عودة الشرعية والأمن الشرعي شروط اعادة الاعمار..المجلس الاستشاري لفتح:المؤتمر السابع خلال شهرين

عودة الشرعية والأمن الشرعي شروط اعادة الاعمار..المجلس الاستشاري لفتح:المؤتمر السابع خلال شهرين
رام الله - دنيا الوطن
عقد المجلس الإستشاري لحركة فتح دورته الثامنة بمدينة رام الله في مقر الرئاسة يومي 22 -23 نوفمبر 2014، وقد اعلن الاخ ابو علاء إفتتاح الدورة  - دورة شهداء الوطن وشهداء القدس والمسجد الأقصى. دورة شهداء أعضاء المجلس الإستشاري وهم الإخوة المناضلون ابو الرائد الأعرج، ومحمود اللبدي، واحمد هزاع الذين ارتقوا لجوار ربهم بعد حياة حافلة بالعطاء الوطني لحركتنا فتح ولكفاح شعبنا الفلسطيني ضد الإحتلال الإسرائيلي، وبعد تثبيت العضوية وتوفر النصاب ، عزف النشيد الوطني الفلسطيني ووقف الاخ الرئيس ابو مازن وأعضاء المجلس وقرأوا فاتحة الكتاب على أرواح شهداء شعبنا في معركة الحرية والإستقلال الوطني.

كلمة الأخ الرئيس  ابو مازن:

وقد القى الأخ الرئيس ابو مازن في بداية الجلسة كلمة جامعة تناول فيها الوضع السياسي الداخلي والوطني والدولي، وتوقف الرئيس مطولا اما هذه المحاولة الإسرائيلية المشؤومة للمساس بالمسجد الاقصى المبارك وتقسيمه زمانياً ومكانياً ، وقال الرئيس انه حق أخلاقي ووطني وديني للدفاع عن الاقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، أن يتصدى اهلنا لهؤلاء  المعتدين المغتصبين الذين تقف وراءهم حكومة نتنياهو التي خربت جهود السلام وتقود هذه الحملة المسعورة في القدس وفي الأقصى لضرب أي امل في الامن والسلام بين الشعبين وعلى اساس حل الدولتين ، واضاف الرئيس أنني أحيي شعبنا الصامد للدفاع عن القدس والاقصى وأقول لكم " كلنا فداء الاقصى وكلنا فداء القدس"  ، واوضح الرئيس ان نتنياهو وحكومته المتطرفة عملت لطوال تسعة اشهر من المفاوضات برعاية جون كيري وزير الخارجية الامريكي على إفشال كل مسعى وكل مبادرة أوروبية أو أمريكية أو من الامم المتحدة لإحياء عملية السلام ، واخذت تعتدي وتصادر الارض والمنازل من أهلنا في القدس الشرقية تحت حماية قوات الإحتلال ، متحدية الشرعية الدولية والإدانات التي تصدر يوميا عن الهيئات الدولية المختلفة ، وأوضح أن موقفنا واضح وضوح الشمس ويلقى الإحترام والتأييد من الأسرة الدولية ويقوم على الإلتزام بحل الدولتين وبالمفاوضات على اساس التزام اسرائيل بالمقابل بالإنسحاب حتى خط عام 67 ورحيل المستوطنين من أرضنا ، وكذلك إطلاق الدفعة الرابعة من أسرى الحرية المعتقلين قبل العام 1992.

وتناول الرئيس في ختام كلمته الجهود الاردنية المشكورة لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى وامر الملك عبدالله الثاني بسحب السفير الأردني احتجاجا، وفي مواجهة هذا التدنيس المدبر من نتنياهو وحكومته تدخل كيري وجاء الى عمان واستدعى نتنياهو الى عمان ، حيث تم الإتفاق على التهدئة ووقف الإستفزازات والالتزام الإسرائيلي بإتفاقية الوضع الراهن المقرة في عام 1967.

