسيجة وغيرها وكان خيالهم مغيب."
وخلال الورشة الأولى قام الفنان أثير موسوي بتقسيم جدارية مكونة من خمسة لوحات كان قدر رسمها واستوحاها من القصص الخمسة، حيث وزعها على الأطفال الذين قاموا بمحاكاتها.وفي الختام قامت الكاتبة مايا أبو الحيات برواية القصص للأطفال ليقوموا بعدها بربط أحداث القصص بالرسومات المنتجة .
وشاركت الحكواتية سلوى جرادات في الورشة الثانية والتي جاءت ضمن فعاليات أيام العلوم من خلال قراءة قصة "سلمى وشجرة الصبار" لخالد جمعة، والتي استوحاها الكاتب من إحدى قصص المعرض الافتتاحي للمتحف الفلسطيني "أبداً لن أفارق"، وتدور قصتها حول صبرة شقت طريقها من مدينة يافا أثناء التهجير وتنقلت مع عائلة فلسطينية من مكان الى آخر عبر العالم إلى أن عادت واستقرت في رام الله ، ولا تزال صاحبتها تحتفظ بها حتى اليوم. وقام الاطفال برسم نبتة الصبار ونسج جدارية من رسوماتهم المشتركة بمساعدة الفنان الموسوي.
ونظمت الورشتين بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات الثقافية هي: مؤسسة المعمل (القدس)، ومدرسة حوار (حيفا)، ومركز الليلك (مخيم الدهيشة)، ولجنة إعمار الخليل (البلدة القديمة في الخليل)، ومركز الطفل- بلدية أريحا، ومركز تنمية موارد المجتمع (نابلس، ومدرسة بنات قبية الثانوية، ومدرسة ذكور نعلين الثانوية، ومدرسة بنات نعلين الثانوية، ومدرسة ذكور نعلين الأساسية المختلطة، ومدرسة المدية الأساسية المختلطة، ومدرسة بنات صفا الثانوية، ومدرسة ذكور دير قديس الثانوية.
ويذكر بأن العمل جارياً للتحضير للمعرض الافتتاحي للمتحف " أبداً لن أفارق" والذي يتزامن افتتاحه مع افتتاح المتحف في ربيع عام 2016. ويسعى المتحف من خلال المعرض إلى جمع قصص ترتبط بأشياء يحتفظ بها الفلسطينيون بشكل شخصي ولا يستطيعون مفارقتها على مر السنين، واعادة صياغة القصص بشكل جمعي لتمثل علاقة الفلسطيني الوثيقة بالأرض والهوية وتعكس واقعاً يعيشه الشعب الفلسطيني الحالي.


التعليقات