وتناول الرئيس جهود السلطة الوطنية وحكومة الوفاق الوطني لإعادة اعمار قطاع غزة ومؤتمر المانحين في القاهرة حيث تم الإلتزام بمبلغ خمسة مليارات وثلاثمائة مليون دولار من اجل اعمار غزة بعد العدوان الإسرائيلي في تموز وآب الماضيين، وفي ختام كلمته اكد الرئيس تمسكنا بالوحدة  والمصالحة الوطنية وإنهاء الإنقسام وتجاوز كل الاخطاء والسلبيات والتجاوزات التي تحاول إعتراض مسيرة الوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام، مؤكداً أن مشروع قرارنا في مجلس الامن يتطلب أن نكون موحدين في ظل الشرعية الوطنية التي تقوم على قاعدة المشاركة والتكافؤ وليس على اساس الإنفراد في السلطة والقرار ، كما يروج الذين يتحملون مسؤولية تدمير غزة دون إدراك ودون مسؤولية ، واليوم ورغم نجاح جهود الوحدة وتوقيع اكثر من إتفاق في القاهرة وقطر ومخيم الشاطئ في غزة، فهناك من يعمل على تعطيل المسيرة الوطنية ، وهذا كان واضحاً في إلغاء إحياء شعبنا للذكرى العاشرة لإستشهاد الرئيس ابو عمار، سواء بحرق منصة الإحتفال أو بإلقاء المتفجرات على عدد من منازل قادة فتح، والإعلان غير المسؤول بأن القوى الشرطية والامنية لن تقوم بتامين حماية المهرجان وكذلك  تهديد شركات الباصات بعدم نقل المحتفلين من أنحاء القطاع الى ساحة الكتيبة حيث كان من المقرر قيام المهرجان بموافقة قيادة حماس . وقال الرئيس أمامنا ايام حاسمة وتاريخية في مجلس الامن لإنتزاع القرار الدولي الملزم لإسرائيل وإجبارها على الإنسحاب وقيام دولتنا خلال عامين، وهذا يستدعي الوحدة والمزيد من الوحدة وليس التهجم دون وجه حق علينا وعلى رئيسنا الشهيد ابو عمار.

جلسة النقاش العام :

وبعد كلمة الرئيس ابو مازن أعلن امين سر المجلس الإستشاري الأخ ابو علاء بدء جلسة النقاش العام التي استغرقت على مدى يومين أكثر من عشر ساعات ، حيث تحدث عدد من الإخوة أعضاء المركزية واعضاء المجلس الثوري ، وكذلك 32 عضو من المجلس الاستشاري ، وقد تناولت المداخلات الرؤية الوطنية والسياسية لتعزيز الوحدة وإنهاء الإنفصال وكذلك رؤية فتح لتعزيز التلاحم الوطني في القدس لحماية الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحسة ، وتعزيز المقاومة الشعبية في كافة المناطق التي يتهددها الإستيطان وكذلك تامين حماية المساجد في القرى وحماية المزروعات من الحرق الذي يقوم به المستوطنون وكذلك سرقة محاصيل الزيتون تحت حماية قوات الإحتلال.

واكد اعضاء المركزية والثوري والاستشاري دعمهم الكامل لمشروع القرار الوطني لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي والذي قدمه الأخ الرئيس لمجلس الأمن الدولي والذي من المقرر أن يبدأ المجلس بحثه ودراسته المعمقة يوم الثلاثين من نوفمبر الجاري 2014 وقد وجه المجلس الاستشاري التحية لأسرانا البواسل وجرحانا ونعاهدهم على مواصلة النضال لإطلاق سراحهم ، وقد أصدر المجلس الإستشاري في ختام اجتماعاته على مدى يومين البيان التالي:

أولاُ: القدس خط احمر:.

يحيي المجلس الإستشاري الهبة الجماهيرية البطلة والروح الشجاعة التي تتحدى اليوم بالصدور العارية الهجمة الإستيطانية ضد القدس الشريف والمسجد الأقصى ويبرهن شبابنا ونساؤنا ورجالنا في القدس أنهم المرابطون في بيت المقدس وأكناف بين المقدس الى يوم الدين. وهم يتقدمون الصفوف ويقدمون التضحيات من اجل حماية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، ويؤكد المجلس الاستشاري وقوف شعبنا كل شعبنا مع القدس والمدافعين عن المقدسات، ولن يكونوا وحدهم في المعركة المصيرية في القدس والأقصى وهي التي ستقرر مصير الشعب الفلسطيني ، وأن ننتزع حقنا المشروع في ارضنا وقدسنا وحريتنا، وان تكون لنا دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف،  وهذا قرار فتح وقرار شعبنا وقرار أبطال القدس وشبابها وابنائها ونسائها والمرابطات والمرابطون.

يؤكد المجلس الإستشاري أن السلام والأمن والإستقرار تبدأ من القدس أولاً، ويحذر من خطورة هذا المساس بالمقدسات وتحويل الصراع الى صراع ديني. ولن ينسى أبناء شعبنا ما قاله رئيسنا الخالد ابو عمار" ليس منا وليس فينا من يفرط بذرة تراب من أرض القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية"   ويقول شعبنا وحركتنا وكل احرار أمتنا " أن القدس في خطر وكلنا فداؤك يا قدس"  

وفي مواجهة هذا الخطر المحدق بالقدس والاقصى يدعو المجلس الإستشاري منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية  والاردن الشقيق الذي يتولى رعاية وحماية المقدسات وكذلك المغرب الذي يرأس لجنة القدس للعمل ليل نهار على صعيد دعم صمود اهلنا في القدس وعلى الصعيد الدولي لإرغام اسرائيل على وقف عدوانها لتدنيس الأقصى والمقدسات لقطع الطريق على حق شعبنا في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ويدعو المجلس الإستشاري الى توحيد المرجعيات والهيئات العاملة من أجل حماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية ، ويجب ان تصل رسالة الدعم والمساندة لكل بيت في قدسنا ، وأن يشعر اهلنا الصامدون أنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة المصيرية التي يتقرر في ضوئها مصير وطننا فلسطين. ويدعو المجلس الإستشاري الى رصد الموازنات الطارئة للأسر والعائلات التي تقدم شهداء الحرية ويقوم المحتل الإسرائيلي بإعتقالهم وهدم منازلهم ، هؤلاء هم الأحق منا جميعا بالدعم والمساندة والوقوف الى جانبهم دون كلل ودون تردد، انهم يصمدون من اجل مستقبلنا في هذا الوطن التاريخي فلسطين الذي لا وطن لنا سواه.

ثانياً: الإعتراف الدولي يعزز صمود شعبنا ويقرب ساعة الخلاص من الإحتلال.

ان المجلس الاستشاري وبعد تحليل معمق للأوضاع الدولية واستمرار الغطرسة الاسرائيلية والعدوان والاحتلال والاستيطان ، يؤكد أن التحرك لتقديم مشروع القرار الوطني الى مجلس الأمن الدولي لانهاء الإحتلال وإقامة دولتنا المستقلة وحق اللاجئين في العودة لا بد وان يحقق في ظل هذه العزلة الدولية لإسرائيل انجازا تاريخيا لشعبنا الصامد المكافح، ويترافق مع هذا القرار التاريخي الذي نامل أن يلقى الدعم والموافقة من جميع اعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر، ويترافق هذا التوجه لمجلس الامن مع حركة عالمية في اوروبا للإعتراف بدولة فلسطين المستقلة، حيث اعلنت دولة السويد الصديقة اعترافها الكامل بدولة فلسطين دون قيد او شرط، من اجل تعزيز الجهود الدولية لإرغام اسرائيل على الإنسحاب من الارض الفلسطينية ، ودولة السويد المعروفة بانها دولة الضمير الأوروبي قد حرك قرارها عدة برلمانات أوروبية ، كان أولها مجلس العموم البرطاني الذي دعى الحكومة للإعتراف بدولة فلسطين ودَعَم هذا القرار 274 عضو وهم عدد الحاضرين في هذه الجلسة التي كرست لبحث أقوى وافضل الوسائل لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وتنفيذ حل الدولتين . وبعد بريطانيا صوت البرلمان الايرلندي بالإجماع واعترف بدولة فلسطين، وبعد ايام من تصويت ايرلندا صوت البرلمان الاسباني واصدر قرار الاعتراف بدولة فلسطين بنسبة تصويت غير مسبوقة في اسبانيا، حيث صوت مع القرار 319 عضو وضده اثنا وواحد امتنع. ومن المقرر ان تصوت الجمعية الوطنية الفرنسية يوم 2 ديسمبر القادم على الاعتراف بدولة فلسطين .

كما يتوجه المجلس بالتحية لدول امريكا اللاتينية والدول الإفريقية وعدم الإنحياز ودول قمة المؤتمر الإسلامي التي وقفت مع شعبنا تاريخيا وساندته دائما، واليوم اعلن رؤساء اللجان والتكتلات في البرلمان الأوروبي الذي يجمع كل ممثلي الدول الاوروبية وعددها 28 دولة ، أن هذا البرلمان سيعلن يوم الإجتماع القادم للتصويت على الإعتراف بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ويحيي المجلس الاستشاري هذه الوقفة العالمية من قبل العديد من البرلمانات الدولية مع قضية شعبنا العادلة على اساس حل الدولتين . ويؤكد أن هذه القرارات الصادرة عن الشرعيات البرلمانية ستاخذ طريقها الى التنفيذ ولن تبقى تصويتا رمزياً لفترة طويلة، فالبرلمانات هي التي تعزز سياسات السلطة التنفيذية والحكومة في نهاية المطاف، ولهذا تحيل قرارها بالإعتراف اهمية تاريخية وسياسية جعلت اسرائيل تسحب سفيرها من السويد وتدين قرار اسبانيا وتمارس ضغوطا في بريطانيا ، الا ان كل هذه المحاولات باءت بالفشل ، نعم هنالك تغير دولي حاسم لصالح شعبنا ودولتنا ، وهذا الإنعطاف التاريخي انما يؤكد لشعبنا الصامد أن ساعة الحرية قد دنت         .

ويدعو المجلس الإستشاري باقي البلدان العالمية لإتخاذ نفس القرارات في برلماناتها للإعتراف بدولة فلسطين لدعم مسيرة السلام والامن والأستقرار في الشرق الأوسط وانهاء آخر احتلال في التاريخ.

ويدعو المجلس الاستشاري لوضع خطة تحرك شاملة للمجلس الوطني والتشريعي والاستشاري وكذلك المنظمات الحقوقية ومنظمات حقوق الأنسان للتحرك على مستوى القارات الخمس لمزيد من قرارات الدول والبرلمانات الدولية للإعتراف بدولتنا الفلسطينية ، فكل اعتراف انما يعزز الصمود الوطني لشعبنا ويعزز المقاومة الشعبية ضد الاستيطان وقطعان المستوطنين الذين يعيثون فسادا في ارضنا ومساجدنا ومزارعنا وزيتوننا.

وخطة التحرك المطلوبة على المستوى الدولي وتامين الحماية الدولية لشعبنا تفضح وتعري الأكاذيب الاسرائيلية الزائفة التي تلقى الدعم من آلة اعلامية ضخمة تسيطر عليها الصهيونية العالمية والايباك في امريكا . نعم يجب ان تحمل وفودنا الرؤيا السياسية الواقعية والمسؤولة لانهاء الاحتلال والاستيطان وقيام دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف على اساس حل الدولتين وهذا الموقف يحظى بالدعم والاسناد الدولي ويجب المثابرة على تعزيزه على المستوى العالمي وبشكل دائم ومبرمج. ويجب العمل على انهاء حالة الانقسام وتعزيز المصالحة والوحدة وحكومة الوفاق الوطني لسحب الذرائع من يد آلة الدعاية الإسرائيلية والصهيونية المضللة . وفي هذا السياق يجب ان تكون رؤيتنا رؤية وطنية على اساس البرنامج الوطني الذي اقرته مجالسنا الوطنية ووثيقة الاسرى وعلى اساس تحقيق الوحدة والمصالحة واقامة حكومة الوفاق الوطني التي فشلت حملة نتنياهو  ضدها فشلاً ذريعاً  حيث رحبت بها دول العالم قاطبة بإستعادة الوحدة والمصالحة وبحكومة الوفاق الوطني ورفضت الإدعاءات الإسرائيلية المضللة . وبفضل قيام حكومة الوفاق وبجهود مصرية كبيرة برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي وبدعم من النرويج ، عقد مؤتمر المانحيين في القاهرة وتعهد بمبلغ خمسة مليارات وثلاثمائة مليون دولار لدعم اعادة اعمار غزة التي دمر العدوان الاسرائيلي في تموز وآب منازلها واحياءها ودمر البنية التحتية في جميع مدن القطاع وكذلك المشاريع الصناعية ومحطة الكهرباء وقتل اكثر من ألفي مواطن واصيب بقذائف العدوان الاسرائيلي اكثر من عشرين الف مواطن ، المطلوب اليوم اكثر من اي وقت مضى الاسراع في انهاء الانقسام للدفع بعجلة اعمار غزة بأسرع وقت لما فيه مصلحة المواطن الفلسطيني في الذي دفع ثمن العدوان وتعطيل المصالحة الوطنية ، وكذلك دعم القرارات الدولية المتتابعة للاعتراف بدولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . ان الأولوية المطلقة للوحدة والمزيد من الوحدة من أجل الاستقلال الوطني وإقامة دولتنا ، واقتلاع الاستيطان من أرضنا ، واستعادة القدس الشريف العاصمة الخالدة لدولتنا الفلسطينية المستقلة .

ثالثا : إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس أبو عمار ، والذكرى الخمسين لانطلاقة حركة فتح .    

         أحيا شعبنا الذكرى العاشرة لاستشهاد رئيسنا الخالد ابو عمار في كافة أماكن تواجده في الوطن والمخيمات والشتات وعلى مستوى العالم . حيث أكدت هذه الاحتفالات أن الشعب الفلسطيني يجدد تصميمه على الكفاح والنضال من أجل إنهاء الاحتلال على أساس الأهداف والمبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية التي رسخها الشهيد ابو عمار في الضمير العالمي ، والتي أخذت تؤتي أكلها بهذا الاعتراف العالمي بدولتنا الفلسطينية يوما بعد يوم . ان هذه  الذكرى وجهت بدورها رسالة الى دول العالم وشعوبه ، أن طريق ياسر عرفات هو طريق شعبنا نحو الحرية والاستقلال ، ولا تنازل ولا تراجع مهما عظم جبروت قوة الاحتلال ، ورغم كل الوحشية الاسرائيلية في الاستيطان والاحتلال والاعتقالات ونسف المنازل ووضع المكعبات الاسمنتية ، واتخاذ القرارات العنصرية ضد اليد العاملة الفلسطينية ليس في عسقلان وحدها، بل حيث  يوجد احتلال وحيث يوجد مستوطنون هناك سياسة عنصرية استعلائية وإلغائية تحاول طرد شعبنا من وطنه وتنفيذ سياسة الترانسفير والتطهير العرقي . 

          ولا بد للمجلس الاستشاري أن يدين ما جرى في غزة على يد قيادات من حماس ، والذي أدى الى إلغاء مهرجان شعبنا لإحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد قائد شعبنا ورمز نضاله " ابو عمار " ، والى إنهاء المصالحة ، وإعاقة عمل حكومة الوفاق الوطني . هذا المهرجان الذي كان رسالة ضد العدوان والاحتلال والحصار المفروض على قطاع غزة ، والقضاء على أجواء الانقسام والتنابذ وليس للصراع على السلطة ، وعودة قطاع غزة الى حضن الشرعية الوطنية والأمن الوطني الى المعابر وعودة النظام العام في جميع انحاء القطاع ، والتي تمت الموافقة عليها في اتفاقيات الوحدة وإنهاء الانقسام ، وكذلك في اتفاقيات إعمار قطاع غزة مع مبعوث الأمم المتحدة روبرت بيري . 

          ويدين المجلس الاستشاري التفجيرات من قبل حماس أمام مساكن اعضاء من قيادات فتح غي غزة ، ونسف المنصة التي اعدت للاحتفال الذي كان مقررا في ساحة الكتيبة . فكانت حركة فتح كعهدها دائما تريد من هذا المهرجان ان يحقق رسالة شعبنا ضد الاحتلال ، وكذلك رسالته لتعزيز الاعتراف العالمي بحقنا في الحرية والاستقلال . أما مسألة السلطة ومن يحكم ومن يعارض في نظام ديمقراطي ، فهذه المسألة يقررها المواطنون وهم يدلون بأصواتهم في صندوق الانتخابات الديمقراطية الحرة ، وعلى أساس التمثيل النسبي الكامل . وعلى شعبنا ان يعمل لإنهاء الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ وقوع الانقلاب الذي قامت به حماس ضد السلطة الشرعية قبل سبع سنوات . وبإمكان اهلنا في قطاع غزة أن يقيِموا بأنفسهم ما ألحقه هذا الانقلاب ضد الشرعية وضد شعبنا ومصالحه وحياته . وللأسف أضاعت قيادات من حماس هذه المناسبة التاريخية لاستشهاد قائد الشعب الفلسطيني لتوجيه رسالة صمود ووحدة ضد المحتل الاسرائيلي ، ورسالة شكر وتقدير واحترام للأسرة الدولية التي تقف الى جانبنا في معركة الحرية والمصير الوطني . 

          ان المجلس الاستشاري يدعو الى طي صفحة الماضي المؤلمة وفتح صفحة جديدة تقوم على الأخوة والوفاق والمشاركة في المصير الوطني التي أكدها بدمه رئيسنا الشهيد ابو عمار. ونلفت نظر بعض قادة حماس أن تصريحاتهم السلبية ضد الرئيس ابو مازن لا تخدم غير اسرائيل . فالرئيس ابو مازن عند نتنياهو وأحزابه العنصرية هو الذي يقف وراء التحريض والاستفزاز والارهاب الدبلوماسي ، وهو الأخطر من عرفات رغم انه يلبس بدلة مدنية ولا يحمل مسدسا . وللأسف فإن هذه التصريحات مناورة رخيصة ليس من شأنها دفع مسيرة الوحدة والمصالحة الى الأمام ، بل تضع علامة استفهام على اصحاب هذه المواقف والتصريحات ، وكأن ما يعنيهم هو بقاء هذه الحالة المتردية في قطاع غزة ، ويبدو أنهم وحدهم هم المستفيدون منها ، بينما آلاف الأسر الغزاوية تعيش في العراء والشتاء والبرد القارس . فعلى هؤلاء ان يكفوا عن هذا اللغو . 

          ان عودة الشرعية والأمن الشرعي هي الطريق الوحيد لإعادة إعمار غزة ، وليست هذه الصورة ضد حماس او ابنائها او مقاتليها . ان السلطة الشرعية بقيادة الرئيس ابو مازن هي سلطة وطنية وديمقراطية يحكمها قانون الانتخابات وتقوم على المشاركة الكاملة في قيادة السلطة ومؤسساتها . 

رابعا : المؤتمر العام السابع لحركة فتح : 

          وأمام هذه الآفاق الرحبة لحتمية الاستقلال الوطني ، فإن فتح وهي تستعد للمؤتمر السابع خلال شهرين ، انما تؤكد حيويتها وشبابها الدائم من أجل أن تظل حركتنا فتح على مستوى التحديات الجسام أمامها . 

          يحيي المجلس الاستشاري هذه العزيمة المتجددة والتصميم على عقد المؤتمر السابع دون تأخير ، والذي يهدف الى ضخ دماء الشباب الجديدة لأطر الحركة القيادية العليا . فحركة فتح هي حركة التجدد والتجديد الدائم لأطرها وقياداتها وتعزيز الطريق الديمقراطي طريقا وحيدا للحياة السياسية وللحياة الوطنية في دولتنا الفلسطينية . فالديمقراطية دستور حياتنا على قاعدة الحرية والتعددية وعدم التمييز بين المرأة والرجل ، وتمكين المرأة من المشاركة الكاملة في حياتنا الوطنية بما يعزز المساواة وتكافؤ الفرص في التعليم والعمل دون تمييز بين أبناء مجتمعنا الواحد المتعلم والديمقراطي ، والذي نأمل أن يشكل المنارة المضيئة للديمقراطية والحرية في عالمنا العربي . 

عاشت ارادة الصمود والتحدي في قدسنا الشريف .

عاشت وحدتنا الوطنية .

عاشت المقاومة الشعبية .

عاشت حكومة الوفاق الوطني .

عاشت الذكرى العاشرة لاستشهاد رئيسنا ابو عمار .

عاشت الذكرى الخمسون لانطلاقة فتح .

المجد والخلود لشهداء شعبنا .

الشفاء العاجل لجرحانا البواسل .

الحرية لأسرانا الأبطال .

التعليقات